بات الوقود المنتج من الهيدروجين يحتل المكان الرديف للوقود الشمسي والمنتج من الرياح والمياه مما شكل آفاقا جديدة لعدد من الصناعات كالسيارات.


اعتدال سلامه من برلين: خلال الندوة التي عقدت في برلين حول الطاقات الجديدة التي ستكون البديل عن الطاقات الحالية والتي تتسبب حسب تقارير خبراء بيئة تلوث الاجواء، بحث خبراء في العلوم البيئية ومصانع التقنيات المتطورة بخدمة البيئة مسألة بدأت تطرح نفسها منذ فترة، وهي الوقود المنتج من الهيدروجين ويعتبر من الوقود النظيف والرفيق بالبيئة لكنه مازال في مراحله الاولى ومكانه وراء الطاقة المتجددة المنتجة من الشمس والرياح والمياه او غيرها.

ولقد تركزت النقاشات حول مستقبل الهيدروجين، فاشار المحاضرون الى ان حرق الغاز الطبيعي يولد كمية اقل من الغاز العادم وهو بالتالي اقل تلويثا للبيئة من انواع الوقود المعروفة، وذلك لان جزيئاته تحتوي كمية اقل من مادة الفحم وكمية اكبر من ذرات الهيدروجين. وعليه، يعتبر وقودا نظيفا من الدرجة الاولى، بينما يعتبر الغاز مرحلة انتقالية للتوسع في استخدام الهيدروجين كوقود.

وحسب التجارب التي تمت حتى الان فان الهيدروجين يحترق بشكل كامل دون اية بقايا للغاز العادم، كما انه متوفر في عالمنا بكميات لا حدود لها، في الماء، لذا يقول الخبراء هناك امل كبير في العثور على طريقة لمواجهة ازمات سعر الوقود وبالاخص البنزين، وكان هذا ايضا احد نتائج اول مؤتمر عالمي للهيدروجين عقد قبل خمس سنوات في مدينة ميونيخ.

وحسب قول خبير تقنيات الطاقة الالماني كارل ياكوب فينتر لا شك ان الانتقال الى الوقود الهيدورجيني النظيف والوفير مازال حلما جميلا، اذ لا يمكن حاليا العثور على سيارة واحدة في الشارع تعمل على الهيدروجين لعدم وجود محطات وقود تبيعه، لكن التجارب جارية في مصانع السيارات الالمانية، وعرض بعض هذه السيارات في معارض للسيارات في المانيا واوروبا هذا العام، ما يشير الى ان زمنها قد اقترب. وهو على قناعة كما غيره من الخبراء من امكانية قيادة السيارات في المستقبل بالاعتماد على الهيدروجين، هذا النوع من الوقود يمكنه ان يحرك سيارات مجهزة بمحركات معدلة. وهذا هو المبدأ التي تتبعة شركة بي ام في حاليا في استراتيجيتها، كما يمكنه ان يعمل كمولد للطاقة في السيارات الكهربائية، وهي الفكرة التي يتبناها معظم مصنعي السيارات في المانيا.

وبناء على شرح هذا الخبير فان خلايا المادة الحارقة تعمل على تحويل الهيدروجين الى طاقة وتقوم شركة مرسيدس حاليا باختبار 27 نوعا من خلايا المواد الحارقة المختلفة في حافلات النقل العام في سبع مدن اوروبي وتأمل في الحصول من هذه التجارب على مؤشرات لبناء السيارات التي تعمل على الهيدرجين مستقبلا.

ولكن حتى الهيدروجين يجب ان يتم انتاجه اولا قبل استخدامه، وعملية استخلاص جزئيات الهيدروجين من الماء تتطلب كميات هائلة من الطاقة الكهربائية، ولهذا يتوقع الخبراء ان الهيدروجين حتى مع حلول العام 2020 لن يغطي اكثر من 2 في المائة وفي احسن الحالات 5 في المائة من احيتاجات سوق الوقود، وبما ان البدائل الاخرى للنفط ماتزال غير ناضجة من الناحية التقنية او انها نادرة الوجود فان السيارات ستبقى تعتمد على الوقود التقليدي المعروف، اي النفط الى اجل غير مسمى.

ولكن هذا سيكون باقل كمية ممكنة، ففي المحركات التقليدية مازال هناك امكانيات كبيرة لرفع الكفاءة وبالتالي التوفير في استهلاك الوقود، من خلال تصغير حجم المحركات وهذا ما تعتمده منذ سنوات قليلة مصانع السيارات، ويظهر ذلك على سيارات سمارت الصغيرة او تلك التي تستهلك ليترات قليلة لكل مائة كلمتر، بعد ان اضيفت الى السيارة تقنيات دفع اكثر تطورا، واليات الاحتراق الذاتي لوحدها يمكنها تحقيق وفر يصل الى ثلث ما تستهلكه السيارة عادة، ويتوقع الخبراء التوصل الى توفير استهلاك الوقود بمعدل يتجاوز ال37 في المائة في السيارات التي تسير بمحركات صغيرة.