إيلاف من كان: شاركت الفنانة هند صبري مؤخراً في مهرجان كان السينمائي بفيلمها "بنات ألفة"، ضمن عروض المسابقة الرسمية في الدورة 76 لمهرجان كان السينمائي الدولي، وهو من إخراج وتأليف التونسية كوثر بن هنية.

الفيلم الذي يروي قصة حقيقية لأم لها أربع بنات، انضمت اثنتان منهما للجماعات الإرهابية، وحاولت الأم- التي عٌرفت إعلامياً- باستعادة ابنتيها من ذلك الخطر.

على هامش المهرجان، حاورنا هند صبري عن مشاركتها في الفيلم، وشعورها بالعودة لمهرجان كان بعد نحو 30 عاماً من مشاركتها الأولى في فيلم "صمت القصور".

بداية مسيرتك كانت بـ "صمت القصور" الذي شارك في مهرجان كان واليوم تعودين في "بنات ألفة" بعد ٣٠ عاماً كيف تنظرين لهذا الأمر؟

وقتها كنت في الـ 14 سنة والمرة الأولى للمشاركة في "كان" كانت تقريباً منذ 29 سنة بالضبط، شعور بالفخر ليّ كممثلة وتونسية وكعربية، في أن يكون الفيلم بهذه القوة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهي قد تكون أهم مسابقة فنية مهمة في العالم، وشعور جميل عندما أرى هذه المسيرة الكبيرة التي لم تكن لو لم أعمل مع أهم المخرجين في تونس والعالم العربي.

هل كانت لديك توقعات حول مستقبل الفيلم ؟

فيما يخص "بنات ألفة" لم نكن نتوقع وصول الفيلم لتلك المرحلة، خاصة وأن الفيلم أشبه بـ " هجين " ما بين الوثائقي والروائي، وبين الحقيقة والخيال، لكنه فعلا تجربة مختلفة مبنية على قصة حقيقية فتقريباً كنت لا أمثل ولا أقلد الشخصية الحقيقة الموجودة معي في الفيلم ، فكنا أمام الكاميرا في بعض الأوقات كمرآة لبعضنا، وأحيانا أخرى كمتفرج وأوقات أخرى شخص يحكم أو كعلاج نفسي، فكنت مجرد أداة في الفيلم.

تقريبا في مسيرتك قدمت كل الأدوار ومع ذلك كنت في "بنات ألفة" تقدمين شخصية جديدة أو بالأصح وكأنك تمثلين دور هند صبري؟

صحيح هذا الفيلم مختلف بدءاً من فكرة الدمج مابين وثائقي وروائي، لكن كان لدي ضمانات وأولها العمل مع كوثر بن هنية فكنت أطمح أن أعمل معها خصوصاً في الجانب الوثائقي لأني أحب افلامها الوثائقية وفيما يخص الإستعداد للدور، في البداية يوجد شيء مشترك بيننا فأنا أم مثل البطلة، لكن الظروف والخلفيات مختلفة والعالم مختلف.

لكن يوجد شيء بينهما وهو قدرتها على فهم الشخصية وشعورها بأنه لو حدثت نفس الأشياء لبناتها لشعرت مثلها. وأُعجبت بوجهة النظر الخاصة بالفيلم، لأنه في النهاية لا يحكم على البطلة، فهي أم عنيفة تضرب بناتها ودفعتهن للسفر للجهاد من كثرة الضيق.

وأنت النجمة العربية الكبيرة لكن البطولة في الفيلم لم تكن لك؟

لدى كل فنان أحساس عميق بالأنا، أفهمه وأتقبله ولكن مهم ياعزيزي أن نتخلى عن هذا الشعور بين حين وآخر نعود لجوهر التمثيل وجوهر الفن، لا أكذب عليك في هذا الفيلم شعرت فعلا ً أني ضيفة عليه لأن البطولة لم تكن لي وكانت تجربة فعلا جديدة كليا ً علي.

سنة ٢٠١٩ اثناء تتويجك بجائزة فيلمك "نورة تحلم" شكرت مروان حامد شكر خاص كونه سمح لك بتصوير فيلمك اثناء عملك على فيلم الفيل الأزرق .. ما أهمية التواجد بالنسبة لك في السينما التونسية؟

مهم بالنسبة لي مشاركتي في السينما التونسية ، والمساهمة في الصناعة والعمل على هذه الأفلام التونسية ما بين الحين والآخر، وفي أحيان كثيرة أخوض معارك بيني وبين نفسي من أجل قبول أفلام معينة، وأتنازل عن أجري في بعض الأحيان، وذلك واجب علي، فأنا مدينة للسينما التونسية ومدينة لصناع الأفلام في تونس فلولاهم لما وصلت لهذه النجومية التي أتمتع بها الآن.
وبكل صراحة عندما يجذبني فيلم معين كما حدث في "نورة تحلم" او "بنات ألفة" أشعر أنني لم أخن الممثلة التي تسكن داخلي.

حدثينا عن جديدك؟

ننتظر عرض مسلسل جديد بعنوان "مفترق طرق" خلال شهر سبتمبر المقبل، أجسد فيه شخصية محامية، تعمل في مكتب المحاماة وسيعرض على شاهد، إضافة لعمل آخر وهو "البحث عن علا" في جزء جديد.