أحدث ثورة في عالم صناعة الأرداف
ردف اصطناعي بالكمبيوتر لألماني
اعتدال سلامه من برلين: عندما التقته إيلاف في ردهة مستشفى بينجامين فرانكلين بالعاصمة برلين، قال فولفغانع مولر(55 سنة )، إنه منالقلائل المحظوظين الذين زرع لهم ردف إصطناعي يختلف تمامًا عن الأرداف العادية، ونتيجة لهذا سيحصل العام المقبل على ردف متطور جدًا يمكّنه حتى من ركوب الدراجة والرقص مع زوجته، وهي هواية افتقدها منذ اصيب حوضه بكسور بسبب تقدم العمر.
والفضل في تحسن وضع مولر يعود إلى اختراع قام به الدكتور المهندس جيورج بيرغمان في هذا المستشفى ويمكن القول إنه أحدث ثورة في عالم صناعة الأرداف، حيث أنجز هذا الإختراع مع فريق عمله في مختبر biomechanic .
ومن أجل الإطلاع على المزيد، أجرت إيلاف مع الطبيب حديثًا شرح فيه بعض جوانب إختراعه.
وكما قال إن الجهاز بسيط مثل الميني كمبيوتر، وغير معقد، لكن نتائج المعلومات التي يبثها ستحدث ثورة في صناعة الأرداف الإصطناعية. وهو مفصل ردف اصطناعي لا يختلف من حيث المبدأ عن الردف الاصطناعي المتعارف عليه، لكن الفارق أن رأسه يتشكل من مسبار إلكتروني يقوم بقياس كل احتكاك ينتج عن كل حركة صغيرة أكانت ام كبيرة، إن في المشي أو الصعود أو الجلوس، وهذا الردف لن يكون المستعمل بل هو بمثابة منارة تهدي إلى صناعة ما هو افضل مما يتواجد حاليًا في السوق .
وذكر الدكتور بيرغمان أن المصانع الالمانية بدأت تعطي اهمية كبيرة لتجربته من اجل تفادي اخطاء تقع عند صنع الارداف، وهذا ضروري لأن هذا الجزء، وعلى الرغم من انه اصطناعي لكنه يرافق الانسان سنوات طويلة وأحيانًا كل العمر واتضح بأن الكثيرين يواجهون بعد عشرة أعوام أو أقل مشاكل لا يمكن كشفها بالعين المجردة، لأن القطعة اصطناعية مزروعة داخل الجسم لذا يصعب تحديد أي مكان هو المسبب للألم أو الضيق خاصة عند المشي لمدة طويلة او الانحناء .
وبحسب قوله يبقى الردف الاصطناعي داخل الجسم حتى 15 عامًا لكن مع مرور السنين يحدث في جزء منه نسبة معينة من الارتخاء او التفكك يتطلب اجراء عملية جراحية لزراعة
ردف جديد. واسباب هذه الظواهر كثيرة من اهمها عملية الإستقلاب التي تحدث لدى بعضهم لعظام الردف مع تقدم عمر وايضًا ما لحقه من تلف نتيجة استهلاك هذا الجزء عبر كثرة حركة مفصل الورك، فيؤثر بالتالي على حركته الميكانيكية. وهذا يعني إصابة الإنسان بضيق أو حتى ألم عند قيامه بحركات تشكل عبأ.
والمسبارالذي يزرع هو جهاز قياس إلكتروني لا يلحق بالإنسان أي ضرر ويحتل الجزء الاعلى من الردف الاصطناعي الذي يغلف بعد ذلك بما يسمي بالجرن او ( المقلاة ) في حوض الانسان لتقوم بوظيفة الحركة .
وفي داخل الجهاز بكرة تستمد طاقتها للعمل من حقل مغناطيسي يحيط بها تسجل ردة فعل كل حركة، أي مع كل حركة للردف الاصطناعي تسجل هذه البكرة مكان الاحتكاك او المضايقة لترسلها عبر موجة معينة لاسلكية بمساعدة سلك هوائي لاقط يثبت حول أعلى قدم المريض الى جهاز كمبيوتر صغير يكون برفقته ومتصل بكمبيوتر رئيس في مختبر المستشفى الذي يحلل كل معلومة تصله ويخزنها. وبالنتيجة وعبر ملايين المعلومات، يمكن تحديد الاماكن المسبب للمضايقات او الالم في الاردافالإصطناعية التي تصنع حاليًا وكيفية تطويرها او تحسينها او صنعها من جديد. هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى يتوفر لأطباء العظام وضع لوائح لمرضاهم اصحاب الارداف الاصطناعية تحديد أي الحركات يجب تفاديها او نوع التمارين الرياضية المفيدة لهم. ويعطي الجهاز فكرة عن المواد التي يجب ان يصنع الردف منها لتفادي استخدام تلك التي تتقادم بسرعة او حساسة جدًا خاصة الجزء الذي يصنع منه رأس الردف وردة فعل المقلاة التي تكون عادة جزء من الانسان .
وكما قال الدكتور برغمان جمع الكثير من المعلومات القيمة وأصبحت الآن بحوزة بعض المصانع وتعتمدها في صنع الارداف وذلك عن طريق هذا الجهاز الذي زرعه في عدد من المرضى المتطوعين منذ عدة سنوات لكن أيضًا عبر ما اجراه من تجارب في مختبره بتعريض الارداف الاصطناعية لاوضاع مختلفة وضغط مثيل لما يتعرض له الانسان.
على الرغم من ذلك لن يكتفي بما توصل إليه بل سيواصل تجاربه من اجل خدمة المرضى بشكل متكامل، فيوفر عليهم المضايقات والآلام واضطرارهم لزراعة ارداف جديدة.
وذكّر بأن اختباراته ساعدت على الكشف عن اشياء كثيرة لم تكن معروفة مثلاً وزن الجسم الذي تحمله الارداف عندما يمشي الانسان او يقف على قدم واحدة حيث يصل الى ضعفي ونصف ضعف وزنه الطبيعي وخمسة اضعافه عندما يركض، وتسعة اضعافه عندما يتعثر في المشي، وهذه معلومات لم تكن واضحة تمامًا في السابق خاصة مع أي حركة للجسم تنتج عنها هذه الاعباء التي تسبب ارتخاء للردف الاصطناعي .
التعليقات