إن النوم لمدة سبع ساعات في كل ليلة قد يساعد في الحفاظ على الدماغ متوقّد الذهن بحسب ما اكتشف باحثون.
_____________________________________________________________

وفقًا لصحيفة التلغراف، لقد كشفت دراسة قام بها علماء الصحة العامة أن الحصول على قسط كبير جدا أو قليل جداً من النوم قد يزيد من عمر الدماغ 7 سنوات قبل أوانه. ووجد الباحثون أن متوسطي العمر الذين انخفضت مدة نومهم إلى ستّ ساعات في الليلة طيلة 5 سنوات سجلوا نقاطًا أقل في اختبارات المنطق والمفردات. أما الذين ارتفعت مدة نومهم إلى أكثر من 8 ساعات أظهروا كذلك إشارات التراجع المعرفي المتسارع. إلا أنهم وجدوا أنّ النساء اللواتي حافظن على 7 ساعات من النوم في الليلة سجلن علامات أفضل في الاختبارات المعرفية، وكذلك فعل الرجال الذين تراوحت مدة نومهم ما بين 6 و8 ساعات.

وتشير الاستنتاجات أنّ النوم المنتظم طيلة 7 ساعات في الليلة قد يساعد في الحدّ من التراجع المعرفي الذي يطرأ كلما كبرنا في السنّ. وفي هذا السياق، قالت قائدة البحث في قسم علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة quot;يونيفرسيتي كولدج لندنquot; الدكتورة جاين فيري أن التراجع في وظيفة الدماغ الذي يعاني منه الناس الذين ينامون طيلة مدة كبيرة جدا أو ضئيلة جدا يعادل التقدم في العمر بين أربع إلى سبع ساعات. وقالت إنّ مدة النوم والوظيفة المعرفية يتضاءلان عموماً مع التقدم في العمر، لذا أراد الباحثون معرفة ما إذا كان ثمة علاقة مع التغير في النوم.

في هذا الصدد، أوضّحت فيري أنّه كلما طالت مدة النوم، انخفضت علامات الوظيفة المعرفية في جميع الاختبارات ما عدا اختبار الذاكرة. وربطت ذلك بتجزئة النوم التي قد تعني أنّ الناس لا يحصلون على نوعية نوم كافية على الرغم من طول مدة النوم.

ويُذكر أنّ الباحثون استعملوا بيانات من دراسة صحة عامة طويلة الأمد تُعرف بدراسة Whitehall II. وقد استعملت الدكتورة فيري وزملاؤها البيانات من استقصاءات واختبارات معرفية قام بها 5431 مشارك، الأمر الذي ساعدهم في تقييم الترابط بين تغيرات مدة النوم طيلة 5 سنوات وتغيرات العلامات المعرفية علمًا أنّ المشاركين الذين تراوح عملهم ما بين 35 و55 عامًا طُلب منهم القيام بستة اختبارات معرفية تفحص المنطق والمفردات وطلاقة اللسان والذاكرة. وقد وجد الباحثون أنّ 25 في المئة من النساء و18 في المئة من الرجال المشاركون خففوا مدة النوم بعد كل ليلة في حين 7،4 في المئة من النساء و8،6 في المئة من الرجال رفعوا مدة نومهم.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تراجعت مدة نومهم إلى أقل من 6 ساعات في الليلة سجلوا علامات أقل في المنطق والمفردات، في حين أنّ الأشخاص الذين ارتفعت مدة نومهم إلى أكثر من 8 ساعات سجلوا علامات أقل في جميع الاختبارات ناهيك عن الذاكرة.

وأضافت فيري أنه يجب القيام بمزيد من العمل لفهم تأثير التغيرات في أنماط النوم على الوظيفة المعرفية لدى الكبار وإن كانت حالات أخرى على مثال الانهيار العصبي التي قد تؤثّر أيضًا على النوم والوظيفة المعرفية تضطلع بدور ما. إلا أنها دعت سلطات الصحة العامة بأخذ النوم على محمل الجدّ عندما تصدر إشعارًا علمًا أنّ النوم يستحوذ على القليل من الاهتمام مقابل قضايا صحية أخرى على مثال استهلاك الكحول والتدخين.

في هذا الصدد، يشير الدكتور جون شنيرسون، رئيس جمعية British Sleep Society، إلى أنّ النوم مفيد على مستوى الخلايا بحيث يساعد الدماغ على التخلص من النفايات ويسهم في بناء الطاقة، كما إنه هام لتدعيم الذاكرة.