تعرض نهر النيل في مصر الى تجاوزات عديدة كردم مساحات من مجرى النهر والبناء على حافاته.


فتحي الشيخ من القاهرة: يتعرض نهر النيل بمصر هذه الايام لأسوأ حملة تعدي عليه حدثت له منذ مدة طويلة، حيث شهدت الايام الماضية في مصر1200 حالة تعدي على نهر النيل خلال الفترة من 25 يناير وحتى الان، كما أكدت ادارة حماية نهر النيل بوزارة الموارد المائية المصرية، وتنوعت حالات التعدي بين ردم للنهر والتي وصلت ما يقرب من فدانين داخل مجرى النهر أو بالبناء على اراضي طرح النهر، وتعد هذه أكبر نسبة تعديات على النهر حدثت خلال السنوات الماضية حيث تشير التقارير أنه خلال الثلاثين عاما الاخيرة كان عدد التعديات لا يتجاوز 22ألف حالة تعدي.

وارجعت مصادر بوزارة الموارد المائية المصرية زيادة عدد التعديات بشكل رهيب خلال تلك الفترة الزمنية القصيرة،إلى إستغلال المتعدين غياب الأمن والشرطة خلال الفترة الماضية، وكانت السلطات العسكرية التي تتولى الامور في مصر قد حذرت في وقت سابق من الاعتداء على النيل وكذلك الاراضي الزراعية وتوعدت من يقوم بذلك بعقاب شديد، ومع ذلك بلغت التعديات 1200 حالة تعدي على النيل في أقل من شهر، وذلك ب17 محافظة في مصر، تمثل كل المحافظات المصرية التي يمر بها النيل.

هذه التعديات تمثيل تهديد شديد للنيل كما يؤكد المهندس ياسر عبدالغني رئيس الجمعية المصرية لحماية الحياة البرية قائلا: هذه التعديات تعد تدمير لبيئة النهر ودورة حياته وللكائنات المرتبطة به،ويضيف عبدالغني انها أيضا تعد مخالفة قانونية،حيث أن ما يحدث مخالف للمادة 4 من القانون الخاص بشئون البيئة،وهو ما يتفق معه علي لبن عضو مجلس الشعب السابق والذي قدم استجواب سابق عن التعديات على النيل قائلا: هناك تعديات كثيرة حدثت في الفترة الماضية، البعض يردم بهدف الزراعة ولكن الاغلبية تهدف إلى البناء على الارض التي تم ردمها،وهناك تعديات كثيرة للاسف تمت بواسطة شركات حكومية، ويؤكد النائب أن المشكلة في موضوع التعديات انه يصعب ازالتها وذلك لاكثر من سبب منها البعد الاجتماعي حيث تسكن بعض الاسر في المباني التي تبنى في اراضي طرح النهر بالمخالفة، وهناك تعديات من نوع اخر يقوم بها أصحاب المرسي والفنادق السياحية من رجال الاعمال الذين الذين يقدموا الرشاوي حتى يتم غض البصر عن تعدياتهم، لهذا من 22الف حالة تعدي خلال الثلاثة عقود الماضية لم تستطع الدولة سوي العمل على ازالة 3300 مخالفة.