quot;لقاح
لقاح انفلونزا المكسيك الجديد بين الأمل والحقيقة

كامل الشيرازي من الجزائر: رأت مجموعة من الأطباء الجزائريين أنّ حملة التطعيم المرتقبة ضدّ أنفلونزا المكسيك مطلع الخريف المقبل، ستكون جد فاعلة على صعيد كسر دابر الهجمة المكسيكية، لكن عموم المختصين الذين تحدثوا إلى إيلاف أجمعوا على محدودية فعالية التطعيم، ما لم يكن الأخير مشفوعا بشروط أجملوها في احترام مواطنيهم لمعايير الوقاية والحيطة واليقظة خصوصًا مع ما يفرزه موسم الإجازات حاليًا، وكذا قيام الآلاف بالحج والعمرة خلال الفترة المقبلة في بلد أحصت دوائره الصحية 20 حالة مؤكدة لم تترتب عنها أي وفاة، ونحو 96 حالة أخرى مشتبه بها إلى حد الآن.

بداية، يبرز الدكتور فوزي درار الاختصاصي في علم الفيروسات في معهد باستور الجزائر، الدور المحوري للتطعيم خصوصًا مع التحولات التي تطرأ على فيروس quot;أ/أش 1أن1 quot; وسرعته الانتشارية المفتوحة، ويؤكد رئيس المركز المركزي لمراقبة كل أنواع الأنفلونزا، أنّ اللقاح المنتظر جد حاسم، خصوصًا وأنّ هذا الوباء مس خاصة شريحة عمرية حساسة (20-29 سنة) عبر العالم.

ويدعو الأستاذ quot;كمال صنهاجيquot; إلى الحيطة واليقظة، لأنّ درجة التطعيم ومستوى مقاومته مهما كان، لن يتصدى أو يخفض من الوباء بصفة مطلقة خصوصًا مع اقتراب موسمي العمرة والحج، ويتقاطع صنهاجي مع الدكتور بوعلام شرشالي والأستاذ محمد غرينيك، في أنّ التطعيم بمعناه الأشمل لا يكون بيولوجيا، بل من خلال التحسيس والتعامل بذكاء مع المعلومات الصحية بعيدًا عن إثارة الذعر.

وتطرق الدكتور كمال آيت أوبلي المختص في علم الأوبئة، إلى أنّ التطعيم خطوة لمجابهة الإصابة ولا يمكن لهذا التطعيم بحسبه أن يحول لوحده من فيروس ينطوي على أعراض عيادية ووبائية وبيولوجية، وشرح الدكتور آيت أوبلي أنّ التطعيم quot;الحقيقيquot; يكمن في الإجراءات التي يجب إتباعها للوقاية من الفيروس وفي مقدمتها إتباع الإرشادات الصحية واحترام قواعد النظافة المتضمنة غسل الأيدي مرات عدة وبانتظام بالصابون السائل خصوصًا عند العودة إلى المنزل وقبل الغذاء واستعمال منديل الورق الصحي عند العطس والسعال.

من جانبه، يشير الأستاذ عاشور بوعمران إلى أنّ التساؤل يدور حول مدى وفاء الحصص التي ستوزع من اللقاح بموجبات المواجهة الشاملة للهجمة المكسيكية، وينبّه بوعمران إلى أنّ الفيروس لا يمكن التنبؤ بدرجة خطورته أو مستوى اتساعه، فإذا كان قد أصاب شريحة شابة من البشر إلى حد الآن، فإنّ الداء مرشح لأن يتطور إلى حالات حادة وخطرة إذا استمر على هذا المنوال.

ورغم رفع منظمة الصحة العالمية حالات الطوارئ إلى المرحلة السادسة، نظرا لانتشار الفيروس عبر العالم، إلاّ أنّ الوضعية بحسب البروفيسور quot;مصطفى خياطيquot; quot;غير مخيفة quot; بمنظاره، لأنّ فيروس quot;أ/أش 1أن1 quot; لم يتسبب حتى الآن إلا في وفاة أربعة أشخاص لكل ألف مصاب، في حين وصلت الوفيات بالنسبة لأنفلونزا الطيور المعروفة بفيروس quot;أش 5أن1quot; إلى معدل 50 بالمائة.

ويؤيد مصطفى خياطي وفوزي درار نظرية التداوي بالأعشاب الصينية، ووصفاها بالبديل الناجع لعلاج أنفلونزا quot;إتش 1 إن 1quot;، كما لاحظا أنّ هذه الأعشاب ستكون لها فاعلية العقاقير الغربية أو أفضل منها.

وجرى استخدام الأعشاب الصينية في علاج قرابة ثلاثمائة مريض بأنفلونزا الخنازير، ما مكّن من تعافي 117 مريضا، وأظهرت الاختبارات السريرية أنّ العلاج بالأعشاب الصينية آمن وأكثر فاعلية قياسا بالعقاقير الغربية في الشفاء من أنفلونزا quot;إتش1 إن1quot; من حيث معقولية التكلفة واستغراقه وقتا أقل للشفاء من المرض.