كشفت دراسة حديثة عن جزيئية مسماة فالوبيسيتايين هدفها تعطيل التهاب الكبد من نوع quot;ج quot;.

_________________________________________________________________________________

يصيب التهاب الكبد من نوع quot;ج quot;الذي يمثل حالة مرضية ماكرة سببهاالفيروسHCV ، نحو مليون شخص في المانيا وقرابة نصف مليار شخص في العالم حسب بيانات منظمة الصحة العالمية. لكن المشكلة ان معظم هؤلاء لا يعرف انه مصاب بهذا الداء الخطير الذي يؤدي الى موت الخلايا والكبدية التي يتم استبدالها بنسيج ليفي غير قادر على القيام بوظائف العضو السليم الذي يكون مصابا بالتلف . واذا لم يعالج الكبد في الوقت المناسب يتسبب التليف ( Fibrosis ) بفشل شتى وظائف الكبد، ما يفاقم خطر الاصابة بسرطان خبيث.

واليوم يأتي امل علاجي جديد، لأولئك المرضى الذين يقاومون العلاج المعياري بحيث لا يسجل تحسنا في حالتهم الصحية. اذ تتحدث دراسة حديثة عن جزيئية موليكول Moleculeمسماة فالوبيسيتايين او Valopicitabine. تم اكتشافها من قبل مجموعة من العلماء الاوروبيين، يجري إخضاعها لعدة تجارب سريرية بإشراف وتمويل شركة Idenix Pharmaceuticals الأميركية العالمية المسماة 2b المرحلة التجريبية السريرية وذلك بالتعاون مع شركة نوفارتيس الصيدلانية.

وحسب تنائج التجارب التي دامت أكثر من عشرة أعوام فان الجزيئية quot; فالوييسيتايينquot; تعطل نشاط الفيروس HCV وبالتالي الانزيم الذي يحمل اسم Polymerase HCV RNA ، والذي يعتبر ضروريا للغاية في آلية تكاثر الفيروس HCV. واثبتت الجرعة اليومية التي يأخذها المريض عن طريق الفم، التي تحتوي على هذه الجزيئية سوية مع المركب بيغ انترفيرون، فعاليتها في ازالة الفيروسHCV الذي يتمتع بصفة Genotype رقم واحد من الدم، وهو احد اشكال الالتهاب الكبدي الفيروسي من نوع quot; ج quot; الاكثر تفشيا باوروبا الغربية ومناطق البحر الابيض المتوسط.

ويرتبط العلاج المعياري المعتمد عليه، في الوقت الحاضر بتناول الدواء بيج انترفيرون مرة واحدة اسبوعيا عبر حقنة تحت الجلد. ويسمح هذا الدواء الذي هو بمثابة تعديل كيمائي للانترفيرون، للمرضى بتحمل محتواه. كما وان فعاليته مقارنة بدواء الانترفيرون التقليدي تدوم فترة اطول. وكلما تم تسريع العلاج في الوقت المناسب كلما كان لعلاج اكثر فعالية. من هذا المنطلق يمكن ادراك مدى اهمية التشخيص المبكر لهذا الوباء الصامت. والدم هو المدخل الرئيسي للاصابة بالتهاب الكبد من نوع quot; جquot; لذا يجب التركيز عليه باخضاعه للتحليل المخبري.
اذ يشير المستوى المرتفع لانزيمات الكبد في الدم، وبخاصة الترانس اميناز AST او ALT الى التهاب يعاني منه الكبد ما يستدعي اللجوء الى مضادات للفيروس HCV .

ولم يكتشف الفيروسquot; جquot; الا في منتصف الستينيات من القرن الماضي ولذلك انتقل عن طريق التبرع بالدم من اشخاص لم يشمل تحليل دمهم يومها هذا الفيروس الذي لم يكن قد اكتشف بعد،لذا يشكل التهاب الكبد الفيروسي حوالي 80% من حالات التهاب الكبد الناتجة عن تلوث الدم المنقول وبالاخص في البلدان الفقيرة والنامية وبعض بلدان اوربا الشرقية.

لكن إمكانية نقل العدوى تاتي ايضا عن طريق استخدام الحقن المستعملة لحقن المخدرات او الاصابة بجرح بإبرة أو بمشرط ملوث بالفيروس أثناء العمل في المختبرات أو في غرف العمليات أو للعاملين في قسم غسيل الكلى. كما تنقل العدوى عن طريق الوشم أو الحجامة بإبر غير معقمة، أو الحلاقة بموس ملوث بدم شخص مصاب بالفيروس.

ومن أهم الأعراض التي يشعر بها المصاب التهاب الفيروسي quot; ج quot; الاحساس بالتعب العام والارهاق والغثيان والقي وضعف الشهية وارتفاع درجة الحرارة. وتتحول هذه الإصابة إلى مرض مزمن لدى حوالي 75% من المصابين بالعدوى ويسبب لقرابة 20% منهم تليّف الكبد في المراحل المتقدمة، كما أن نسبة معينة من المرضى يصابون بسرطان الكبد نتيجة لالتهاب الكبد المزمن.