طلال سلامة من روما: يلفت الباحثون الإيطاليون، في مؤسسة برونو كيسلير بمدينة ترينتو، بالتعاون مع زملائهم في جامعة ترينتو، الواقعة أقصى شمال شرق ايطاليا، ومعهد الصحة العليا بروما أنظار الجالية العلمية الى نموذج عدوى ومعالجة لأنفلونزا المكسيك توصلوا الى صوغه مؤخراً ويحمل معه اقتراحات قد تكون ذات فائدة عالمية. في حال تفشى فيروس أنفلونزا المكسيك quot;اتش وان ان وان/أquot; quot;جغرافياًquot; بصورة مشابهة لجرثومة الحمى الإسبانية، التي حصدت ما يقارب 50 مليون ضحية في نهاية عام 1918 ومن المتوقع أن تحصد أكثر من 80 مليون ضحية جديدة في حال عودتها مجدداً، فانه من المفضل اختيار الفئات العمرية الشابة لإخضاعها للعلاجات بواسطة المضادات الفيروسية (Antiviral Drug). هذا وتصيب الإنسان أمراض متعددة ذات أسباب مختلفة، وتتسبب الفيروسات في أمراض متفاوتة الخطورة مثلت اختبارات حقيقية للطب على مر العصور. وتشكل الوقاية إلى جانب التلقيح السلاح الأنجع لتفادي الأمراض الفيروسية، لأن المضادات والأدوية التي تقضي على الفيروسات قليلة جداً نظرا للمشاكل التي تعيق البحث في هذا المجال. إذ أن عدد المضادات الفيروسية الموجودة راهناً لا يتجاوز الخمسين مقابل عدة آلاف من المضادات الحيوية المستعملة. في سياق متصل، يفيدنا الباحثون الإيطاليون أن نموذج الانتشار الوبائي المبتكر ينوه بأن حقن الأشخاص المسنين بهذه المضادات الفيروسية، لا يخفض نسبة وفاتهم من جراء الإصابة بفيروس أنفلونزا المكسيك بصورة لافتة. لا بل من الممكن أن يحصل العكس، أي زيادة مقاومة الفيروس للأدوية داخل جسمهم.

صحيح أنه من المبكر جداً التنبؤ بدقة ببعض المزايا quot;المحورةquot; الهامة لأنفلونزا المكسيك، التي تنتظر فصل الشتاء القادم لتتفشى على نحو مخيف صحياً، بيد أنه من المؤكد ان استعمال المضادات الفيروسية هو الحل المؤقت الفعال بغياب لقاح quot;مقنعquot; قادر على حماية البشر من هذه الأنفلونزا. مع ذلك، ينبغي على كل دولة من دول العالم أن يكون لديها احتياطات ضخمة من هذه المضادات الفيروسية. وتشير محاكاة نموذج quot;عدوى ومعالجةquot; أنفلونزا المكسيك الإيطالي الى أنه، في حال لم تكن هذه الاحتياطات لدى كل دولة كافية لمعالجة 25 في المئة من سكانها أي السقف الأدنى الذي ينصح به خبراء منظمة الصحة، عندئذ من الممكن تحديد أولوية في استعمال المضادات الفيروسية اعتماداً على العمر وذلك للحد من تفشي الفيروس وخفض نسبة الوفيات بقدر الإمكان.

وتشمل هذه المحاكاة، على الكمبيوتر، تعقب الآثار التي تخلفها ورائها بؤر فيروسات الأنفلونزا، متفاوتة الحدة، ومن ضمنها فيروس أنفلونزا المكسيك. وتربط نتائج هذه المحاكاة فعالية العلاج بكيفية تصرف فيروس الأنفلونزا أثناء تفشيه. ما يعني أن معالجة الأشخاص، الذين تخطت أعمارهم 65 عاماً، قد تكون من دون جدوى. في ما يتعلق باستراتيجية الأولوية اعتماداً على العمر، خلال استعمال المضادات الفيروسية، فإنها يمكن أن تكون الحل الأنسب لدى تلك الدول أين تعتبر احتياطات هذه المضادات اقل بكثير من السقف الذي حددته منظمة الصحة العالمية.