لقد أظهر العلم أن الحميات التي تقارب الجوع الشديد تجعل الكائنات الحية من الفئران حتى القرود تعيش عمرًا أطول. ولكن هل يمكن لنظام الحمية الشديدة هذا تمديد حياة الإنسان؟ وإن كان الأمر صحيحًا فهل ستكون هذه السنوات صحية وتعجّ بالسعادة.
______________________________________________________

وفقًا لصحيفة اليو أي إي توداي ، وجد بحث قام به العلماء في جامعة واشنطن أن الناس الذين خفّضوا من تناول الوحدات الحرارية يتمتعون بحرارة جسم تقل عن تلك التي يتمتع بها الذين يتناولون المزيد من المأكولات علماً أن هذه الحرارة تعني الحرارة التي تعمل فيها وظائف الجسد كلها في فعالية قصوى.

ونذكر على سبيل المثال المهندس ترنت أرسينو (35 عامًا) الذي يستهلك 1800 وحدة حرارية في اليوم أو ما يعادل أقل بنسبة 25 في المئة من الوحدات الحرارية التي يجب أن يستهلكها رجل بمقاسه. ومنذ البدء ، خسر حوالى 30 كلغ وأصبح مؤشر كتلة الجسم 19 علمًا أن المؤشر 18 يعني قلة الوزن ، إذ أن نسبة الدهون في جسمه تبلغ 10 في المئة. وانضم أرسينو إلى 28 مشارك في الاختبار المخبري الطويل الأمد بغية النظر في الحد الشديد من الوحدات الحرارية في الكائنات الحية وآثاره على طول مدة الحياة وصحّتها. وتعرف الدراسة بدراسة الحد من السعرات الحرارية والتغذية القصوى والتقدّم في السن علمًا أنه يتم إجراؤها في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو حيث يخضع المشاركون إلى اختبارات معرفية وقياسات الجسم وتكوين الدهون في الجسم واستطلاعات عادات أكلهم وأنماط نومهم ومستويات الإجهاد.

في هذا السياق ، تشير عالمة النفس جانيت توميياما أن العمل على الإنسان على عكس الحيوانات لم يظهر نتائج بالغة الأهمية. ولن يبحث العلماء في مستويات الكوليسترول وإشارات صحية أخرى ، ولكنهم سيقيسون طول قسيمات الصبغيات التي تشكل أجزاء الدنا والتي ولئن تمّ تقصيرها ترتبط بمشاكل صحية وبتقصير مدة الحياة.

ويشار إلى أن معظم المشتركين هم من الذكور المتعلمين والمتوسّطي العمر. وسيستغرق ظهور النتائج عقودًا ، غير أن أرسينو بدأ بالشعور بالتغيير. فهو لم يصاب بالزكام ويتمتع بالكثير من الطاقة ولم يتأثر حماسه الجنسي وخصوبته ولم يصاب بالخوف من الكهولة بل إنه ركز على سيرته المهنية في عمر الـ25 مؤجلاً بذلك الزواج وإنجاب الأطفال.