الجنس خبرات إنسانية لا جيتوهات سرية وعلاقة مثيرة لا موضوع مثير!
هاجمنا الكثيرون عندما نادينا بتدريس الثقافة الجنسية من منطلق خلى الطابق مستور.. ودارى على فضيحتك... و إن الله حليم ستار... الخ، إعترضوا لأنهم يريدون الجنس كهنوتاً، ويريدونه quot;جيتوquot; سرياً لا يسكنه إلا هم، ولا يفقه لغته إلا هم، ولا يعرف دروبه السرية وحاراته وشوارعه وأزقته الجانبية إلا هم!!.
الجنس مدينة مفتوحة الأبواب مكشوفة السماء، مفاتيحها فى حوزة كل سكانها، وأغانيها متاحة لكل الحناجر حتى الخشنة والمبحوحة منها، وطيورها تحط على الأكتاف بلا خوف أو فزع، وغيومها تنقشع بمجرد لمحة أو حضن، أو ربتة على كتف أو قبلة على خد، الجنس لا يعرف المعابد المغلقة أو الأحزاب السرية أو تنظيمات ما تحت الأرض، لا يستطيع الكلام من هو معقود اللسان، ولا يقدر على الرقص من شلت قدماه، ولا يتمكن من الضحك من سكنه الهم والحزن.
نترك أولادنا بلا معرفة يفترسهم الجهل، بينهم وبين أجسادهم خط بارليف، ويحول بينهم وبين رغباتهم quot;سد عالىquot; خلفه بحيرة راكدة من الخوف والرعب والكبت والتخبط .
إذا سئلنا كيف سيكتشف أولادنا وبناتنا خريطتهم الجنسية؟، نرد من المؤكد أنهم سيتعثرون و quot;يتكعبلونquot; فيها، نتركهم للصدفة ولعبة النرد الإجتماعية، نفرض الوصاية عليهم، فنحن الآباء الصح والحقيقة والمطلق والحق المبين.
هكذا يظل الجنس خبرة سرية تفتقد الوضوح والبيان الإنسانى، فيظل كل منا يبحث عن مفتاح شفرة قفل خزانة هذا الغموض طيلة حياته، بدون أن يعرف حقيقة الجنس نفسه كأجمل وأرق وأصدق خبرة إنسانية فى الوجود، ولأننا نعيش بمنطق quot;أهى عيشه والسلامquot; فنحن مجرد ممارسين للعيشه لا الحياة، والحياة شئ مختلف عن مجرد العيشة، فالحياة هى نزول إلى آبار الصدق والحميمية أما العيشة فهى السطح والقشرة، العيشة تتطلب فقط تلبية الحاجة البيولوجية التى من الممكن أن تتوفر لقطط الشوارع البائسة، ونحن العرب أفضل البشر فى الكون تفنناً فى العيشه وإبتعاداً عن الحياة.
الحجرة السرية التى كان ينصح الطفل ألا يدخلها فى الحكايات الشعبية فيعيش حياته مؤرقاً ممزقاً بين الطاعة والفضول، والتفاحة التى أمر آدم وحواء بعدم قطفها فغلبهما حب الإستطلاع فإستحقا الغضب الإلهى ونزلت اللعنة على بنى البشر بسببها فى الميثولوجيا التوراتية، الجنس أصبح حجرتنا السرية المعاصرة وتفاحتنا الحديثة، صار له فقهاً سرياً وتراتيل مبهمة وكهنوتاً لا يظهر إلا لخاصة الخاصة، حبسنا الجنس فى قمقم اللعنة والفسق والدنس، حتى الجنى المارد لن يخرج من القمقم لكى يلبى لنا مطالبنا، فنحن قد خلقنا مارداً أقوى وأخطر هو مارد الخوف والجهل.
[email protected]
التعليقات