أشرف أبوجلالة من القاهرة: في واحدة من القضايا الطبية الجدلية التي ستثير زوبعة خلال الفترة المقبلة في أوساط عدة حول العالم، منحت عيادة طبية في الولايات المتحدة الفرصة لزوجين بريطانيين بأن يختارا جنس الطفل الذي ينتظرون ميلاده، وبينما يُنتظر أن تثير هذه السابقة زوبعة دينية واجتماعية كبرى خلال المرحلة المقبلة، ذكرت تقارير صحافية بريطانية أن تلك العملية التي تتم من خلال إجراء طبي مثير للجدل يُعرف بـ ( التشخيص الجيني السابق للزرع ) أو ( PGD) هو من الإجراءات المحظور استخدامها في بريطانيا، إلا عندما تُستخدم في إجراء فحوصات بغية الكشف عن الأمراض الوراثية.

وأفادت صحيفة quot;التايمزquot; البريطانية في معرض حديثها عن تلك القضية بأن الولايات المتحدة أبدت مرونة في تشريعاتها الخاصة بانتقاء جنس المولود عام 2001، وتحظى المراكز الطبية الأميركية بإقبال كبير من جانب المرضى البريطانيين الذين يعرفون عن خدمات quot;التوازن الأسريquot; من خلال الإعلانات التي يتم نشرها على الإنترنت. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك العيادة التي أجرت العملية الأخيرة للزوجين البريطانيين مملوكة لطبيب يدعى جيفري شتاينبيرغ، وتقع في نيويورك، وقد قام بافتتاحها في شهر يناير / كانون الثاني الماضي. وتشير الصحيفة في ذات السياق إلى أن نصف الأجنة التي تخضع الآن للاختبارات هناك تنتمي لأبوين إنكليز، وتوجد حجوزات هناك بالفعل لأربعة أزواج خلال الشهر المقبل.

وفي حواره مع الصحيفة، قال شتاينبيرغ :quot; تعد بريطانيا الآن أشد تحفظا ً بكثير مما كانت عليه من قبل. فقد كانوا مبدعين في السابق، قبل أن تُكبل أيديهم الآن بالأصفاد. فمن وجهة النظر التجارية ( الربحية ) ، فهذا هو أفضل شيء سائر الآن. ومن الناحية الطبية، هو مجرد محاكاة ساخرةquot;. وفي المقابل، نقلت الصحيفة عن روبرت برزيسكي، رئيس لجنة الأخلاقيات في الجمعية الأميركية للطب التناسلي، قوله :quot; جرت العادة في الولايات المتحدة على ألا يتم التدخل في الخيارات الإنجابية للمواطنين الأميركيينquot;.
وفي محور ذو صلة، قالت الصحيفة إن مثل هذا النوع من السياحة الطبية، التي تشهدها الولايات المتحدة نتيجة لتعميم هذا التكنيك الطبي المثير هناك، قد دعَّم الناحية التجارية بالنسبة للأطباء الأميركان، فالفاتورة الخاصة بالإجراءات والسفر والفنادق يمكنها أن تصل إلى 20 ألف جنيه إسترليني. وهنا، تلفت الصحيفة إلى أن معظم دول العالم تفرض قيودا ً على هذا الإجراء بسبب مخاوف من أن اختيار الجنس الانتقائي قد يُسهِّل من التحيز الثقافي لصالح الذكور.

من جانبها، التزمت هيئة الخصوبة البشرية وعلم الأجنة البريطانية بالحيطة والحذر بالنسب لهذه المسألة، مشيرة ً إلى اعتراض العامة على انتقاء الأجناس. ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم الهيئة، قوله :quot; لا يوجد في الولايات المتحدة جهة تنظيم رسمية تقوم بمراقبة العيادات الطبية، كما لا توجد التزامات قانونية بتقديم المشورة التي تعد جزءاً مهما ً من العلاج. أما هؤلاء الأشخاص الذين يقررون السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، فينبغي عليهم أن يكونوا مطلعين على القوانين والنظر فيما قد يكون من تأثيرات محتملة على أي طفل يولد في وقت لاحقquot;.