إرشادات ونصائح صحية لتلافيها
ضوء على بعض حالات الصيف المرضية
د.مزاحم مبارك مال الله: للصيف خصوصيته من الناحيتين المناخية و البيئية فيؤثر على الصحة العضوية والنفسية، فتتغير الكثيرمن أساليب الناس الحياتية اليومية.
إن جسم الإنسان يتكيف مع تغير درجة الحرارة وذلك ناتج عن طبيعة وظائف الجهاز العصبي المركزي الذي يعطي الأيعازات ويستشعر بالتنفيذ.
في فصل الصيف يحصل توسع بالمساحة السطحية للأوعية الدموية من أجل الحفاظ على التوازن الحراري،وعليه ستحصل زيادة في تعرق الأنسان،هذا يؤدي الى قلة لفظ الماء عن طريق الجهاز البولي، في الشتاء تقل المساحة السطحية فيقل التعرق ويزداد البول .
ولكن قدرة وقابلية الجهاز العصبي المركزي التحكمية محدودة فهناك الكثير من الحالات التي ترتفع فيها حرارة الجسم الى مَدَيات يتأثر فيها الجهاز العصبي نفسه فيمر المصاب بحالات الهلوسة أو الشمرة الحرارية ودرجات متفاوتة من فقدان الوعي.
إن الصيف قاسٍ وما زاد في قساوته مشاكل الكهرباء والمولدات وإنقطاع الماء وبمجموعها فهي تنخر في قوة وقابلية تحمّل الأنسان وبالتالي في قدرته على التحكم بأعصابه.توجد الكثير من الحالات التي تهدد صحة الأنسان الصحية منها المَرَضية اللاجرثومية ومنها الجرثومية الألتهابية.
bull;أولى الحالات اللاجرثومية هي ضربة الشمس، إن التعرض للشمس والحرارة لفترة طويلة مع عدم تعويض السوائل والأملاح سيؤدي الى الأصابة بـ (ضربة شمس)وهي حالة ليست سهلة بسبب إختلالن التوازن الحراري جراء الحرارة والأشعة فوق البنفسجية،هذا التعرض يسبب فقدان السوائل والأملاح،فترتفع درجة حرارة الجسم مع صداع شديد ورغبة بالتقيؤ وتشوش بالوعي وفيما بعد تيبس الجلد المؤلم،وأحياناً تحصل حالات رعاف بسبب الحرارة وجفاف الهواء.
لذا ننصح بأتباع الأمور التالية :
1.تجنب التعرض لأشعة الشمس مباشرة.
2.تناول السوائل عندما تشعر بالتعرق الكثير،ولابد أن نشير الى ما موجود في الأسواق من شرابت وعصائر ولبن، هي غير مضمونة من ناحية التلوث بالجراثيم أو الأتربة..الخ.
3.إحمل معك قنينة ماء صغيرة مبرّدة من بيتك في حالة ذهابك بمشوار يعرّضك للحرارة ولأشعة الشمس.
4.لتجنب الرعاف ضع قطعة قماش مبللة بالماء على الأنف لترطيب هواء الشهيق.
5.في حالة الأصابة بضربة الشمس أنقل المصاب الى أقرب مؤسسة صحية ويجب تأمين المكان البارد والسوائل الوريدية.
bull;ومن الحالات المعروفة،إحمرار الجلد ً في الطيات الجلدية(تحت الأبطين،بين الفخذين،تحت الثديين،تحت الرقبة..الخ)،طبعاً هذا الأحمرار سببه تحسس وتهيج الجلد من الأملاح التي تُفرز مع مكونات العرق.وهنا ننصح بغسل المنطقة المصابة بالماء الجاري بأستمرار،مع تهويتها قدر الأمكان أضافة الى إستخدام مرهم الفازلين.
bull;أما لسعات الحشرات والدبيبات التي تنتشر في مثل هذه الأجواء، فتنعكس على شكل تورم،حكة،أحمرار وهذا سببه اللسعة نفسها وما أنتقل جرائها.أحياناً تلتهب هذه اللسعة بألتهاب ثانوي مسببة خراج في المنطقة.ننصح بغسل المنطقة بالكحول أو بالماء والصابون،مع محاولة إستخدام الناموسيات(قدر المستطاع، وخصوصاً في الأماكن الريفية والزراعية)،ولاننصح بأستخدام قاتل الحشرات بكثرة كون تلك الغازات تؤثر على المسالك التنفسية وخصوصاً على أولائك الذين يعانون من مشاكل تنفسية.
bull;وهناك حالة إحمرار العينين خلال هذا الفصل فيعانون من نزول الدمع مع حكة وألم فيهما.وهنا أيضاً ننصح بغسل العينين بأستمرار مع إستعمال القطرات المناسبة وكذلك بأستعمال النظارات الواقية.
