اكتشف خبراء مصريون مادة من مخلفات الحيوانات يمكنها امتصاص بقع الزيت من المسطحات المائية.

فتحي الشيخ من القاهرة: توصل مجموعة من الباحثين المصريين بالمركز القومي للبحوث إلى أنتاج مادة بيولوجية من المخلفات الحيوانية يمكنها امتصاص بقع الزيت البترولي التي تلوث المسطحات المائية، وتمتاز هذه المادة بانخفاض تكلفتها، حيث لا تتجاوز تكلفة الكيلو جرام منه 5 دولار، بينما يصل سعر المواد المستخدمة لنفس الغرض إلى 100 دولار للكيلو، وهو بذلك يعد الاقل تكلفة بين المواد التي تستخدم في معالجة التلوث البترولى، إلى جانب انه بتصنيع هذه المادة يتم التخلص من كمية كبيرة من المخلفات الحيوانية التي يمثل التخلص منها إحدى المشاكل البيئية وتحويلها إلى مادة صديقة للبيئة.

يؤكد الدكتور علي هاشم أحد العلماء القائمين على انتاج المادة أن غرام واحد من تلك المادة قادرة على امتصاص 50 جراما من زيت البترول، ثم يتم جمعها يدويا بعد ذلك بواسطة شبكات خاصة دون أن يحدث أي ترسب للزيت في قاع المياه، الأمر الذي يترتب عليه حماية جميع الكائنات البحرية من آثار التلوث ببقع الزيت،كما يمكن استرجاع الزيوت منها بالكامل بعد معاملتها، أيضا هذه المادة تتحلل بيولوجيا فلا تؤثر على البيئة،ويضيف هاشم لإيلاف أن هذه المادة تظهر نتائجها سريعا، بمجرد رشها على البقع الزيتية، حيث تمتص بقع الزيت، وتجذبها إليها في الحال، وهو ما يعد مهم جدا في الحفاظ على الكائنات البحرية في المناطق المعرضة للتلوث.

ويعتبر هاشم أن من أهم أسباب تميز هذه المادة إنها تستخلص بالكامل من المخلفات الحيوانية، حيث تمر بمراحل الغسيل والتنقية من المواد العالقة الضارة وغير المرغوب بها ثم تجرى للمادة معالجة كيميائية بسيطة (قسطرة) لتنقل بعدها للتخلص من المواد الزائدة في التفاعلات السابقة، وتُجفف وتُطحن حسب الحجم المطلوب، ويُقدم المنتج في صورته النهائية في صورة مسحوق، كما يمكن استخدامها أكثر من مرة بعد استخلاص المواد البترولية منه،وأن كانت كفائتها سوف تقل.

وينبه علي هاشم على أن هناك ثلاث طرق سائدة هي المتبعة لازالة التلوث البترولي من المسطحات المائية ولكنها تسبب ضرر للبيئة بعكس المادة التي تم تحضيرها،حيث هذه المادة لاتتسبب في ترسيب جزء من المادة البترولية في القاع بعكس الطريقة الاولي والثانية وبالتالي لا يحدث تسمم لكائنات القاع، كما في الطريق الاولى والثانية،وكذلك هي افضل من الطريقة الثالثة التي تستخدم مواد كيماوية تعمل على امتصاص الزيت،ولكنها لا يمكن استخلاص الزيت منها وبالتالي سوف تكون هناك مشكلة اخري وهي التخلص من هذا الزيت.

هذه المادة لا يوجد فيها عيوب، ولكن بشرط واحد ان يتم استخدمها في البقع الكبيرة والتسريبات الكبيرة وتثبت صلاحيتها كما يؤكد الدكتور أحمد الصباغ رئيس معهد بحوث البترول قائلا:هناك بالفعل طرق تكون مفيدة بيئيا ولكنها ليست مفيدة في حالة التسريبات الكبيرة مثل استخدام القش الذي يكون مفيد جدا في حالة البقع الصغيرة فقط، ويؤكد الصباغ أن مشكلة البقع البترولية أنها تمنع وصول الشمس إلى الأعماق؛ وهو ما يؤثر على سائر الأحياء المائية، ويؤدي إلى خسائر فادحة في الثروة السمكية، وهلاك مساحات شاسعة من الشعب المرجانية بشكل يصعب تعويضه، لذلك يجب أن يكون هناك تدخل سريع.