توصل بحث حديث إلى أدلة قوية تبين أن الدماغ يستخدم ما يعرف بالترميز التنبؤي لإنشاء quot;قوالب تنبؤيةquot; لروائح بعينها، ومن ثم إنشاء تنبؤ عقلي بالرائحة قبل أن يشمها الإنسان. وهو ما يُفسِّر سر إقدام الدماغ بالفعل على تحضير الجهاز الحسي لدى الإنسان استعداداً لشم رائحة زهور مألوفة، خلال اللحظات التي تسبق شم تلك الزهور.

__________________________________________________________________

أكد الباحثون على أهمية الترميز التنبؤي، لأنه يزود الحيوان والإنسان بميزة سلوكية، قد يتمكنوا بموجبها من الاستجابة بسرعة ودقة أكبر للمحفزات في البيئة المحيطة.

واستعان الباحثون في تلك الدراسة بتقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفية وبتحليل متطور قائم على الأنماط لتحديد وجود الترميز التنبؤي في القشرة الشمية للدماغ، حيث تتواجد حاسة الشم. وبينما قد لا يكون من الواضح أن القوالب التنبؤية في النظام الشمي تمنح الإنسان الحديث ميزة سلوكية، قالت كريستينا زيلانو، التي قادت البحث، إن الناس غالباً ما يتغاضوا عن القوة التي تحظى بها حاسة الشم.

وتابعت زيلانو حديثها بالقول :quot; فتلك الحاسة تساعدك مثلاً على معرفة ما إن كان اللبن الموجود بإحدى الزجاجات قد فسد أم لا. وأظهرت دراستنا الحديثة هذه أنه إذا نجح دماغك في إنشاء قالب خاص برائحة اللبن الفاسد، فإنك ستحدد بصورة أكثر دقة ما إن كان هذا اللبن قد فسد أم لا، ومن ثم تقل لديك احتمالات الإصابة بالمرض. وقد تمنحنا تلك القوالب التنبؤية إحدى المميزات الهامةquot;. وقال أيضاً جاي غوتفريد، أحد أبرز الباحثين في تلك الدراسة :quot; أكدت دراستنا البحثية وجود آليات الترميز التنبؤي في النظام الشمي. ووجدنا أن مجمل القشرة الشمية التي فحصناها تُشكِّل بالفعل قوالب تنبؤية كانت محددة للغاية بالنسبة للروائح المستهدفةquot;.