محمد حميدة من القاهرة : بعد حسم الجدل حول الحج والعمرة في مصر بحرمان الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من أداء الحج والعمرة هذا العام للحيلولة دون إصابتهم بأنفلونزا المكسيك او فيروس إيه اتش1ان1، بدأ جدل جديد حول نظام الدراسة في العام الجديد المقرر ان يبدأ عقب شهر رمضان الكريم، ومن غير المتوقع ان يحسم بسهولة اذا وصل المرض الى حد الوباء او الجائحة في مصر، ويبدأ موسم الدراسة هذا العام في وقت يتصاعد فيه مؤشر الإصابات بالمرض في مصر حيث بلغ اجمالي عدد الإصابات حتى كتابة هذه السطور 265 حالة، وفي وقت يحذر فيه الخبراء من تفشي الفيروس في فصلي الخريف والشتاء موسم الدراسة . وهو ما يهدد quot;بحدوث كارثة صحية في المدارس والجامعاتquot; بحسب الدكتور محمود سليم اختصاصي المناعة والتحاليل . وأضاف الدكتور محمود في حديثه لquot;إيلافquot; إن quot;نظام الدراسة في مصر وخاصة في المدارس الحكومية له إشكاليه خاصة، تتميز الفصول بارتفاع الكثافة الطلابية حيث يصل عدد الطلاب في الفصل الواحد في مدارس معينة الى ما يتجاوز ال 60 طالبا، فضلا لعدم توفر التهوية الجيدة في الفصول، وافتقاد أغلب المدارس لعيادات داخلية او أطباء، وكلها عوامل تسهل من انتشار الفيروس في المدارس بسهولةquot; .
وعلى الرغم من نجاح وزارة الصحة والجهات المعنية في التعامل مع الفيروس حتى الان والحد من انتشاره داخليا حيث إن معظم الحالات التي اكتشف إصابتها بالفيروس منذ اندلاعه في مصر في أواخر ابريل الماضي لأجانب وقادمين من الخارج ، بفضل الإجراءات المشددة في المطارات والمنافذ والعناية بالحالات، إلا ان البعض يتخوف من عدم قدرة إجراءات وزارة الصحة والتربية والتعليم في التعامل مع الفيروس في المدارس والجامعات، ولم يخف هؤلاء مخاوفهم على صحة أبنائهم في الفصل الدراسي القادم .
فمن جانبه قال احمد فرح محاسب في إحدى الشركات العاملة في مجال البترول ورب أسرة لثلاثة أبناء في المدارس الابتدائية والإعدادية، ان الأرقام التي يسجلها الفيروس وتزيد يوما بعد يوم تؤكد أن صحة الطلاب في العام الدراسي الجديد على المحك، مشيرا الى انه قد يمنع أبناءه من الذهاب الى مدارسهم خوفا على صحتهم اذا انتشر الفيروس دون ان ينتظر قرارا من وزارة الصحة او التربية والتعليم .
وعلى الرغم من اقتراب العام الدراسي والمخاطر التي تهدد الطلاب بسبب الفيروس الا انه لم يتم حتى الآن بحث الإجراءات المتبعة في المدارس والجامعات وموقف الدراسة من عدمه وكذلك quot;لم يتم تعريف المدرسين والمعنيين بشؤون الدراسة بما يجب فعله في المدارس في ما يتعلق بأنفلونزا المكسيكquot;، وفق قول أمين سالم مدرس . وقال ل quot;إيلافquot; إنه من جانبه لم يتلق اي جلسة توعية او اي برنامج تدريبي او اي معلومات بما يجب ان يتم في المدارس سواء في ما يتعلق باكتشاف الحالات او كيفية التعامل معها . وطالب أمين بضرورة وضع خطة ثابتة وتحديد الإجراءات الواجب إتباعها في المدارس سواء من جانب وزارة الصحة او التربية والتعليم , ودور المدرسين والمديرين وكيفية التعامل مع الحالات التي يظهر عليها المرض والسيطرة عليها لمنع انتقال الفيروس الى الآخرين في المدرسة نفسها.
ومن المتوقع ان يعقد الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم والدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة اجتماع خاص لبحث سبل التعاون بين الوزارتين نحو الإجراءات الواجب اتخاذها في المدارس هذا الأسبوع . وقد اشارت تقارير إلى ان اللجنة التحضيرية الخاصة بالاستعداد لمواجهة جائحة أنفلونزا المكسيك عقدت اجتماعا بين مسؤولي وزارتي الصحة التربية والتعليم وتم بحث الإجراءات المطلوب تنفيذها في المدارس والمنشآت التعليمية من قبل وزارة التربية والتعليم بالنسبة إلى الدراسة وكيفية توعية وتدريب المعلمين بالتعاون مع وزارة الصحة حول كيفية اكتشاف الحالات وأسلوب النظافة العامة داخل المدارس وكيفية التنسيق بين مسؤولي الصحة والتعليم في حالة ظهور بعض الحالات وضرورة وجود لجنة إدارة للأزمات على مستوى كل محافظة لاتخاذ الإجراءات المطلوبة وما تم تنفيذه منها ويتم ذلك بصفة دورية من مديريات التربية والتعليم والصحة.
التعليقات