حوار مع الدكتور عبد الكريم خليفة

سلوى اللوباني من القاهرة: أ. د. quot;عبد الكريم خليفةquot; رئيس مجمع اللغة العربية الأردني، ذو خبرة علمية وعملية ثرية، بدأت منذ عام 1942 كمعلم في مدرسة الطفيلة، بعد أن صل على ليسانس في اللغة العربية وآدابها بمرتبة الشرف من دار المعلمين ببغداد، ودكتوراة في الآداب بدرجة مشرف جداً من جامعة باريس quot;السوربونquot;، يجيد اللغتين الفرنسية، الانجليزية، تدرج في مناصب عديدة الى أن أصبح رئيس الجامعة الاردنية في الفترة 68-71، ترأس مجمع اللغة العربية الاردني quot;غير متفرغquot; منذ تأسيسه عام 76، ومتفرغاً منذ عام 1994، عضو في لجنة التعريب والترجمة والنشر الاردنية منذ تأسيسها عام 61. شارك في جميع مؤتمرات التعريب، وفي عدد مهم من المؤتمرات والحلقات العلمية في الوطن العربي. نشر عددا كبيرا من المقالات والبحوث العلمية، بالاضافة الى العديد من الكتب بدأ بنشرها عام 49 منها quot;التربية وأصول التدريسquot;، quot;اخوان الصفا وخلان الوفا في القرن الرابع الهجريquot;، quot;تيسير العربية بين القديم والحديثquot;، وغيرها الكثير، نال عدة أوسمة منها: وسام التربية الممتاز عام 78، وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الاولى عام 2000. دار الحديث مع د. عبد الكريم حول الهجوم الشرس على اللغة العربية الفصيحة، وحول ما تواجهه اللغة العربية من تحديات كبيرة في القرن الحادي والعشرين.

* أعلنت أكثر من مرة أن اللغة العربية الفصيحة تواجه تحديات كثيرة، ما هي هذه التحديات؟
- تواجه تحديات كثيرة في هذا القرن، منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي يخص اللغة العربية ذاتها، فالتحديات الخارجية تتمثل بهذه الحملات الاستعمارية الثقافية واللغوية، وقد بلغت ذروتها بالحملات العسكرية المتتالية، وكان آخرها، سقوط بغداد يوم التاسع من نيسان سنة 2003، بأيدي الجيوش الأمريكية وحلفائها، ويصاحب هذه الحملة العسكرية الأخيرة حملة ثقافية ولغوية شرسة معلنة، تتمثل بأن تحل اللغة الإنجليزية محل اللغة العربية في التعليم الجامعي والبحث العلمي، بل وفي جميع الفروع العلمية والتقنية في التعليم الثانوي وحتى الإبتدائي أيضاً، لا سيما في المؤسسات الخاصة.

* والتحديات الداخلية؟

- التحديات الداخلية تتمثل بما تواجهه من تغيرات اقتصادية، وعلمية وتقنية متسارعة الحدوث، نتيجة التوجه إلى العولمة، بمفهومها الحديث، إلى جانب ثورة المعرفة، ووسائل الإتصالات، والتقنيات الحديثة، وإن هذه التحديات جميعها لتلقي مسؤولية تاريخية على جميع الحكومات العربية، والمجامع اللغوية، ومؤسسات البحث العلمي في الوطن العربي، بأن تبادر إلى حشد الطاقات والإمكانات، للعمل على إطلاق الطاقات الكامنة، والقدرات المبدعة في صفوف علماء الأمة ولغوييها ومثقفيها، وفي مؤسساتها العلمية والتقنية وجامعاتها، لقيام نهضة علمية أصيلة ومبدعة، اللغة العربية الفصيحة، اللغة الجامعة عبر القرون، وعلى الإمتداد الجغرافي من الرباط إلى بغداد، هي وحدها المؤهلة لهذا الدور التاريخي، وإن هذا الوضع يتطلب بالضرورة وجود سياسة لغوية عربية، لتأهيل اللغة العربية للنهوض بهذا الدور، التحديات في القرن الحادي والعشرين كثيرة ومتعددة الجوانب.

