تاريخ الأورجازم
المرأة كانت وما زالت بالنسبة للدراسات الجنسية هى صندوق أسود مغلق ما أن يتفتح تنطلق منه الشياطين، وقمقم صلب من الحجر الصوان ما أن ندعك جداره حتى ينطلق المارد العفريت، وتابو سري ما أن نقترب من فك شفرته حتى تحل علينا اللعنة.
بما أن المجتمع العالمى ما زال ذكورياً برغم تحضره، فإن الدراسات الجنسية على المرأة وعلاج إضطراباتها الجنسية ما زال متخلفاً بمراحل كثيرة عن دراسات وفهم الرجل وإضطراباته وعلاجها، بدليل أنه بعد كل تلك السنوات على إكتشاف الفياجرا لعلاج الضعف الجنسى للرجل، ما زال برود المرأة الجنسى بلا حلول ناجعة وحاسمة، وأقصى ما إستطاعه العلم بالنسبة للجنس عند الأنثى أن يخترع لها حبوب منع الحمل ليوقف دورة إنجابها، وترك الرجل بلا أقراص منع حمل، لا لشئ إلا لأنه الرجل!.
إذا كانت الدراسات الجنسية على المرأة متخلفة عن الرجل بعض الخطوات، فإن دراسة الأورجازم بالذات وطبيعته وعلاج غيابه وإضطراباته ما زالت متخلفة أكثر، وسنعرض هنا لبعض أسرار الأورجازم عند المرأة، لأنه إذا كان الغرب ما زال على بداية طريق معرفة الأورجازم، فنحن فى المنطقة العربية لا نعرف الطريق أصلاً.
تاريخ الأورجازم هو تاريخ إنكار وإحساس بالذنب وأيضاً الكراهية!!
* فى القرن الرابع قبل الميلاد إعتقد هيبوقريطس أبو الطب أن الجنين هو نتاج متعة المرأة، ولكى تحمل إمرأة لا بد أن تكون جنسياً مستمتعة ومشبعة.
* إعترض Aristotle على هيبوقريطس، وقال إن السائل المنوى للرجل هو سبب الحمل الوحيد، وإن المرأة ما هى إلا وعاء خامل وخامد، تستقبل فقط، ولذلك خفض بل وأنكر تماماً دور المتعة فى الحمل والإخصاب.
* ظل هذا المفهوم الأرسطى عن المتعة سائداً حتى العصور الوسطى، ورسخته الكنيسة والتى كبتت مشاعر المرأة الجنسية وأعلت من شأن عزلة المرأة ومن قيم الرهبنة والطهارة والتعفف.
* فى القرن الثامن عشر لم يتحسن وضع المرأة الجنسى كثيراً، ولكن تسلل مفهوم أن المتعة الجنسية ضرورة للحمل من بين ركام الأفكار المتخلفة، ولكن ظل الشعار المعلن للمرأة quot;إكبتى مشاعرك الجنسية من أجل الحفاظ على بيتكquot;، إنه مفهوم المفعول به الذى لا يتطور أبداً إلى فاعل.
* فى القرن التاسع عشر تم تحذير الأزواج من خلال مقالات كثيرة بألا يوقظ الزوج مشاعر زوجته الجنسية، وهذه جملة منقولة تحذر الزوجات من أى همهمة تحت أى ظروف أثناء العملية الجنسية وتقدمها
a young lady should quot;lie perfectly still and never under any circumstances grunt or groan while the act is in progressquot; (From quot;The Madison Institute Newsletterquot;, Fall 1894).
* بعد الحرب العالمية الثانية بدأت ثورة فكر جديدة تسيطر على الشارع الغربى بضرورة التعبير عن أورجازم المرأة.
* مع 1960 بدأت الثورة الحقيقية فى الإعتراف بحق المرأة فى الإستمتاع الجنسى، وبإكتشاف أقراص منع الحمل تم الفصل بين الجنس والإنجاب، وأصبحت المرأة تستمتع دون الخوف والفزع من طفل جديد ينضم إلى الطابور.
* بنشوء علم السكسولوجى على يد ماسترز وجونسون تهاوت أصنام الخرافات الجنسية عن المرأة الشيطان التى تمتص رحيق الرجل وفحولته، وبدأت مفاهيم جديدة عن حق المرأة فى الأورجازم تولد من رحم العلم.
التعليقات