تشير آخر إحصائيات لكلية الطب في جامعة ساو باولو الى ان نسبة الاصابة بأمراض ضغط الدم في بلدان اميريكا الجنوبية والوسطى قد ارتفعت في فترة العشرين السنة الماضية لتصل الى أرقام تدعو الى القلق والقيام بحملة توعية في كل الاتجاهات.
والجديد في هذا الجانب ان ضغط الدم لم يعد يصيب من هم فوق سن الثلاثين بل وما دون، وسجلت حالات كثيرة لشباب في هذا السن ، ويعود سبب ذلك الى سوء التغذية وقلة الوعي من مخاطر هذا المرض القاتل في الكثير من الأحيان، لكن يلعب العنصر الوراثي أيضا دورا في إصابة المرء بالمرض دون سواه.
ووزعت وزارة الصحة في كوستاريكا كتيبا يمكن الحصول عليه من كل مستوصف شعبي او عيادة طبيب صحي أو أمراض القلب يتضمن توضيحات وشروحات بشكل مبسط كي يفهمها كل مواطن.
وحسب شرح الكتيب فانه من المعروف ان القلب يضخ الدم الى جميع أنحاء الجسم من خلال حركات انقباض وانبساط متتالية يندفع الدم بواسطتها عبر الشرايين وتحدث عملية الدفع هذه ضغطا على جدران الشرايين ويسمى هذا ضغط الدم، وهي ظاهرة طبيعية ما دام الضغط في الحدود المناسبة، اي عندما يكون الضغط 12 على 8( او 120 على 80)، فالرقم العلوي يمثل الضغط الانقباضي، اي ضغط الدم في الشرايين أثناء قيام القلب بضخ الدم الى الجسم وانقباض عضلة القلب، والرقم السفلي يمثل الضغط الانبساطي اي ضغط الدم في الشرايين أثناء انبساط عضلة القلب، وأي خلل في قوة انقباض القلب او تضيق في الشرايين يؤدي الى اضطراب في الجسم واستمراره هو دليل على حالة مرضية. لكن قراءة ضغط الدم تختلف حسب الاعمار، فهي عند الاطفال أقل منه عند الشباب وهو أعلى عند المسنين، ومن الطبيعي ارتفاع الضغط عند القيام بمجهود جسدي.
والمشكلة ان الكشف عن الاصابة بارتفاع الدم تكون عادة بالصدفة، حيث يشكو المريض من الدوخة من الام الراس فيعيد ذلك الى الارهاق، لذا ينصح باللجوء الى الطبيب لتحديد السبب، وبالأخص لمن تجاوز سن الاربعين.
والعوامل التي تساعد على الاصابة بارتفاع ضغط تكون في أغلب الاحيان وراثية، فيتناقلها الاجيال، لكن يزداد احتمال الاصابة مع التقدم في السن وزيارة الوزن المفرط وكثرة تناول الدهون لان ذلك يساعد على ترسب الشحوم على جدران الشرايين الداخلية، والافراط من تناول الملح لانه يحبس سوائل الجسم، وقلة الحركة فهذا يساعد على تخزين الشحوم بدلا من احتراقها لتوليد الطاقة. أيضا التدخين فهو يؤثر على جدران الشرايين ويقلل من مرونتها.
ومن أهم مضاعفات ارتفاع ضغط الدم الاصابة بالنوبات القلبية مثل الذبحة الصدرية والجلطة والنزف والجلطة الدماغية وإصابة الكلى بالقصور وفشلها نتيجة تصلب شرايين الكلية وعجزها عن القيام بوظائفها، وتلف الأوعية الدموية داخل العين.
ويتساءل البعض اذا ما كان الشفاء ممكنا اذا ما تناولوا الدواء لمعالجة ارتفاع الضغط، هنا يرد الكتيب بان هذه الحالة مزمنة وتلازم المريض مدى الحياة وللاسف، لذا عليه التعايش معها باتباع نظام غذائي وحياتي معين. مع ذلك فان ضبط الضغط ونسبة الشحوم والحفاظ على الوزن عوامل مساعدة جدا، لكن هنا يجب عدم اهمال تنال الدواء.
ومن النصائح الواردة في الكتيب أيضا الاكثار من تناول الخضروات الطازجة اما على شكل سلطات أو مسلوقة أو مشوية وتناول البصل والبقول والفواكهة الطازجة واللحوم البيضاء كالدجاج والسمك واللبن الرائب قليل الدسم وخبز القمح لانه غني بالألياف والتقليل من الملح بقدر الامكان والاستغناء عنه اذا ما أمكن ذلك، إضافة الى الاقلال من النشويات والمعجنات والارز والقهوة والشاي والكاكاو والمشروبات الغازية.
والامتناع عن تناول صفار البيض والكبد وجلد الدجاج والمخللات والمكسرات والسمك المملح والاعتماد على زيت الزيتون، لكن قبل كل شيء الامتناع عن التدخين، وتجنب الانفعالات النفسية قدر الامكان وممارسة الرياضة كالمشي السريع ثلاث مرات أسبوعيا لمدة نصف ساعة، فهذا يساعد على حرق الدهون والكولسترول.
التعليقات