يعتبر النظر والسمع بالنسبة للإنسان أكثر الحواس أهمية لأنه يتعلم ويطور نفسه عبرهما بدليل أن العديد من الأبحاث قد أظهرت بان الإنسان يحصل على 80% من المعلومات عن الوسط المحيط به عبر البصر.


يؤكد الأطباء بان الإنسان يمر بمرحلتين أساسيتين من ناحية التطور الصحيح لوظائف البصر الأولى تكون في المرحلة التي يكون فيها الجنين في الرحم والثانية تكون في الفترة الذي يتراوح فيها عمر الطفل بين 6ــ8 أعوام . وينبه رئيس الأطباء في العيادة العينية بمشفى فينوهرادي في براغ بافيل ستوديني بان حدوث تعكير في تطور العين يمكن أن يحدث في أي فترة من الحمل وان من بين العوامل التي يمكن لها أن تؤثر على البصر المورثات الجينية والأمراض المعدية وبعض المواد الكيماوية أو التدخين وتناول الكحول مشيرا إلى أن تأثير هذه العوامل يعتبر جديا ويظهر مثلا من خلال الماء الزرقاء أو الخضراء في العين أو صغر العين أو توحد العينين ....

أهمية العام الأول

ينبه الدكتور ستوديني إلى أن التطور الممتاز للعين لا يمثل ضمانا بالتمتع برؤية جيدة لان النظر والمقدرة على المشاهدة يتطوران طوال مرحلة الطفولة، ففي الأعوام الأولى من الحياة تحدث عملية نضوج أخرى للأنسجة العينية والشبكية والى تقوية الروابط بين العين ومراكز الرؤية في الدماغ والتي يتم بفضلها تفسير وتوضيح الإدراك.

ويضيف بأنه الطفل يرى بشكل قليل جدا بعد الولادة أما عندما يصل عمره إلى ثلاثة أشهر فانه يصبح قادرا على مشاهدة الأشياء القريبة منه في حين لا تعمل الوظيفة البصرية لديه عندما يبلغ العام الأول من العمر سوى بنسبة 10% . ومع التقدم في العمر وتحديدا في العام الثالث ترتفع المقدرة البصرية له إلى 80% أما عندما يصل عمره إلى ستة أعوام فان تطور العملية البصرية ينتهي وبالتالي فان طلاب المدارس يستطيعون مشاهدة الأشياء بوضوح مماثل للوضوح التي يشاهد بها الأشياء الناس البالغين أما الاكتمال البصري في العين فيحدث حوالي سن العشرين .

وينبه الطبيب إلى انه مع بدء التردد إلى المدرسة تظهر بعض العيوب والإشكالات البصرية عند الأطفال ولاسيما الحول الذي يكون سببه نشوء عائق في مكان الربط البصري موضحا أنه في حال تغطية إحدى العينين للطفل لعدة أيام فان ذلك يجعل وضع البصر يتدهور بشكل بارز لديه على خلاف الوضع في حال تغطية عين الإنسان البالغ بنفس الشكل حيث لا يسجل أي تغير في الرؤية لديه بعد إزالة الغطاء عن العين المخفية.

إشكال في إحدى العينين

يعتبر من الأمور الجوهرية من وجهة نظر نشوء العيوب في العين العمر الكائن حوالي السنة الرابعة أما أكثر العيوب المخفية فتكون عادة الحول لان الطفل يتطور مع هذه المشكلة بشكل طبيعي أما حقيقة انه لا يشاهد بإحدى العيون فيتم التعرف عليها بشكل أو بآخر بالمصادفة أو أثناء إجراء الفحوص الوقائية ولاسيما عند تغطية إحدى العينين . ولا يلاحظ الأهل في الأغلب هذا الأمر أما الشيء الذي يمكن الاستدلال منه على وجود هذا العيب فهو تدهور المشاهدة أثناء متابعة الأفلام المنفذة بتقنية 3 دي التي تتطلب المشاهدة بكلتا العينين .