أشتهر الكاتب البلجيكي الناطق بالفرنسية جورج سيمنون المولود سنة1903 والمتوفي سنة 1989 بغزارة تأليفة. فقد أصدر 193 رواية، و158 قصة قصيرة، وله العديد من المقالات والتحقيقات، كما كتب سيرته الذاتية.

وقد اشتهر سيمنون أيضا بحبكاته البوليسية مبتكرًا شخصية ماغريت، مُحقق الشرطة الذكي القادر على فكّ ألغاز الجرائم العجيبة والغريبة تماما مثلما كان يفعل شرلوك هولمز محقق الشرطة البريطاني في روايات كونان دويل.

وكان سيمنون يتمتع بجاذبية كبيرة لدى النساء. وفي رسالة بعث بها إلى المخرج الإيطالي فريديريكو فيلليني، كتب يقول: "هل تعرف يا فيلليني أنني كنت كازانوفا أكثر منك. وقد قمت بعملية حساب قبل سنة أو سنتين لأجد أني تعرفت على عشرة آلاف امرأة منذ أن كان عمري ثلاثة عشر سنة ونصف. ولم يكن هذا ناتجًا عن نزعة جنسية خبيثة وإنما لأني كنت أشعر برغبة في التواصل.
وكنت أريد أن أتعرف على كل النساء. لكن للأسف بسبب زواجي، لم يكن باستطاعتي أن أعيش المغامرات التي أهفو إليها. وعدد المغامرات العاطفية التي عشتها بين بابين، لا يمكن أن يتصور".

No photo description available.
جورج سيمينون وجوزفين بيكر، محاطين بزوجته (يسار) وزوجها (يمين) مع مالكي La Coupole .. كان سيمينون وبيكر عاشقين (وهو ما يمكن الاستدلال عليه من النظرة على وجه السيدة سيمينون.(فيسبوكJohn Baxter, Writer)

ومبكرًا، وتحديدًا في سنوات المراهقة، خاض سيمنون أولى مغامراته العاطفية. وفي سنوات الشباب، أي بعد الحرب العالمية الأولى، تزوج لكنه ظل دائم البحث عن عشيقات جديدات.
وقد ارتبط سيمنون بعلاقات غرامية مع نجمات السينما والمسرح. والنجمة السوداء جوزيفين بيكر المولودة في ميسوري بالولايات المتحدة الأميركية سنة 1906 والمتوفية في باريس سنة1975 أشهر عشيقاته.

وكانت تتمتع بشهرة كبيرة في مجال السينما والمسرح والغناء. وقد قدمت إلى فرنسا في الثلاثينات من القرن الماضي لتختار الإقامة فيها حتى نهاية حياتها. ومستغلة شهرتها العالمية، ناضلت جوزيفين بيكر من أجل الحقوق المدنية لأبناء جنسها. وكانت ترتبط بعلاقات وثيقة بشخصيات فرنسية سياسية وفكرية وفنية وأدبية. وقد تعرّفت على جورج سينمون في الفترة التي انتشر فيها الجاز في باريس، وفي جل العواصم الأوروبية الأخرى لتصبح البشرة السوداء رمزا للشبقية والشهوانية والحب المجنون المتمرد على كل القواعد والنواميس.

وعلى مدى سنتين ظلت العلاقة بين العشيقين سرية. وفي ما بعد سوف تحضر جوزيفين بيكر في البعض من روايات سينمون مجسدة الرغبات الجنسية التي تتحول إلى حمى افريقية حارقة للجسد.