أشرف أبوجلالة من القاهرة: في واحدة من الخطوات العلاجية التي طال انتظارها كثيرا ً، نجح باحثون فرنسيون في وضع إستراتيجية لتعزيز عملية تجديد الخلايا العصبية بعد التعرض لإصابة ما، وهو ما جعلهم يقتربون أكثر من ابتكار طريقة تعينهم على إصلاح الجهاز العصبي المركزي، ما كان يتم اعتباره في الماضي أمرًا مستحيلا ً. وقد أوضح دكتور ألين بريفات، الباحث الرئيسي في تلك الدراسة التي أجريت بمعهد انسيرم المتخصص ببحوث الصحة العامة في فرنسا أن عنصراً أساسياً من عناصر التدخل في تجديد الخلايا كان سببه مادة الـ astrocytes الدبقية التي تؤثر علي نشاط الاتصالات العصبية، وتغذية الخلايا التي تحيط بالخلايا العصبية.
ويشير الباحثون في الوقت ذاته إلى أن الدور الرئيسي لمادة الـ astrocytes الدبقية عادة ً ما يتركز على توصيل المواد الغذائية اللازمة لوظيفة الخلايا العصبية. وقالوا أنه في حالة حدوث إصابة في العمود الفقري أو الإصابة بجروح، فإن مادة الـ astrocytes الدبقية تقوم بتوليف نوعين محددين من البروتينات هما (GFAP وفيمينتين ) الذين يقومان بعزل الخلايا العصبية التالفة لمنع التدخل في العمل الوظيفي للجهاز العصبي المركزي. وفي الوقت الذي تقوم فيه الحماية بلعب دور مفيد، إلا أنها تحفز على المدى البعيد على تكوين أنسجة ندبية حول الخلايا العصبية، وبذلك يتم تشكيل تندب قابل للاختراق ومعاد لتجديد المحور العصبي، وبالتالي نشر النبضات العصبية. وفي حالة التعرض لإصابات حادة، يقوم التندب بتوليد الشلل الحركي.
وبناءً على النتائج الأولية التي تم التوصل إليها، بدأ الباحثون في ابتكار وسيلة لتطوير أسلوب علاجي يعمل على وقف نمو الأنسجة الندبية. وقد استعانوا بالعلاج الجيني القائم على استخدام التدخل في الحمض النووي الريبوزي RNA. وقد تم إدخال التسلسلات القصيرة للحامض ، التي تم الاعتماد عليها كوسيلة للقياس، في السيتوبلاسما الخاصة بمزرعة من مادة الـ astrocytes الدبقية باستخدام ناقل فيروسي علاجي. وبمجرد أن تم إدخال هذه التسلسلات في الخلية، قام حمض RNA النووي الريبوزي بتنشيط الآليات التي تقوم بوقف تكوين اثنين من البروتينات المخفية من جانب مادة الـ astrocytes الدبقية والمسؤولة عن تكوين الندبة.
ومن خلال استخدمهم لهذا الأسلوب، نجح الباحثون في فرض سيطرتهم على ردة الفعل الخاصة بمادة الـ astrocytes الدبقية، وعندما تم زرع الأخيرة مع الخلايا العصبية، نجح الباحثون في تعزيز عملية إبقاء الخلايا العصبية على قيد الحياة وتحفيز نمو المحور العصبي. كما أشار الباحثون في النهاية إلى أنهم تأكدوا من صحة ما توصلوا إليه من نتائج من خلال مجوعة من الدراسات المختبرية الداخلية. ووفقاً لما ذكروه، فإنهم سيحاولون تطبيق هذا الأسلوب على الفئران في المرة المقبلة. وعبروا عن أملهم في أن يتم استخدام طريقتهم مستقبلا ً لدى المرضى الذين يمرون بإصابات في العمود الفقري.
- آخر تحديث :
التعليقات