تنتشر quot;الشمّةquot; وهي نوع من التبغ بشكل كبير في الجزائر، وهي تتسبب بأمراض تنفسية وصدرية شأنها في ذلك quot;الشيشةquot; التي اقتحمت مجالس المجتمع المحلي، ويشدد أطباء تحدثوا لـquot;إيلافquot; على أنّ الشمة عامل رئيس في الإصابة بسرطان الفم، مثلما أنّ استهلاك الشيشة يؤثر على المخ ويسبب اختناقات وما يترتب عن ذلك من أمراض.


يستعمل كثير من الناس في الجزائر منذ زمن بعيد، الشمّة، حيث يضعون كميات منها في أفواههم عند اللثة، وتتسبب الشمة في أمراض خطيرة تؤدي إلى هلاك مستهلكيها. ولا يقتصر استهلاك الشمّة على الجزائر، بل يمتد إلى الدول المغاربية وكذا الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا والدنمارك والسويد، أين يُطلق عليها quot;سناسquot;.

وتشير بيانات حديثة إلى أنّ عُشر الجزائريين يستهلكون quot;الشمةquot; أو كما يُطلق عليها أيضا مسمى (النفة)، حيث يقبل عليها الرجال بشكل خاص، إلى جانب 4 % من النساء على مستوى الأوساط الريفية، بينهم 11 بالمائة من الفئة العمرية (45-54 سنة).

ويتم تعاطي الشمّة كبديل للسجائر، ما يفسّر تحوّلهم من مدخنين إلى مستهلكي الشمّة، رغم أنّ الأخيرة لا تقل خطورة عن باقي أنواع التبغ، حيث تحتوي نسبة كبيرة من النيكوتين، مثلما أنّ الاحتفاظ بكمية من الشمّة بالفم لمدة نصف ساعة يعادل نسبة نيكوتين أربعة سجائر مدخنة.

وإذا كان العديد ممن يتعاطون quot;الشمّةquot; يعتقدون أنّ هذه المادة أقل خطورة من السجائر، إلاّ أنّ سليم نافتي وفريدة اسكندر المختصان في الأمراض التنفسية، يؤكدان على أنّ استهلاك الشمّة يؤدي إلى الإصابة بسرطان الفم وهو احتمال يرتفع بأربعة مرات عند مستهلكي quot;الشمّةquot; أكثر من غيرهم.

ويحذر نافتي من أنّ استهلاك الشمّة خطير للغاية، بحكم احتوائها على ألفي مادة كلها خطيرة وسامة وتتسبب في الاصابة بالسرطان بالدرجة ذاتها المسجلة في التبغ بكل أنواعه، خصوصا وأنّه يتم تحضير هذا النوع من التبغ بطريقة تقليدية تُجهل مكوناتها، وتُقدّم على شكل علب أو أكياس صغيرة (20 غرام بالنسبة للون الاخضر) و(30 غرام لأكياس اللون البني).

وقام عدد من العاملين في قطاع طب الأعشاب خلال السنوات الأخيرة، بابتكار ما سموها quot;شمّة إسلاميةquot;، وقدموها على أنّها خلطة نباتية تساعد في الاقلاع عن استعمال الشمّة التقليدية، وتتكون هذه الخلطة من عشبة الزنجبيل، وأضيفت إليها مستخلصات النعناع وزيته، إلى جانب عود الآراك، الزيزفون والينسون.

ويدافع ممارسو الطب البديل على فعالية الشمّة الإسلامية، إذ يبرزون فوائدها على صعيد تقوية البصر وزيادة التركيز وتقوية القدرة الجنسية الخ ، بيد أنّ الأطباء ينفون ذلك تماما، ويرون أنّ ما ينسحب على الشمّة التقليدية يشمل أيضا هذه الشمّة الموسومة بالإسلامية.

الشيشة آفة جديدة

على المنوال ذاته، يعتبر مختصون أنّ تدخين الشيشة أخطر من تدخين السيجارة، حيث أنّ نسبة الدخان التي يتم استهلاكها عن طريق الشيشة هي أكثر بكثير تلك المستهلكة من خلال السيجارة، إذ تحتوي الشيشة على مواد سامة ومتسببة في الاصابة بالسرطان كما أنها تحتوي على كمية كبيرة من منوكسيد الكاربون والزفت.

ويقول سليم نافتي إنّ الآلاف من مواطنيه يستهلكون الشيشة، وفي ذلك خطر بالغ على الصحة العامة، مستدلا بتحذيرات منظمة الصحة العالمية من هذا النوع من التبغ، إذ عدّدت مخاطر الشيشة على الأشخاص المحيطين بمدخنيها. ويضيف نافتي المختص في الأمراض التنفسية:quot;هذا النوع من التبغ المزوّد بمختلف النكهات، يتم تدخينه أو استهلاكه عن طريق النرجيلة، ويشجع المعنيين على تدخين السجائر خاصة الشباب الذين لم يخطر على بالهم في يوم ما التدخينquot;.

ويلاحظ نافتي أنّ الشيشة دخيلة على المجتمع الجزائري، حيث صار الشباب وحتى المتقدمين في السن من الجنسين يستهلكونها في قاعات الشاي وباحات المنازل، ويمثل تدخينها في المقاهي عاملا مشجّعا على التدخين بالنظر لكثافة الاقبال عليها خاصة من حديثي السن.
وبحسب نافتي، فإنّ الشيشة تحتوي على مواد سامة ودخان، ولا يستطيع أنبوبها المرن وزجاجتها المملوءة بالماء، تصفية إلاّ نسبة ضئيلة من هذا الدخان الملوث بمنوكسيد الكاربون بما يعادل 17 الى 52 سيجارة وبالزفت بما يعادل 27 الى 102 سيجارة.

بدورها، تلفت اسكندر إلى أنّ التبغ المتواجد في غليون الشيشة يحتوي على نسبة 28 بالمائة من مادة النيكوتين ومواد أخرى خطيرة، وكذا 70 بالمائة من نكهات الفواكه، تجعل من الدخان المتسرب من الشيشة يتميز برائحة طيبة وعذبة، لكنه يهدد صحة مدخنيها.
وتنبّه اسكندر إلى أنّ الشيشة تؤدي الى الادمان أكثر من السيجارة، حيث أنّ ساعة واحدة من تدخين الشيشة يساوي استهلاك 40 سيجارة في اليوم، كما تكمن مخاطر الشيشة في انخفاض درجة احتراق التبغ الممزوج بالنكهات (450 درجة) مما يؤدي الى احتوائها أكثر على منوكسيد الكربون الذي يؤثر على المخ ويتسبب في الاختناق في حين تحترق السيجارة العادية بـ800 درجة أي احتوائها على نسبة من منوكسيد الكربون أقل من الشيشة.