سن يأس الرجل الفسيولوجى شئ مختلف تماماً عن صدمة منتصف العمر وأيضاً عن سن يأس المرأة، فسن يأس المرأة له علاقة بتوقف الطمث وعدم القدرة على الحمل والإنجاب وتوديع الأمومة، ولكن بالنسبة للرجل تحدث ما بين سن الخامسة والأربعين والستين، ويظل الرجل قادراً على الإنجاب، وعلى أن يصبح أباً، ولكن جوهر التغير الفسيولوجى هو فى إنخفاض نسبة التستوستيرون (الهورمون الذكري) عادة بعد سن الأربعين.
هورمون التستوستيرون هو المسئول عن النمو الجنسى فى الأطفال، ونمو العظام والعضلات فى المراهقين، وهو مسئول أيضاً عن الرغبة الجنسية، وفى بعض الرجال تظل نسبته ثابتة حتى الخامسة والخمسين، ولكن معظم الرجال بعد سن الثمانين ينخفض عندهم الهورمون إلى نفس نسبة ما قبل البلوغ!.
منذ أكثر من 150 عاماً أجرى أستاذ ألمانى يدعى Berthold تجارب على نقل خصية الديك وتأثيرها على الخصوبة، وفى عام 1944 كانت أول معرفتنا بتعبير سن اليأس الرجالى على يد أستاذين أمريكيين هما Carl Heller and Gordon Myers وقارنا بين أعراضه وأعراض سن اليأس النسائى، ولكن جهدهما مثل جهود أخرى ضخمة وعظيمة مرت مرور الكرام، ولم يكن السبب فقط هو نقص التغطية العلمية والإعلامية لمثل هذا الإكتشاف، ولكن السبب الرئيسى كان مقاومة الرجال والمجتمع الذكورى لمثل هذا الإكتشاف الذى ينتقص من رجولتهم الخالدة وإمبراطورية فحولتهم التى لا تغرب عنها الشمس!، وكانوا مثل الذين أنكروا أن الضعف الجنسى غالباً ما يكون مرضاً عضوياً ويصرون على أنه مجرد إضطراب مزاج فقط، ويرجع أيضاً إلى السمعة السيئة لهورمون التستستيرون الذى أضر بالرياضيين والرعب من سرطان البروستاتا الذى يتضخم حجمه وتزداد شراسته مع هورمون التستوستيرون، ولذلك نجح هورمون الإستروجين فى الدخول سريعاً إلى عالم علاج سن اليأس النسائى، بينما تأخر دخول هورمون التستوستيرون كعلاج لسن اليأس الرجالى، ولكن ما هى أعراض سن اليأس الرجالى.

الحلقة الاولى