ثانياً ـ الحالات الجرثومية :
حالات جرثومية عديدة تنتشر في الصيف بسبب طبيعة تلك الجراثيم مع توفر الظروف البيئية المناسبة(من مناخ الى تراكم النفايات ومروراً بشبكة الصرف الصحي..ألخ )إضافة الى مساهمة ومساعدة العادات الخاطئة التي يزاولها المواطنون ولا ننسى إنخفاض مستوى الوعي الصحي وقلة المعلومات الطبية والصحية لدى شرائح المجتمع المختلفة.وعلينا أن ندرك إن أخطر وأسرع وسيلة لنقل الأمراض هي الماء والهواء.
ومن تلك الحالات:التسمم الغذائي،الأسهال بمختلف مصادره ومسبباته،التيفوئيد،إلتهاب الكبد الفيروسي،الكوليرا.ولغياب الرقابة الصحية وضعف سلطة القانون في تنفيذ الأجراءات الصحية في الوقت الحاضر،فأن أسواقنا ومناطق سكنانا قد إنتشرت فيها الظواهر التالية،رغم وجودها منذ فترات طويلة:
bull;إنتشار عربات بيع الشرابت والعصائر والألبان.
bull;إنتشار المطاعم غير المرخصة،والتي تنعدم فيها الشروط الصحية.
bull;إنتشار(بسطيات) الطعام،وهي الأخرى تنعدم فيها النظافة بل مملوئة بالتلوث.
bull;تكديس كميات كبيرة من المواد الغذائية الجاهزة والمصنّعة في البيوت أو في المعامل (الخفية)،أو حتى المعروفة منها ولكن بلا رقابة.
bull;المواد الغذائية المعروضة في الأسواق، سواء بالمحلات أو بالعربات أو البسطيات فهي معرّضة للأتربة والغبار والحشرات ويأتيك التلوث من شتى الصنوف حيث لايراعي العاملون فيها أبسط مقومات النظافة.
bull;ظاهرة بيع اللحوم في الأماكن العامة والشوارع،وأصبحت لدينا(مجازر الهواء الطلق)، بلا رقابة وفحص بيطريين، مضاف الى ذلك ما ينتج من تلوث بيئي أضافي ووسيلة لأنتشار المزيد من الجراثيم والأمراض.
bull;الثلج الذي يباع في صيفنا،فمعامل إنتاج الثلج لاتهتم بصحة المواطن قدر إهتمامها بالربح حتى ولو على حساب صحة المواطن،فالشواهد تؤكد على تلوث الثلج المصنّع بشتى أنواع الشوائب،هذا فضلاًعن كون القوالب(الحديدية)التي يوضع فيها الماء لغرض تجميدة،يأكلها الصدأ.
bull;تراكم النفايات في أسواق وشوارع وأزقة مختلف المناطق،ومعلوم إنها تؤثر مباشرة في البيئة وتساهم بتكاثر وإنتشار أعداد هائلة وأنواع عديدة من الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض.
bull;والأمر المهم جداً هو الماء الذي يتم ضخه للمواطنين،هل هو سليم من الناحية الكيمياوية والجرثومية؟إن شبكة الصرف الصحي تعاني من وضعٍ متردٍ جداً وقد ساهمت وتساهم بإنتشار الأمراض وأوضاع تهدد البيئة.
وأزاء هذه الصورة المعتمة عن الواقع الصحي المتردي نقدّم حزمة من النصائح والإرشادات:
1.تجنب تناول الأطعمة والأشربة من الأسواق وخصوصاً الشعبية.
2.تجنب تبريد الماء بالثلج المصنّع في المعامل مباشرةً،وإنما ضع قناني بين قطع الثلج هذا لغرض تبريد تلك القاني.
3.حاول التأكد من وجود الكلور في الماء أما بواسطة الكشف المباشر أو بمراجعة المركز الصحي القريب من سكنك ، وفي حالة الشك فبأمكانمك إستخدام حبوب التعقيم (حبة واحدة لكل 20 لتر ماء ، أو بغلي الماء).
4.لاتستخدم مياه الترع والسواقي للأستعمال المنزلي إطلاقاً.
5.بعض البيوت حفرت ابار في حدائقها،لاتستعمل ماء البئر إلاً بعد التأكد من صلاحيته من الناحيتين الجرثومية والكيمياوبة وذلك بفحص عينات منه في المختبرات،وعموماً فيمكن إستخدام مياه الأبار لأستعمالات أخرى.
6.نظّف وعقّم الخضروات بعد إقتنائها قبل تناولها،وبالأمكان إستخدام مادة برمنكنات البوتاسيوم للتعقيم.
7.حاول أن تقتني المواد الغذائية من محلات لازالت تحافظ على الحد الأدنى من العناية الصحية.
8.إغسل يديك جيداً قبل تناول طعامك.
9.لاتشترك بنفس القدح لشرب الماء والسوائل الأخرى مع أشخاص أخرين أستخدموه قبلك إلاّ بعد تنظيفه جيداً.
10.كثير من حالات الأسهال تحدث في هذا الفصل،لاتستخدم أي دواء بشكل كيفي، إلاً بعد أستشارة الطبيب وإجراء التحليل المطلوب .
التعليقات