من العناصر الغذائية الضرورية للإنسان
الكاربوهيدرات ضرورية للصائم في رمضان

د.مزاحم مبارك مال الله: الكاربوهيدرات مواد عضوية تعد من العناصر الغذائية الضرورية للإنسان، فهي تولّد الطاقة الحرارية بسرعة حيث تساعد هذه الطاقة الجسم على القيام بأعماله وأفعاله الحيوية. تُخزن بعد تحولها إلى شحوم في أنحاء الجسم المختلفة، وتحديدًا تحت الجلد، ولكن الزيادة في تناول هذه المواد يتسبب في السمنة والتي تؤثر على الصحة وتساعد على الإصابة بأمراض مختلفة وللأسف، فإن طبيعة التغذية المعتادة تحتوي على نسبة عالية من الكاربوهيدرات.
إن الكاربوهيدرات ثلاثة أقسام رئيسة وهي:
السكريات الأحادية والسكريات الثنائية وهذان النوعان موجودان في الأثمار والعسل والحليب والبنجر والقصب.
أما النوع الثالث فهو السكريات الثلاثية وتشمل النشأ والسليلوز، والسليلوز لا يهضم أبدًا ولكنه ذو فائدة كبيرة جدًا في عمل الإمعاء الغليضة.
إن الوظيفة الأساسية للكاربوهيدرات هي الأحتراق وتوليد الطاقة الحرارية للبدن، والجسم لا يستطيع أن يقوم بأعماله اليومية وأفعاله الحيوية إلاّ بتوفر الطاقة الحرارية.
إن الطاقة الحرارية تقاس بالسعرات، والغرام الواحد من الكاربوهيدرات يعطي أربع سعرات حرارية وهو مقدار الطاقة نفسهاالتي يعطيها الغرام الواحد من البروتينات ولكن الفرق بينهما هو أن البروتينات لا تحترق لتوليد الطاقة. ويختلف مقدار حاجة الجسم إلى الطاقة من شخص الى أخر وذلك وفق ما يلي:
1)مساحة الجسم السطحية: إن الجسم النحيف يحتاج الى طاقة أكثر من الجسم البدين.
2)العمر والجنس: الطفل يحتاج الى طاقة ومواد بنائية أكثر من البالغ، لأن جسمه في حالة نمو وفعالية، في حين أن شخصًا متقدمًا بالعمر يحتاج الى طاقة أقل. أما إحتياج الطاقة بالنسبة إلى الجنس فيعتمد على طبيعة العمل الذي يقوم به كل فرد .
3)الموسم والمناخ: يحتاج سكان المناطق الحارة الى طاقة أقل من سكان المناطق الباردة .
4)الجهد والراحة: تتوقف حاجة الجسم الى طاقة حرارية على نوع فعالية أو العمل الذي يقوم به .
تتحول الكاربوهيدرات بعد الهضم الى السكريات الأحادية وينفذ هذا السكر خلال الأوعية الشعرية الدموية بحيث يصل قسم منه الى الكبد حيث يتحول الى سكريات مضاعفة ( ويسمى بالكلايكوجين ) تُخزن في الكبد والعضلات، أمّا القسم الآخر من السكريات الأحادية فيصل الى أنسجة الجسم المختلفة حيث يدخل الخلايا ليتأكسد فيحترق ويولد الطاقة اللازمة .
وفي حالة الإنقطاع الطويل عن تناول الطعام كالصيام مثلاً، فإن الكلايكوجين المخزون في الكبد يتحول مرة أخرى الى سكر ليزود الجسم بالطاقة المطلوبة.