نبيل شرف الدين من القاهرة: يوم مفعم بالرموز والدلالات، هكذا يمكن وصف المشهد في الأمسية القاهرية التي جرت وقائعها اليوم الأربعاء، فبينما كان النائب البرلماني طلعت السادات، ابن شقيق الرئيس المصري الراحل، يعلن اعتزامه ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المصرية المقرر إجراؤها في أيلول (سبتمبر) القادم، على مبادئ عمه الذي اغتاله أصوليون عام 1981، قائلاً إنه سيعقد مؤتمراً صحافياً أمام ضريح عمه، في خطوة لها دلالتها، كان هناك أيضاً قرابة مائتي ناشط من أعضاء الحركة المصرية من أجل التغيير المعروفة باسم "كفاية"، يحملون المكانس في احتجاج رمزي أمام مسجد السيدة زينب وسط القاهرة، في تقليد شائع شعبياً يعرف بتعبير "كنس المقام" أو "كنس الضريح"، حيث يلتمس به ملايين البسطاء في مصر رفع المظالم عنهم، أو قضاء الحاجات، وهو ما وظفته الحركة التي تضم في صفوفها مثقفين وفنانين وصحافيين وأكاديميين، عبروا بهذا التحرك عن التماس أي سبيل للخلاص من حكم الرئيس حسني مبارك الذي استمر منذ نحو ربع قرن، قد يصل إلى ثلاثين عاماً في حال تمديد ولاية خامسة لحكم الرئيس مبارك .
وبدا المشهد مثيراً حين حمل أعضاء حركة "كفاية" المكانس، ومعهم النائب البرلماني أيمن نور رئيس حزب "الغد" المعارض، الذي حضر إلى المكان وسط حشد من مؤيديه لـ "كنس مسجد السيدة زينب على حكومة الحزب الوطني الحاكم الذي يرأسه مبارك"، ثم رفع المتظاهرون المكانس في مظاهرة حاشدة لكن لم يتخللها أي ممارسات عنف، وقد حاصرتها قوات الأمن دون مصادمات، بينما كان رواد الحي الشعبي المزدحم يتابعون الموقف بانبهار وقد علت الابتسامات وجوه كثيرين، وحمل المتظاهرون لافتات بها عبارات : "ادعوا على حسني مبارك" و"ادعوا على وزير الداخلية" و"ادعوا على نبيل العزبي" مدير أمن القاهرة و"ادعوا على أحمد العزازي" وهو ضابط ينسب اليه أعضاء في حركة "كفاية" تسهيل اعتداء متظاهرين مؤيدين للحزب الوطني الحاكم عليهم بالضرب، وتمزيق ملابس محتجات الشهر الماضي .
وقال هاني عنان أحد أبرز قادة الحركة انها ستنظم مظاهرة كل أسبوع، وتحديداً كل أربعاء، وهو اليوم الذي تعرض فيه بعض متظاهريها في أواخر الشهر الماضي للضرب حين كانوا يحتجون على استفتاء على تعديل دستوري يسمح بتعدد المرشحين لمنصب رئيس الدولة، لكن معارضين يقولون انه حق قيد الأحزاب السياسية الشرعية في الترشيح للانتخابات الرئاسبة، ويضع شروطاً شبه مستحيلة على مجرد الترشيح .
من جهة أخرى أعلن النائب البرلماني طلعت السادات وهو ابن شقيق الرئيس الراحل انور السادات، ترشيح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، بصفته رئيسا لحزب الأحرار، خاصة في أعقاب صدور حكم محكمة القضاء الإداري بعدم الاعتداد بقرار لجنة شؤون الأحزاب السياسية بتولي منافسه حلمي سالم رئاسة الحزب، وقال طلعت السادات في اتصال هاتفي إن برنامجه الانتخابي يعد امتدادا يراعي المتغيرات لإنجازات عمه الراحل، معربا عن استعداده للمساءلة من جانب الشعب المصري، بعد عامين فقط من توليه المنصب، لو اختاره الناخبون رئيساً لمصر، وإن استبعد المراقبون وجود أي فرصة أمام طلعت للفوز .