كشف عالم اعتبر مستشارو الأمن الحياتي الاميركيون ان ابحاثه خطيرة بحيث لا يمكن نشرها ، كيف انه تمكن من تخليق سلالة هجينة من فيروس انفلوزنا الطيور يمكن ان تنتشر بسهولة عن طريق السعال والعطاس.



روى البروفيسور يوشيهيرو كاواوكا من جامعة ويسكنسون ـ ماديسون الاميركية لأول مرة في مؤتمر نُقل حيا على الانترنت كيف قام فريقه بتخليق الفيروس المميت مستعرضا التجارب التي شخصت اربع طفرات وراثية تمكن الفيروس من الانتشار بين قوارض كانت في اقفاص قريبة.
وتعتبر حيوانات ابن مقرض التي وضعت في الأقفاص افضل نموذج لدراسة انتقال العدوى بين البشر.

وكان المجلس الاستشاري العلمي الاميركي للأمن الحياتي دعا اواخر العام الماضي الى حذف مقاطع من عمل كاواوكا لنشر بحث عن تجاربه في مجلة علمية بريطانية وسط مخاوف من ان تستخدم دولة مارقة أو جماعة ارهابية ما فيها من معلومات لانتاج سلاح بيولوجي.

وابدى مجلس الأمن الحياتي الاميركي مخاوف مماثلة من بحث للدكتور رون فوشير في مركز ايراسموس الطبي في روتردام. ويتناول هذا البحث سلالة اخرى متحولة لفيروس انفلونزا الطيور يمكن ان تنتشر عن طريق الهواء بين حيوانات ابن مقرض.

واثار السجال حول هذه الأبحاث ازمة في الأوساط العلمية. وجادل باحثون الى جانب نشرها كاملة بحيث تكون متاحة لخبراء آخرين ميدانيين مثل فرق المراقبة التي تعمل في آسيا ومناطق أخرى لرصد الاوبئة ومكافحتها. ولكن آخرين قالوا ان هذه الأبحاث ما كان ينبغي ان تُجرى أصلا أو ان ما فيها من تفاصيل حساسة يجب ألا يطلع عليها إلا عدد محدود من الخبراء المعتمدين.

وتراجع المجلس الاستشاري الاميركي للأمن الحياتي عن موقفه مؤخرا بعد دراسته نصوصا منقحة من البحث واجراء تحليل جديد لمخاطر نشر هذه الدراسات في اجتماع لمعاهد الصحة الوطنية في واشنطن. واعلن المجلس موافقته باجماع الأعضاء على نشر بحث كاواوكا كاملا واعطاء الضوء الأخضر لنشر بحث فوشير بأغلبية 16 صوتا مقابل ستة معارضين.

وتعتبر انفلونزا الطيور مرضا خطيرا بصفة خاصة على البشر بعد وفاة اكثر من نصف الستمئة شخص أو نحو ذلك الذين أُصيبوا بالفيروس. ويخشى العديد من العلماء ان يسبب الفيروس وباء إذا تحول الى شكل قابل للانتشار السريع.

وكانت الأبحاث التي اجراها كاواوكا وفوشير تهدف الى ايجاد اجابة عن السؤال المتمثل في ما إذا بمقدور فيروس انفلونزا الطيور ان يمر بطفرات وراثية تتيح له التكيف لاصابة البشر والانتشار سريعا على غرار الانفلونزا الموسمية المعروفة.

وقال كاواوكا وفوشير في مؤتمر الجمعية العلمية الملكية البريطانية حول انفلونزا الطيور ان ابحاثهما سلطت الضوء على سهولة تحول انفلونزا الطيور الى شكل يمكن ان يكون قابلا للانتشار بين البشر. ولكن ابحاثهما أظهرت ان السلالات المتحولة لا تنتشر بسرعة الانفلونزا الموسمية وانها لا تفتك بالحيوانات التي تنتقل اليها عدوى المرض من حيوان مجاور. واضاف الباحثان ان الفيروسين يمكن السيطرة عليهما بعقاقير مضادة للفيروسات مثل تاميفلو واللقاحات المضادة لانفلونزا الطيور.

وتمكن العالم كاواوكا من تخليق سلالة هجينة من فيروس انفلونزا الطيور بدمج فيروس اتش 5 ان 1 الذي يسبب هذه الانفلونزا بفيروس انفلونزا الخنازير الذي انتشر بين البشر عام 2009. وباجراء سلسلة تجارب على حيوان ابو مقرض تمكن كاواوكا من عزل سلالة ذات اربع طفرات وراثية تساعد الفيروس على الالتصاق بالخلايا واصابتها في منطقة الحنجرة.

ومن اسباب عدم انتشار انفلونزا الطيور بسهولة بين البشر الآن ان الفيروس لا يرتبط بخلايا الحنجرة والأنف حيث يمكن ان يخرج الى الجو عن طريق السعال أو العطاس.

اعداد عبد الاله مجيد