أشرف أبوجلالة من القاهرة: في الوقت الذي بدأت تهتم فيه كثير من حكومات دول العالم بإيجاد حلول وقائية طارئة تعينها على اتقاء أخطار الإصابة بمرض إنفلونزا المكسيك الذي تفشي مؤخرا ً إنطلاقا ً من المكسيك، كان التجاوب سريعا ً أيضا ً من جانب محترفي النصب على شبكة الإنترنت الذين بدؤوا في استغلال حالة الذعر التي انتابت ملايين الأشخاص حول العالم خشية الإصابة بهذا الوباء القاتل، فقد حذرت مؤخرا ً مجموعة من الشركات المتخصصة في أمن الإنترنت من أن هؤلاء الأشخاص بدؤوا في تدشين صيدليات وهمية على الإنترنت، في محاولة من جانبهم للحصول على التفاصيل الخاصة بالبطاقات الائتمانية للمستخدمين من خلال تقديمهم لعروض خاصة بالعقاقير quot;المضادة للإنفلونزاquot;.

وقالت صحيفة quot;التايمزquot; اللندنية أن المتخصصين في مجال الجريمة على الإنترنت بدؤوا خلال الآونة الأخيرة في استغلال موجات الذعر التي بدأت تجتاح العالم على مدار الأيام القليلة الماضية بسبب تزايد المخاوف من الإصابة بالسلالة الفيروسية الجديدة بغرض الترويج لعقاقير مزيفة، وسرقة تفاصيل البطاقات الائتمانية للمستخدمين الذين يقعون ضحية لعمليات النصب هذه. وأشارت الشركات الأمنية إلى أن الملايين من رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها ( رسائل الاسبام ) قد انتشرت مؤخرا ً بصورة غزيرة على الإنترنت، من أجل تحويل انتباه المتلقين إلى ما يزعمون أنها صيدليات وهمية على الإنترنت أو إغراء المستخدمين للضغط على روابط تؤدي إلى برمجيات ضارة.

من جانبها، قالت شركة مكافي، واحدة من أبرز الشركات المصنعة للبرمجيات الأمنية، أن مختبراتها اكتشفت تصاعدا ً في رسائل الاسبام الخاصة بإنفلونزا المكسيك بعد يومين فقط من بدء تناول وسائل الإعلام للأخبار التي تحدثت عن بدء انتشار المرض. وقالت الصحيفة أن المتخصصين في مثل هذه العمليات، والذين يتحكمون عن بعد في ملايين الأجهزة المصابة، يستعينون بها في إرسال رسائل بريدية من خلال عناوين تهدف إلى إغراء المستخدمين كي يقوموا بالنقر على بعض الروابط. ومن بين هذه العناوين المشوقة ( أول ضحايا الإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة! ndash; إصابة سلمي حايك بإنفلونزا الخنازير ndash; إنفلونزا الخنازير تجتاح هوليود ndash; مادونا تنضم لقائمة المصابين بإنفلونزا الخنازير).

وقدرت شركة مكافي نسبة رسائل الاسبام الخاصة بالإنفلونزا يوم الاثنين الماضي بنحو 2 % من إجمالي رسائل الاسبام حول العالم. وقال غريغ داي ndash; المحلل الأمني الرئيسي بالشركة- أنَّ مثل هؤلاء المخربين كانوا يتطلعون إلى استغلال مخاوف الأشخاص من خطر الإصابة بالمرض الجديد دون الحصول على العقاقير المعالجة له، وقد بدأت تحظي حملاتهم الإلكترونية في هذا الشأن بالاهتمام كما أصبحت أكثر تطورا ً وتفاعلا ً من جانب المستخدمين. وأضاف أنَّ مرشحات رسائل الاسبام المثبتة على كثير من الحواسيب سوف تنجح في الكشف عن بعض من هذه الرسائل، لكنَّ مجرمي الإنترنت سوف يبدؤون في ابتكار واستحداث متغيرات جديدة. وقال كريس بارتون، باحث بشركة مكافي، أنَّه توقع أنَّ تبدأ المواقع الصيدلانية في الترويج لعقار أوسيلتاميفير، هذا العقار المضاد للفيروسات والذي يسوق باسم التاميفلو.