طلال سلامة من روما: ارتفع عدد المصابين بمرض السكري، حول العالم، في العقدين الأخيرين، من 30 صعوداً إلى 230 مليون شخص، ما يهدد جدياً حياة ملايين الأناس ناهيك من إضعاف إمكانات أنظمة الرعاية الصحية العالمية على التعامل مع هذا الوباء، طبقاً لما أفاده مسؤولو الاتحاد الدولي لمرض السكّري (International Diabetes Federation) لمجلة quot;لايف ستايلquot; العربية. وإذا أمعنا النظر جيداً في أحوال البلدان العشرة التي تحوى العدد الأعلى للمصابين بالسكري نجد أن سبعة منها تقع quot;جغرافياًquot; في البلدان النامية. هذا وتحتل الصين المركز الأول، في قائمة البلدان التي يسجل فيها العدد الأكبر من المصابين بالسُّكري الذين تجاوزوا سقف العشرين عاماً، لأنها تحوي حوالي 39 مليون مريض بالسكري، أو 2.7 في المئة من سكانها البالغين. وتحتل الهند المركز الثاني، مع ما يُقدّر ب30 مليون شخص، أو حوالي 6 في المئة من سكانها البالغين.

ودون شك، ثمة بلدان أخرى تسجل نِسَباً أعلى من مرض السكّري، مقارنة بالصين أو الهند، لكن الأرقام غير رسمية. كما أن إصابات السكري في تلك البلدان الصناعية التي تشهد وتيرة إنتاجية متصاعدة أضحت مقلقة خصوصاً بسبب تقلص سكانها جراء معدل الولادات المتراجع، من جهة، وتغلغل وباء السكري بصورة صامتة، من جهة أخرى. وفي بعض البلدان، في منطقتي الكاريبي والشرق الأوسط، تصل النسبة المئوية لهؤلاء المصابين بمرض السكري الى ما بين 12 و20 في المئة. وتسجل النسبة العالمية الأعلى للمصابين بالسكري، قياساً الى عدد السكان الإجمالي، في جزيرة quot;نوروquot; (Nauru)، جنوب المحيط الهادي. وهناك العديد من العوامل التي تقود النمو في مرض السكّري حول العالم، مثل نمط الحياة والحمية المتبعة، التي يعتبرها الخبراء الأوروبيين المذنبتين الرئيسيتين، إضافة إلى الميل الوراثي للإصابة به منذ الولادة أو في وقت لاحق من الحياة. وبما أن الدول النامية باشرت خطواتها التدريجية كي تصبح من جملة البلدان الصناعية، فإن سكانها بدؤوا يميلون الى العمل الذي يستثني في أغلب الأحيان النشاط الجسدي، مثل جلوسهم شبه الدائم أمام شاشات الكمبيوتر في أماكن العمل وهو ما يصنفه المحللون بنمط الحياة الحديث غير المرهق. وفي نفس الوقت، تنتشر ظاهرة توفر المنتجات الغذائية الرخيصة مثل quot;فاست فودquot;، التي تحتوي على مستوى عالياً من السُعرات الحرارية، حول العالم ما يجعلها عاملاً مشتركاً يمهد الطريق أمام الإصابة غير الطوعية بالسكري.

ومن المعروف أن الكمية المفرطة من السعرات الحرارية (Calories) مرتبطة بشدة بزيادة الوزن، المتورطة في تفاقم خطر تطوير السكري من النوع 2، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للمرض. أما النوع الآخر، أي النوع 1، فهو مسؤول عن 5 إلى 10 في المئة من إصابات السكري، حول العالم، ولا يرتبط بسلوكنا الغذائي أو الجسدي، إنما يتعلق كليَّاً بالعوامل الوراثية.

وفي السنوات العشرين القادمة، قد يرتفع عدد المصابين بالسُّكري، الذين ستتجاوز أعمارهم 20 سنة، حول العالم الى 350 مليون شخص.