تستهلك الامارات4،5مليار متر مكعب من المياه وتخصص 6 مليارات درهم للمشاريع في الامارات الشمالية.


مروة كريدية من دبي: تشكل قضية الأمن المائي أحد أهم محاور اللجان العاملة في الدول العربية ولا سيما الخليجية منها حيث أظهر استطلاع للرأي اجرته شركة quot;يوغوف للابحاثquot; ان 28 % من سكان الامارات ينظرون بقلق حيال ندرة الموارد المائية الطبيعية العذبة وان ربع الأسر الاماراتية قلقون ازاء مستقبل ابنائهم والاجيال القادمة في وقت تشير فيه البيانات ان معدل استهلاك الفرد الاماراتي من المياه يبلغ 550 لترا في اليوم الواحد وهو من اعلى المعدلات في العالم بينما تقوم وزارة البيئة والمياه على مواجهة التحديات باعداد مشاريع تحمي استنزاف الموارد المائية العذبة وتضمن عدم تلوثها

بمناسسبة بوم المياه العالمي الذي يصاف اليوم اعرب وزير البيئة والمياه الاماراتي راشد بن فهد عن قلقه حيال النقص في الموارد المائية في الامارات معلنا عن مشروع قانون يهدف الى تنظيم وتنمية وترشيد استخدام المياه العذبة متوقعا ازدياد الطلب على المياه في الدولة عام 2030 الى ضعف الاستهلاك الحالي البالغ حوالي 4،5 مليار متر مكعب، والى ثلاثة أضعاف في عام 2050، على ان الجزء الأكبر من هذه الزيادة سيذهب لمواجهة الاستخدام الحضري معتبرا ان quot; المياه من أجل المدن :استجابة للتحدي العمراني quot; هو شعار المرحلة، مشيرا الى ان ldquo;ضمان استدامة الأمن المائيrdquo; يشكل عنصراً أساسياً في استراتيجي وزارة البيئة والمياه التي ستعمل على تطوير سياسات ومواصفات فنية للموارد المائية والسدود، وإجراء مسح وتقييم شاملين لمصادر المياه الجوفية في الدولة، وزيادة مساحة واستدامة كفاءة حصاد مياه الأمطار لزيادة وتنمية المخزون المائي، وتنفيذ المزيد من حملات التوعية لترشيد استهلاك المياه في القطاعات المختلفة.

مشيرا الى ان الاجراءات شملت تطوير محطات تحلية المياه القائمة وزيادة سعاتها الانتاجية وإنشاء محطات جديدة،وانه تم أوائل الشهر الجاري، تخصيص حوالي 6 مليارات درهم لمشاريع الكهرباء والمياه في الإمارات الشمالية لمواجهة الطلب المستقبلي.

وللوقوف على الاحصاءات الصادرة امس عن شركة quot;بروتاكتر اند غامبلquot; ومؤسسة يوغوف للابحاث quot; قال الباحث البيئي وليد محمد عبد المعطي لايلاف :quot; ان الدول الخليجية كلها تعاني من ندرة طبيعية في المياه العذبة كما ان الحكومات تواجه تحديات حقيقية حيال ذلك كون النمو العمراني المتسارع لا بد وان تواكبه مشاريع مائية متسائلا عن جدوى quot;المشاريع العمرانية وماذا سيفعل سكانها حال عدم توافر المياه quot;معتبرا ان المد العمراني الغير متوازن من شأنه ان يفاقم مشكلة الاستهلاك في ظل الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب على المياه و اضاف :rdquo; ان الامارات تعتمد على تحلية مياه البحر لسد حاجاتها من المياه العذبة quot; مشيرا الى ان ما يقارب 42% من مياه الشفة هي من هذا المصدر quot;
وعن طرق معالجة تلك التحديات قال :rdquo; لا بد من معالجة جذرية تضمن تنمية بيئية متكاملة تقوم على الزراعة واعتماد معايير البناء الخضراء واعتماد طرق تقنية للحد من الهدر في استهلاك الماء اضافة الى توعية حقيقية للاجيال لترشيد استهلاكهم الشخصي من النعم الطبيعيةquot;.

وردًّا على سؤالنا حول الاحصاءات الصادرة امس وتحليلها قال : الارقام مخيفة حقا فكيف يمكن ان نتخيل في دولة صحراوية ان يستهلك الفرد 550 ليترا في اليوم. ان ذلك ينم عن استهلاك غير منضبط وهدر مبالغ فيه لانه من اعلى المعدلات في العالم مؤكدا على ضرورة معالجة ذلك بأسرع ما يمكن عبر التربية منذ الطفولة واجراء حملات التوعية بأهمية ترشيد استهلاك الماء ووضع الحوافز المناسبة لتشجيع كافة أفراد وقطاعات المجتمع على المشاركة الفاعلة في ذلك quot; مضيفا انها quot;قضية قومية quot;

الجدير ذكره ان وزارة البيئة والمياه في الاماراتقامت في العام الماضي، بإعداد خطة استراتيجية للمحافظة على الموارد المائية، اعتمدها المجلس الوزاري للخدمات، وتستهدف بشكل أساسي: تطوير تشريعات ومقاييس وآلية عمل اتحادية للإدارة المتكاملة للموارد المائية، وتحسين إدارة الموارد المائية ودعم المخزون الاستراتيجي، ووضع سياسة زراعية وطنية للمحافظة على المياه وزيادة القيمة المضافة إلى الاقتصاد، وتحسين إدارة مياه الصرف الصحي وتنويع استخدامات المياه المعالجة، وترشيد استهلاك المياه، ووضع سياسة واضحة حول تسعيرة المياه تعكس التكلفة الحقيقية، بالإضافة إلى زيادة كفاءة إدارة المياه المحلاة وبناء القدرات وتعزيز الخبرات المحلية حول مفاهيم الإدارة المتكاملة للموارد المائية.