* هنا يُطرَح السؤال حول أهمية تعريب التعليم الجامعي والتقني، بل وتعريب جميع العلوم والفنون والتقنيات الحديثة؟
- إن جميع الدراسات العلمية التربوية واللغوية والإجتماعية، تشير إلى أنه لا إبداع إلا من خلال اللغة القومية، وإن اللغة العربية ليست أمام تجربة تتساءل فيها، هل تنجح أم تخفق ؟ فقد اجتازت هذه التجربة في تاريخها الحضاري، عندما كانت لغة العلم والفكر في العالم ولعدة قرون، ومنذ حوالي ثلاثين عاماً، عندما أُنشئ مجمع اللغة العربية الأردني، فقد وضع المجمع محورين أساسيين في خطة عمله، فقد جعل محوره الأول، الانضمام إلى اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، الواجب يقضي بأن يكون للغة الواحدة مجمع عربي واحد، فكان أول عمل قام به المجمع الأردني هو الإفادة من أعمال المجامع اللغوية العربية بالقاهرة ودمشق وبغداد، وانضمامه إلى اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، وقد طرح في جلسته الأولى التي حضرها في مجلس اتحاد المجامع، موضوع تطوير quot;الاتحادquot; كي يصبح مجمعاً واحداً للغة واحدة، وأما المحور الآخر، فإنه يتمثل بوجوب تعريب العلوم، وجعل اللغة العربية لغة البحث العلمي، والتعليم الجامعي، والتقنيات الحديثة، ولغة الحياة العامة، وفي مجال تعريب التعليم الجامعي، فقد تبنَّى المجمع بصورة عملية، تعريب جميع العلوم التي تٌدَرس بكلية العلوم بالجامعة الأردنية، في الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء، والجيولوجيا، والمجال لا يتَّسع كي نتحدث عن هذا المشروع، وقد صدر حتى الآن أكثر من عشرين مصدراً مترجماً إلى العربية، وكان آخرها ترجمة كتاب SHORT PRACTICE OF SURGERY quot;الموجز في ممارسة الجراحةquot;، لبيلي ولاف، يقع في أربع مجلدات، وفي حوالي ألفي صفحة، وقد نال الجائزة الأولى لأحسن كتاب علمي مترجم.

* هل هناك كتب علمية مترجمة اخرى حازت على جوائز؟
- نعم، كتاب quot;البيولوجياquot; نشر سنة 1982، حاز على جائزة أحسن كتاب علمي مترجم، لقد أردنا في مجمع اللغة العربية الأردني أن نقوِّم عملنا بعد الانتهاء من ترجمة المرحلة الأولى ونشرها، وقد شملت الكتب الأساسية التي تدرس في السنة الأولى بكلية العلوم، وبادر بعض أساتذة كلية العلوم بتدريس بعض هذه المواد باللغة العربية، معتمدين المادة التي تقول في قانون الجامعة الأردنية quot;أن اللغة العربية هي لغة التدريس، ويجوز استخدام لغة أجنبية عند الضرورةquot;، الدراسة العلمية والميدانية لتقويم هذا العمل، قد بيَّنَت أن الطلبة الذين درسوا مادة quot;الأحياءquot; البيولوجيا باللغة العربية، درسوا مادة أوسع وبصورة أعمق، مما درسه زملاؤهم في الشعبة الأخرى باللغة الإنجليزية، وهبطت نسبة الرسوب من (32%) إلى ( 3%).

* وماذا كانت النتيجة؟
- في السنة التالية استبدلت بالكتب الإنجليزية التي ترجمها مجمع اللغة العربية كتباً أخرى باللغة الإنجليزية، أقدم منها وأقل مستوى، وذلك كما هو واضح من أجل منع الطلبة العودة إلى الكتب المترجمة إلى العربية، واستمر المجمع في خطته، كان يرسل هذه الكتب المترجمة إلى جميع وزراء التعليم العالي، وإلى الجامعات في الوطن العربي على سبيل الإهداء، لأن هذا المشروع موجه للوطن العربي، وليس قاصراً على الأردن وحده، و الهدف من هذا العمل، هو أن نقول للمؤسسات الجامعية والعلمية في الوطن العربي، إن اللغة العربية على الرغم من جميع المعوقات، قادرة على التعبير عن الفكر العلمي الحديث، بوضوح وسهولة ويسر، إذا ما توافرت الإرادة، والنية الحسنة، والإمكانات المادية، وفي موازاة هذا العمل العلمي الذي يفصح عن ذاته، قدمنا مذكرة اضافية إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، نقترح في ضوء هذه التجربة المحدودة، إنشاء مؤسسة عربية، يكون هدفها نقل جميع العلوم والفنون والفكر إلى اللغة العربية، ويكون عملها مستمراً في نقل البحوث العلمية، التي تنشر في أهم الدوريات العلمية العالمية، باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية وغيرها، وذلك على غرار المؤسسة اليابانية، والصينية، وغيرها من مؤسسات الأمم التي سبقتنا في هذا المضمار.

