شهدت انفلونزا المكسيك تطورات عدة في الجزائر حيث تضاعفت الاصابات،اما الحجاج فقد توجّهوا إلى الأماكن المقدسة من دون تناول لقاح ضد الانفلونزا، وقفز عدد الإصابات في غضون أسبوع واحد من 71 إلى 108، وعلى الرغم من أنّ السلطات الجزائرية تعهدت في وقت سابق بتلقيح مواطنيها قبل نهاية الشهر الماضي، إلاّ أنّ ذلك لم يحصل، ويخشى الأطباء والمراقبون الأسوأ خصوصًا مع رفض دوائر القرار غلق المدارس، وما سيترتبّ عن عودة الحجاج إلى ديارهم أوائل الشهر المقبل.

كامل الشيرازي من الجزائر :شهد وضع إنفلونزا المكسيك في الجزائر تطورات مثيرة خلال الأيام الأخيرة، حيث قفز عدد الإصابات في غضون أسبوع واحد من 71 إلى 108، وعلى الرغم من أنّ السلطات الجزائرية تعهدت في وقت سابق بتلقيح مواطنيها قبل نهاية الشهر الماضي، إلاّ أنّ ذلك لم يحصل، وجرى إرسال نحو 36 ألف حاج إلى الاماكن المقدسة من دون تلقيح ضدّ داء (أتش 1 أن1)، ويخشى الأطباء والمراقبون الأسوأ خصوصًا مع رفض دوائر القرار إغلاق المدارس، وما سيترتبّ عن عودة الحجاج إلى ديارهم أوائل الشهر المقبل.

بعدما أعلنت الجزائر عن توفيرها اللقاح المضادّ لأنفلونزا المكسيك مطلع الخريف، وإرجاء ذلك مرات عدة، تبيّن استنادًا إلى ما أسرّت به مراجع محلية لـquot;إيلافquot;، أنّ كمية 30 مليون جرعة و20 مليون قناع لن يتّم جلبها إلى الجزائر إلاّ عشية رأس العام الجديد، بسبب مشاكل تواجهها المخابر الدولية الثلاثة في سبيل الوفاء بالطلبات المتزايدة من طرف أكثر من دولة، ما يعني أنّ عمليات التلقيح التي طال انتظارها في الجزائر، لن تبدأ إلاّ مع حلول شهر كانون الثاني/يناير المقبل، مع الإشارة إلى أنّ السلطات ذكرت أنّها ستمنح الأولوية في التلقيح لأعوان السلك الطبي وأجهزة الرقابة والأمن، وكذلك قوافل الحجاج والمعتمرين، ليتم تعميم التلقيح إلى الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة والأطفال، وهو ما يستهجنه أطباء يرون أنّه كان من الأحرى البدء بتلقيح الأطفال والمدرسين قبل غيرهم.

ويضاعف هذا الطارئ حجم مخاوف الشارع المحلي في ظلّ انتشار الفيروس بشكل مقلق، وتفاقم أعداد المصابين لا سيما وسط الرضع والأطفال، إضافة إلى ما تشكله الخصوصية المناخية الحسّاسة لشهري الخريف والشتاء، وما ينجم عن الاحتكاك في الأماكن المغلقة خصوصًا وسط المدارس، علما أنّه تم إغلاق خمسة أقسام دراسية قبل أسبوعين بشكل موقت إثر التأكد من إصابات أنفلونزا المكسيك، في وقت تتحدث مصادر غير رسمية عن إصابات عديدة في أوساط التلاميذ لا تزال طي الكتمان.

ويطالب مختصون في ظلّ الحرج الحاصل بتكثيف حملات الوقاية، وإنشاء مراكز خاصة تتولى مراقبة الوضع الوبائي على مستوى المحافظات الـ48، مع تكييف الإجراءات المعتمدة محليًا والتي تضمنها مخطط مكافحة داء (أتش 1 أن1)، للتعاطي بفاعلية مع هذا الداء المثير للجدل.
وسعت السلطات الجزائرية للتقليل من آثار عدم تلقي حجاجها ضدّ أنفلونزا المكسيك، حيث صرّح quot;الشيخ بربارةquot; المدير العام للديوان الجزائري للحج والعمرة، أنّه جرى تلقيح الـ36 ألف حاج ضد الأنفلونزا الموسمية، وسيقوم الـ145 طبيبًا الذين يرفقون البعثة بالتصدي لأي خطر في حال وقوعه، وعلّق بربارة في مؤتمر صحفي:quot;أطباؤنا مستعدون وجاهزون للتدخل متى اقتضت الضرورة ذلكquot;.

وأعلنت وزارة الصحة الجزائرية في آخر بيان لها، عن رصد عشر إصابات جديدة مؤكدة بفيروس (أ/اش1 ان1)، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 108 حالة، ويتعلق الأمر برعية أجنبية (47 سنة) قدمت أخيرًا من فرنسا، وامرأة (32 سنة)، فضلا عن ثلاثة أطفال ذكور يبلغون من العمر 4 و5 و6 سنوات، وفتاة لها 18 ربيعًا، وامرأة تبلغ 32 سنة، فضلا عن سيدتان تبلغان من العمر 67 و 78 سنة.

وأفيد، استنادًا إلى مصدر مسؤول، أنّ الأبحاث الوبائية متواصلة، وكل المصابين هم حاليا في quot;مستشفيات مختصةquot; ويتواجدون تحت quot;الرقابة الطبية الصارمةquot;، وكان رعية أجنبي بالجزائر يبلغ من العمر24 سنة قدم أخيرًا من بومباي (الهند) عبر القاهرة (مصر) و طفل يبلغ 5 سنوات بتيزي وزو جاء مؤخرا من فرنسا، وامرأة تبلغ من العمر 20 سنة ورجل (39 سنة) وطفل (7 أعوام) وآخر يبلغ سنتين من العمر، طالهم المرض أيضا.

ورغم ما يلّف المدارس الجزائرية من محاذير، إلاّ أنّ وزير التربية الجزائري quot;أبو بكر بن بوزيدquot; يرى أنه من غير المنطقي أن يتم غلق كل المدارس والمؤسسات التعليمية، ويُبرز أنّ قرار غلق من عدمه لأي قسم دراسي هو من صلاحيات الإطار الطبي بعد تقييم موضوعي للوضع الوبائي وفق معايير محددة.