نجح باحثون مؤخراً في تحديد الجين الذي يخفض من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الفتيات صغيرات السن عن طريق تغيير مستويات هرمون الاستروجين، وهو الكشف الذي جاء ليزيد من الآمال الخاصة بإمكانية التوصل لطريقة علاجية أكثر فعالية.


يُعتَقَد أن 40 % على الأقل من حالات الإصابة بسرطان الثدي ترتبط بارتفاع مستويات الاستروجين، لكن العلاقة لم يتم اثباتها حتى الآن سوى لدى السيدات بعد سن اليأس. وقد نجح الباحثون لأول مرة الآن في تحديد تحول جيني يرتبط بشكل مباشر بخفض مستويات الاستروجين وخفض أخطار الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الأصغر سناً.

وأكد الباحثون في هذا السياق أن تلك النتيجة تشكل quot;خطوة هامة للأمامquot; على طريق فهمهم للطريقة التي ترتبط بها الهرمونات وسرطان الثدي، وقد تساعد في نهاية المطاف على تغيير الطريقة التي يراقب ويعالج من خلالها الأطباء ذلك المرض. وتوصل باحثون من معهد بحوث السرطان وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي إلى تلك النتيجة، بعد دراستهم مستويات الهرمون في البول والدم من خلال العينات التي أخذوها من أكثر من 700 سيدة تجاوزن مرحلة انقطاع الطمث، في الوقت الذي أخذوا فيه بعين الاعتبار مجموعة تغيرات طبيعية تحدث بسبب الدورة الشهرية.

ووجدوا أن السيدات اللواتي تنخفض آثار هرمون الاستروجين في عينات البول الخاصة بهن كن أكثر عرضة للإصابة بمتغير جيني شائع معروف أنه يرتبط بالطريقة التي تُدَمر من خلالها الهرمونات الجنسية. وتبين كذلك أن السيدات اللواتي تواجد لديهن المتغير الجيني، الذي يتقاسمه حوالي 15 % جميع السيدات، تنخفض لديهن آثار الاستروجين بنسبة تقدر بـ 22 %، وهو ما يشير إلى أن الجين يدمر الاستروجين بصورة أكثر فعالية. ووجدت اختبارات أخرى أجريت على أكثر من 25 ألف شخص أن هؤلاء اللواتي تواجدت لديهن طفرة جينية قد انخفضت لديهن أيضاً بصورة أقل أخطار الإصابة بسرطان الثدي قبل حلولهن عامهم الحادي والخمسين.

ونقلت في هذا الصدد صحيفة التلغراف البريطانية عن دكتور أوليفيا فليتشر، التي قادت الدراسة الأخيرة، قولها :quot; تلك هي المرة الأولى التي يكتشف فيها أحد ارتباطاً مباشراً بين تغير يطرأ على الحمض النووي وبين مستويات الهرمون وأخطار الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الأصغر سناً. وسعينا من وراء تلك الدراسات إلى تحديد مجموعات فرعية من النساء اللواتي يكن أكثر عرضة للخطرquot;. وقالت دكتور جوليا ويلسون، رئيس قسم البحوث لدى مركز بريكثرو لبحوث السرطان :quot; تعتبر تلك الدراسة خطوة أولى وضرورية لفهم مرض سرطان الثدي لدى السيدات الأصغر سناً والطريقة التي يمكننا معالجته من خلالها بصورة أكثر فعاليةquot;.