إيلاف من مراكش: افتتح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الجمعة، فعاليات دورته العشرين،في حضور شخصيات مرموقة من عالم الفن والثقافة والسياسة والإعلام، من المغرب والخارج.
وتميز افتتاح دورة هذه السنة باحتفالية أقل مما هو معتاد، مع تسجيل إلغاء فقرة "عروض ساحة جامع الفنا" من برنامج الفضاءات المحتضنة لفعاليات التظاهرة.
رئيس المهرجان
وكتب الأمير مولاي رشيد، شقيق الملك محمد السادس ورئيس مؤسسة المهرجان، في كلمة تقديمية لدورة هذه السنة: "يعود المهرجان الدولي للفيلم بمراكش من جديد في دورته العشرين، وجدير بنا في هذه اللحظة أن نتذكر ضحايا الكارثة المأساوية الطبيعية التي ضربت المنطقة قبل أزيد من شهرين".
وأضاف: "في عالم اليوم، الذي تتوالى فيه الكوارث والتوترات المروعة، تقف السينما معقلا شامخا للسلام، يسعى لتحقيق التقارب بين الثقافات واكتشاف الآخر".
لجنة التحكيم
انطلق حفل الافتتاح، الذي قدمته الإعلامية نبيلة الكيلاني، بتقديم لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، التي تترأسها الممثلة والمنتجة الأميركية الحائزة على جائزة الأوسكار، جيسيكا شاستين، وتضم في عضويتها كلا من الممثل والمخرج الأسترالي جويل إدجيرتون، والمخرجة البريطانية جوانا هوك، والمخرجة الأميركية دي ريس، والمخرج السويدي المصري طارق صالح، والممثل السويدي ألكسندر سكارسجارد والكاتبة المغربية-الفرنسية ليلى سليماني، والممثلة الإيرانية زر أمير، والممثلة الفرنسية كامي كوتان.
شاستين
ووجهت المنتجة الأميركية الحائزة على جائزة الأوسكار، جيسيكا شاستين شكرا خاصا للملك محمد السادس، ولشقيقه الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان، ولميليتا توسكان دو بلونتيي، مستشارة رئيس مؤسسة المهرجان، "لقدرتهم على المضي قدما" بهذا الموعد السينمائي الدولي.
وشددت شاستين على أن "الفن ظل يستخدم، على مر التاريخ، باعتباره وسيلة للتواصل وزيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية، من أجل إحداث التغيير الإيجابي".
وتوقفت شاستين عند مكونات لجنة التحكيم، التي "تضم 6 نساء و3 رجال"، وقالت إنها "لجنة تاريخية فعلا"، مشيرة إلى أن أعضاءها، كفنانين متميزين، قد جعلوا مهمتهم تحسيس الرأي العام والمساهمة بشكل فعال في مجتمعاتهم.
تكريم ميكلسن
بعد إعلان أعضاء لجنة التحكيم، كل بلغة بلده، عن الافتتاح الرسمي للدورة، جرى تكريم الممثل الدانماركي، مادس ميكلسن، أحد الممثلين المعاصرين الذين تفوّقوا بأداء أدوارهم في أبرز أفلام هوليوود وسينما المؤلّف الأوروبية. جاذبيته القوية، وجرأة خياراته، وقدرته على إعادة اختراع نفسه ببراعة، تؤكد تألّقه بين فناني جيله. وقد أدّى أدواراً معقّدة غالباً، فهو يثير المؤامرات أو الرعب أو الافتتان من فيلم إلى آخر، ليغدو اليوم الممثل الدانماركي الأكثر شهرة في العالم.
وأثنى الممثل الأميركي ويليم دافو، الذي سلم "النجمة الذهبية" لميكلسن، على موهبة هذا الفنان الدانماركي، الذي قال عنه إنه "ممثل كثير المواهب، يضفي العمق والذكاء بلمسته الخاصة على الأدوار التي يشخصها".
من جهته، استحضر ميكلسن علاقته بالمخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، والممثل الأميركي روبرت دينيرو، فضلا عن دافو، في ارتباط بعلاقته المبكرة مع الفن، وبدايات تجربته التي ما فتئت تتطور. وقال: "كنت شابا من كوبنهاغن ،لم يحلم قط بالتمثيل، ومع ذلك كان لديه أبطال شاهدهم مرارا وتكرارا. أبطال أدخلوه في عوالم القصص الإنسانية، وليس بوسعي إلا أن أتأثر، خصوصا أن مهرجان مراكش منحني فرصة مقابلة أبطالي ومشاركتهم خشبة المسرح الليلة. وليس بوسعي إلا أن أتأثر وأنا أشاركهم صفحة من حياتهم، لكنني أكثر فخرا وامتنانا وأنا أشاركهم نفس العالم".
