توصل العلماء الى عملية جراحية بسيطة جديدة تجرى للرجل تسهل الحد من الانجاب، ويقدم الالاف من الرجال من كل طبقات المجتمع عليها من دون خوف.

نهى احمد من سان خوسيه: مازالت عائلات في بلدان اميركا الجنوبية تعاني من فرض الكنيسة الكاثوليكية حظر استخدام حبوب منع الحمل او الواقي الذكوري او اي وسيلة اخرى للحد من الانجاب، وهذا ينطبق بالدرجة الاولى على العائلات الفقيرة التي تكون عادية متدينة والتي يبلغ عدد اولادها حتى العشرة، ما يزيد من وضعها سوءا.
الا ان عملية جراحية بسيطة جديدة تجرى للرجل سهلت الحد من الانجاب، لان المرأة عادة هي المتمسكة بالتعاليم الكنسية، وبعدما اتضحت جوانبها الايجابية يقدم الالاف من الرجال من كل طبقات المجتمع عليها من دون خوف، بخاصة وان منظمات لتنظيم الاسرة تقدم لبعض العائلات الفقيرة دعما ماديا تشجيعا منها للقيام الرجل بهذا العملية.

ويقول البروفسور ارماندون خوسيه اوريبه من مستشفى الولادات في سانتياغو دي تشيلي لا يقدم الرجل بشكل عام على اجراء اي عملية لتحديد النسل، لكن العملية التي طورت حديثا والتي تعتبر غير مسببة للالم يمكن ان تقنع الالاف منهم على تغيير ارائهم بهذا الشأن، حيث طور بالمشاركة مع اطباء في تشيلي والارجنتين عملية لربط الاسهرين( القناة الناقلة للنطاف) من دون الحاجة الى قطعهما وتخثيرهما، كما هو معتاد في العمليات الجراحية التقليدية التي يرفضها معظم الرجال بسبب هذين الاجرائين.

وتتركز هذه العملية على استخدام ملقط صغير جدا( ميني)، بحيث يوضع على القناة التي تنقل النطاق من الخصيتين الى القضيب. واستخدام الملقط هذا بدلا من قطع الاسهرين، يتيح الفرصة امام الرجل ان يستعيد خصوبته عندما يقرر ذلك، لان العملية القابلة للعكس بسهولة ونجاح، وتعد احدث تطوير طرأ منذ عقود طويلة على عمليات الحد من الانجاب من طرف الرجل . فقد ظلت تجرى هذه العملية بالشكل التقليدي الذي يتألف من اجراء شق في الصفن، بحيث يمكن سحب القناة الناقلة للنطاف وقصها، ومن ثم تخثيرها لمنع النطاف من التسرب خاصة القناة.
ويضيف البروفسور التشيلي في وسائل منع الحمل فان معظم الرجال ينأون عن هذه العملية بمجرد معرفتم بوجود قطع وتخثير للقناة، او انهم سوف يعانون من بعض الالام بعد العملية الجراحية لحين التئام الجرح، الا ان العملية الجديد اظهرت جوانبها الايجابية. اذ سجلت البيانات في اكثر من عشر مستشفيات في تشيلي والارجنتين بعد اجراء هذه العملية على 1200 رجل في البلدين ان نسبة من اصيب بالم بعد العملية لم يتجاوز ال5 في المئة مقابل 79 في المئة لم يشعروا باي نوع من الالم، بينما بلغت النسبة لدى الرجال الذين اخضعوا للعملية التقليدية والذين شعروا بالالم 54 في المئة.
كما ثبت نجاح العملية خلال دراسة استمرت قرابة عامين وضعها جراحون من تشيلي والارجنتين، اكدت على تفوقها على الجراحة التقليدية من حيث خفة الالم وقلة الاختلاطات الناجمة عن احتمال إنتان الجرح والتورم الناجم عن عملية القطع، الامران الذان يؤديان الى مشاكل عديدة.

والجانب الايجابي من ربط الاسهرين ان الرجل بامكانه استعادة خصوبته بسهولة، الامر الذي تعجز عن تحقيقه العملية التقليدية، فكثير هم الرجال الذي غيروا رأيهم في مسألة تحديد النسل بعد عملية قطع الاسهرين، اكتشفوا فيما بعد ان الامر بالغ الصعوبة، وان امكانية ارجاع ما فات غير واردة ، ما ادى الى ارتفاع عدد حالات الطلاق والمشاكل النفسية. فعلى الرغم من نجاح بعض عمليات اعادة وصل الاسهرين المقطوعين، فان العملية تعد اجراء دقيقا وصعبا ومكلفا للغاية، عدا عن نحاجها غير المضمون. وما يجعل الامر معقدا في العمليات التقليدية هو ان التخثير الذي يتم بعد القطع يلحق الاذى بالقناة، بحيث لا يتمكن السائل المنوى بعد ذلك من الجريان بحرية بعد وصل الاسهرين المقطوعين. وعلى العكس بالنسبة لعملية ربطهما فان النتائج الاولية للتجارب التي اجريت على الحيوانات قبل اجرائها على الانسان لتباين امكانية الجريان الحر للسائل المنوي بعد ازالة الملقط، اكدت انه لا يوجد اي اثر لاي اذى للقناة يمنع من مرورو السائل بحرية.

والجانب الايجابي ايضا في عملية ربط الاسهرين ان الرجل يمكنه ممارسة عمله بعد اجرائها، كما يمكنه ممارسة حياته الجنسية بعد ايام قليلة من دون الشعور باي اثر مزعج، فالملقط الموضوع التي يربط الاسهرين حجمه صغير جدا ولا يمكن الشعور بوجوده.