تنتشر بعض المغالطات عن أمراض الأطفال بكثرة بين الأهل والأقارب وعامة الناس ، فالبعض يعتقد بان مرض الجدري والشعور بألم في الرأس مثلا لا يلحقان أضرارا بالأطفال على عكس تشنجات الحمى التي يمكن لها أن تلحق الأذى بدماغ الأطفال أما في حال التوجه إلى المسابح لممارسة السباحة فيمكن للأطفال أن يصابوا بالتهابات الأذن الوسطى في حين أن ما يسمى بمرض السعال الديكي أصبح نادرا عمليا في هذا الوقت .
____________________________________________________________

الأوساط الطبية التشيكية تؤكد بالفعل أن تقدما كبيرا قد حدث في المجال الطبي وفي مجال انتشار الوعي الصحي في العالم مقارنة بالماضي واختفاء أمراض جدية عمليا مثل الخناق والشلل والجدري إلا أن الأطفال لا يزالون عرضة للتهديد من قبل العديد من الأمراض الأخرى فيما تسود بعض الأوهام لدى أهاليهم بشأنها من الضروري الانتباه إليها .

الوهم الأول : السباحة تؤدي إلى التهابات الأذن الوسطى

يروج المعارضون لسباحة الأطفال بشكل متكرر بان تردد الأطفال بشكل دوري إلى المسابح يجعلهم يعانون بشكل أكثر من التهابات الأذن الوسطى مع أن السباحة في المسابح في الحقيقة ليس لها أي علاقة بالتهابات الأذن الوسطى لان سبب هذه الالتهابات في الأغلب تتأتى من الإصابة بنزلات البرد بالترافق مع المواصفات التشريحية للقناة السمعية.
ويتم عادة انتقال المادة السائلة من القناة السمعية إلى الأنف والرقبة غير انه أثناء الإصابة بالنوبة البردية فإن القناة تضيق نتيجة للتورم ويتراكم فيها السائل ويحدث فيه عملية تكاثر للبكتريات أما سباحة الأطفال فيمكن لها أن تؤدي الالتهاب القناة الاذنية الخارجية وليس التهابات الأذن الوسطى .
ووفق دراسة حديثة فان التهابات الأذن الوسطى تصيب أكثر الأطفال البدينين والأطفال الذين لديهم حساسية والذين يتعرضون للتدخين السلبي أي التواجد في وسط مدخن والأطفال الذين يعطون زجاجات الشراب وهم في حالة استلقاء قبل النوم .

الوهم الثاني : تشنجات الحمى تهدد حياة الطفل

يأخذ تطور هذا المرض بالفعل شكلا دراماتيكيا فالطفل الذي ترتفع درجة حرارته يصاب بتشنجات يفقد خلالها الوعي، وتستغرق هذه التشنجات ما بين عدة ثوان و خمس دقائق ويعاني منها 4% من الأطفال فيما لا تظهر لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سبعة أعوام إلا نادرا .
وعلى الرغم من أن الوضع أثناء الإصابة بالتشنجات يبدو خطيرا وان من الضروري بمكان مراجعة الطبيب ، إلا انه ليس صحيحا الاعتقاد بان هذه التشنجات لها علاقة بمرض الصرع أو أنها يمكن أن تضر بالدماغ وفي اغلب الأحيان فان تشنجات الحمى لا تترك أي تأثير على صحة الطفل .

الوهم الثالث : السعال الديكي تم القضاء عليه

لا ينتمي مرض السعال الديكي حتى الآن إلى قائمة الأمراض التي قضى عليها الطب الحديث ولذلك فان أخطاره لا تزال قائمة بدليل حدوث وفيات مستمرة به وان كانت قليلة مقارنة بالأمراض الأخرى كما يتم تسجيل آلاف الإصابات به سنويا .
وعلى الرغم من أن مجرى المرض يكون ناعما لدى الأطفال الذين جرى تطعيمهم بذلك غير أن الخبراء ينبهون إلى أن التطعيم لا يحمي على الدوام من هذا المرض لان جهاز المناعة يضعف عادة بعد ستة أعوام من اخذ اللقاح .

الوهم الرابع : آلام الحلق ليست مضرة

إذا ما اشتكى الطفل من تخدش أو ألم في الحلق فان الأمر على الأرجح لا يتخذ صفة جدية ورغم ذلك يمكن أن يكون احد علائم وجود التهاب في الحنجرة فالتهابات الحنجرة تحدث نتيجة لإصابات فيروسية ويمكن أن تتطور بشكل دراماتيكي لدى الأطفال الصغار لأنه خلال هذا المرض تتضخم الحنجرة التي يكون قطرها سنتم واحد بمعدل وسطي لدى الرضع ولهذا فإن الرضيع يبدأ التنفس بصعوبة ويمكن أثناء نوبات السعال أن يختنق .
وبالنظر للسرعة التي يتطور فيها المرض فان خطر وفاة الطفل يعتبر كبيرا أما أثناء نوبات التهاب الحنجرة فمن الضروري ترك الأطفال يجلسون وعدم وضعهم في حالة الاستلقاء بأي شكل من الأشكال كما يتم النصح بعدم تقديم أي شيء لهم من طعام أو شراب وبفتح النافذة حتى يتم تبريد الهواء في الغرفة بأسرع شكل .
بعــض الخبراء ينصحون أيضا بإدخـــال رأس الطفـــل إلى قسم التجمد في البراد أي quot; الفريزر quot; أو إلى البراد فقط للحظات كي يتنفس الطفل هواء باردا .
كما ينصحون بوضع مناشف مبللة على جهاز التدفئة أو حول السرير لان الهواء الرطب له تأثير ممتاز في مثل هذه الأوضاع وفي كل الأحوال من الضروري بمكان طلب الإسعاف السريع لان وضع الطفل يصبح صعبا جدا خلال عدة دقائق .

الوهم الخامس : الجدري ليس مضرا ولذلك ليس من الضروري تناول لقاحات ضده

يصاب الآلاف من الأطفال بالجدري المائي سنويا ، وعلى الرغم من أن أكثر الإصابات تحدث بين الثالثة من العمر إلى العاشرة منه غير أن الإصابة بهذا المرض يمكن أن تحدث عمليا لأي شخص لم يسبق له أن تعرض إليه أو لم يأخذ اللقاحات الوقائية سابقا .
وحسب بعض المصادر فان الوفيات بهذا المرض لدى البالغين هي أعلى بمقدار 25 مرة منها عند الأطفال .
وتظهر الحرارة المرتفعة أي أكثر من 39 درجة مئوية عند 15 % من حالات الإصابة به فيما لا تظهر أي مشاكل صحية عند 95 % من الأطفال الذين ينقلون إلى المشافي بسبب هذا المرض .