وفضلا عن ميكلسن، يكرم المهرجان المغربي في دورة هذه السنة، التي تتواصل إلى غاية 2 ديسمبر المقبل، المخرج المغربي فوزي بنسعيدي، وذلك "تقديراً لإسهاماتهما القيّمة في مجال الفنّ السينمائي".
"قاتل مستأجر" للافتتاح
إثر ذلك، كان جمهور المهرجان على موعد مع فيلم افتتاح الدورة: "قاتل مستأجر" للمخرج الأميركي ريتشارد لينكلاتر. وهو فيلم يعرض لمغامرات كاري، ضابط شرطة من مدينة هيوستن، ذو موهبة غير عادية في الظهور بمظهر شخصيات مختلفة، يغامر بدخوله منطقة مشبوهة أخلاقيا عندما يدخل لسحر ماديسون، المرأة الشابة الجميلة ذات النزعات الإجرامية، حيث تثير علاقاتهما الحميمية سلسلة من مواقف الادعاء والخداع التي تنطوي على مخاطر تزيد حدتها بشكل مستمر.
برمجة غنية
يقترح المهرجان نخبة من الأفلام السينمائية العالمية، تضم 75 فيلما تنتمي إلى 36 دولة، مبرمجة في أقسام "المسابقة الرسمية"، و"العروض الاحتفالية"، و"العروض الخاصة"، و"القارة الحادية عشرة"، و"بانوراما السينما المغربية"، و"عروض الأفلام للجمهور الناشئ" فضلا عن الأفلام التي سيتم تقديمها في إطار فقرة "التكريمات".
ويتميز مهرجان مراكش بمسابقته الرسمية المخصصة للأفلام الطويلة الأولى والثانية لمخرجيها، والتي تستهدف الكشف عن مواهب جديدة في السينما العالمية. ومن بين 14 فيلما تم اختيارها لمسابقة دورة هذه السنة، 10 أفلام هي الأولى لمخرجيها، و8 أفلام من توقيع مخرجات سينمائيات. ويتعلق الأمر بأفلام "ديسكو أفريقيا: قصة ملغاشية" للوك رازاناجاونا (فرنسا، مدغشقر، موريشيوس، ألمانيا وجنوب إفريقيا)، و"المهجع" لنهير تونا (تركيا، ألمانيا وفرنسا)، و"نزهة" لأونا كونجاك (البوسنة والهرسك، كرواتيا، صربيا، فرنسا، النرويج وقطر)، و"كذب أبيض" لأسماء المدير (المغرب، مصر، السعودية وقطر)، و"عصابات" لكمال الأزرق (المغرب، فرنسا، بلجيكا، قطر والسعودية)، و"عالمنا" للوانا باجرامي (كوسوفو وفرنسا)، و"الابن الآخر" لخوان سيباستيان كويبرادا (كولومبيا، فرنسا والأرجنتين)، و"سجن في جبال الأنديز" لفيليبي كارمونا (تشيلي والبرازيل)، و"الهدير الصامت" لجوني بارينكتون (المملكة المتحدة)، و"الحصيلة" لكارولينا ماركوفيتش (البرازيل والبرتغال)، و"يوم الثلاثاء" لداينا أو. بوسيتش (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة)، و"بانيل وأداما" لراماتا - تولاي سي (فرنسا، السنغال ومالي)، و"باي باي طبريا" للينا سوالم (فلسطين، فرنسا، بلجيكا وقطر)، و"مدينة الرياح" لخاكفادولام بوريف - أوشير (فرنسا، منغوليا، البرتغال، هولندا، ألمانيا وقطر).
وتستكشف هذه الأفلام مختلف الأجناس السينمائية، من الأساطير الجديدة إلى الأفلام الوثائقية، مرورا بالفيلم الأسود إلى السخرية السياسية، فيما تسائل مبادئ التربية، أو نقل الذاكرة، أو فترات من تاريخ بلدان المخرجين، وذلك من أجل رسم صورة لشباب في بحث عن الحقيقة وعن الحرية.
وفضلا عن البرنامج المخصص للعروض السينمائية، تقدّم فقرة "حوار مع..." فرصة للقاء بعدد من أهم الأسماء في السينما العالمية، من خلال استضافة 11 شخصية لفتح نقاش حول الممارسة المهنية.
وتضم قائمة المشاركين المخرجة اليابانية نعومي كاواسي، والممثل الدنماركي مادس ميكلسن، والممثل والمخرج الأميركي - الدنماركي فيجو مورتنسن، والممثلة الإسكتلندية تيلدا سوينتون، والمخرج وكاتب السيناريو الروسي أندري زفياجينتسيف، والممثل والمخرج الأسترالي سيمون بيكر، والممثل والمخرج الأميركي مات ديلون، والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي، والمخرج الفرنسي برتراند بونيلو، والممثل الأميركي ويليم دافو، والمخرج والمنتج الهندي أنوراغ كاشياب.
التعليقات