تعيش الأم المرضعة قلق الزيادة في الوزن إلا أن الطعام الصحي يجنبها تلك المخاوف ويؤمن للطفل الغذاء الكامل أيضا.


ان الحمية للمرأة المرضعة تتطلب الكثير من الانتباه، فهي طريقة محفوفة بالمخاطر، فمن ناحية ينبغي تجنب الأطعمة القليلة الدسم والتي قد تؤدي الى إفساد نوعية الحليب ومن ناحية ثانية يجب تجنب الاطعمة الكثيرة والشديدة الدسم التي تؤدي بالام الى السمنة المستقبحة.
اذ ان صورة مرضعات الماضي باجسامهن المكتنزة ووجوهن المنتفخة ما تزال ترعب الكثيرات من أمهات اليوم الشابات التي تقول الواحدة منهن للطبيبquot; انني ارغب بالرضاعة الطبيعية لكن انظر كم سبب لي الحمل من سمنة فماذا سيحدث لي لو انني واصلت تغذية جسدي أيضا لمواصلة إرضاعهquot;.

وجوابا على ذلك يقول الدكتور كارلوس مونغوري الطبيب النسائي في العاصمة كوستاريكا استطيع ان اؤكد ان الأم تستطيع بمنتهى السهولة ان تنحف وهي ترضع طفلها، وبالطبع دون أن تسبب أي أذى للرضيع، والقواعد الغذائية المطلوب اتباعها في غاية البساطة بحيث تستطيع كل ام قلقة على قوامها وراغبة في ارضاع وليدها ان تطبقها.

يمكن القول بان الزيادة التي تلحق بامرأة متوسطة القامة والوزن اثناء فترة الحمل تتراوح ما بين 10 الى 12 كلغ، واثناء الرضاعة يتم هبوط في الوزن يعادل ال5،5 كلغ موزعة بالشكل التالي: ثلاثة كلغرامات ونصف وهو وزن الوليد و500 غرام وزن المشيمة وكلغ واحد وزن السائل الامينوسي واخيرا 500 غرام من الدم. وبعد أسبوعين تقريبا يؤدي انكماش الرحم وملحقاته الى هبوط جديد في الوزن ويعادل كلغرامين تقريبا، ولكن يبقى على الام الشابة ان تخسر ثلاثة كيلوغرامات ايضا لكي تعود الى وزنها الاصلي قبل الحمل. فاذا ما اندفعت بالاكل بشراهة اعتقادا منها بانه خير لتغذية طفلها، فان الكيلوغرامات الثلاثة لا تثبت فقط بل تزيد وبذلك يزداد وزنها كلغرامات اخرى لا يستهان بها.

وبرأي الطبيب النسائي فان الخطر الأعظم في اكتساب السمنة يقع في الاسبوع السادس من الارضاع ولا بد لتنجنب هذا الخطر من الانقطاع عن تناول عدد من المواد الغذائية، وبالدرجة يجب تجنب كل مادة ذات قوام سكري quot; غلوسيدquot; وفي مقدمتها السكر والمربيات والسكاكر والشوكولاته والمعجنات الخ، كما يجب الاعتدال في تناول النشويات وفي مقدمتها الخبز وغيره.

ويجب تجنب استهلاك المأكولات شديدة الملوحة كاللحوم المحفوظة او ثمار البحر المملحة، وتجنب الاكثار من ملح المائدة. واخيرا ينبغي الاقلال من استهلاك المشروبات الغازية، وهنا ينبغي الاشارة الى ان كل مشروب كحولي يشكل خطرا حقيقيا على ادرار الحليب ونوعيته.
ان هذه المواد الغذائية المختلفة لا يمكنها ان تسبب اي أذى لصحة الطفل الرضيع، شريطة الاكثار من استهلاك المآكل التي تنشط ادرار الحليب، وقبل كل شيء الغنية بالبروتينات والكلس والفيتامنيات.

ان البروتينات تشكل المواد الاساسية في كل بنيان نسيجي، وهي التي تعطي الشكل للحم الطفل، فاللحم الاحمر والجبنة الصلبة والبيض والحليب واللبن يجب ان لا يخلو منها غذاء الام المرضع من دون ان يزيد من وزنها. أما الاملاح والكلس والفوسفور، فانها مواد لا يجهل أحد أهميتها في بناء العظام، فهي تشكل في الوقت نفسه صلابة الهيكل العظمي والبنيان الاولى للاسنان، وحليب البقر الصافي هو افضل غذاء يؤمن للام المرضع احتياجاتها من الفوسفور الكلسي.

أما الأنواع الاخرى من الاملاح الكيماوية الحيوية والعناصر المعدنية التي لا بد من توفرها في حليب الام و لا يؤثر على وزنها، فهي متوفرة في الخضار الطرية والبطاطا ولا سيما في الفريك، ولا بد من الحديد المتوفر بكثرة في البقدونس وصفار البيض وكبد العجل.
emsp;