* وهذا يقودنا مرة أخرى الى التحديات التي تواجهها اللغة العربية؟
- الانفتاح على العلوم والتقنيات الحديثة، وترجمتها إلى اللغة العربية يقودنا إلى التحدي الذي تواجهه اللغة العربية في مجال الترجمة الآلية، فقد أصبحت الترجمة الآلية للغات الحية، ضرورة أساسية في كثير من الأنشطة السياسية، والفكرية، والثقافية، والعلمية، والأدبية، والاجتماعية، وأن اللغات التي لا تطور نفسها، لتوائم عملية الترجمة الآلية بكل أبعادها اللغوية والتقنية ستخرج من هذا المجال، وفي ضوء نجاح تكنولوجيا التعرف على شكل محدد، والمسح الإلكتروني، فقد أصبحت الترجمة الآلية حقيقة واقعة.

* ما هو المطلوب لمواجهة ذلك؟
- تضافر جهود علماء اللغة مع الفنيين في مجال صناعة الحواسيب وبرمجياتها، للوصول إلى حل سريع وفعَّال يسهل عملية الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، ومن اللغات الأخرى إلى العربية، بما يحفظ للعربية خصائصها وسماتها واستجابتها لمتطلبات البرمجة الحديثة، التي يتداخل فيها الشكل مع اللون مع الصوت، وتتداخل فيها العلوم المختلفة والإستعمالات المتعددة، وكذلك ما تواجهه اللغة العربية من تحدٍ في مجال quot;شبكة المعلوماتquot; (لإنترنت)، فقد أصبحت شبكة المعلومات هذه من أهم الوسائل الحديثة لتداول المعرفة والاتصال، وقد غزت المؤسسات والبيوت وأصبح الإقبال عليها شديداً، وإن الجهود يجب أن تتضافر لتمثل اللغة العربية مكانة جيدة على شبكة الإنترنت، والعولمة بمفهومها الواسع، يؤدي إلى اختبار عالمي لقدرة اللغة العربية، على مدى كونها لغة علم وعمل وتواصل، وهذا يحتاج إلى خطة عمل متكاملة، تتضافر فيها الجهود على مستوى الوطن العربي لمواجهة هذا التحدي، وكذلك الحاجة إلى وضع برمجيات حاسوبية باللغة العربية، متعددة الأغراض والأهداف، يكون من أهدافها حوسبة التراث، ومصادر الحضارة العربية الإسلامية ومراجعها، وإنجاز quot;المعجم التاريخي للغة العربيةquot;، هذا المشروع الذي طرح منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وما زال يراوح مكانه !!!

* هل تتطور اللغة العربية الآن إلى الأحسن أم هي في حالة توقف أم تراجع؟
- إن الجواب عن هذا السؤال الكبير، يقتضي منا نظرة شاملة على هذه الفترة التاريخية من حياة أمتنا العربية، وربما من الملائم أن نبدأ من منتصف القرن الماضي حتى الوقت الحاضر، بدأت الأمة العربية في جميع أقطارها تنزع إلى التحرر من نير الاستعمار، ولكنها مع الأسف استيقظت على هزيمة الجيوش العربية بفلسطين سنة 1948، على أيدي العصابات الصهيونية، وبعد أن استوعبت إلى حد ما هذه الصدمة، بدأت نهضة علمية، تمثلت بتأسيس الجامعات، وانتشار التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي باللغة العربية خاصة، إلى جانب اندلاع ثوراث التحرر من الاستعمار في أقطار المغرب العربي، وفي سنة 1962 عقد مؤتمر التعريب الأول بالرباط، برعاية المغفور له الملك محمد الخامس، وتأسس quot;مكتب التعريبquot; بالرباط، الذي أصبح اسمه فيما بعد quot;مكتب تنسيق التعريبquot;، ومن الواضح أن اختلاف التسمية، له مغزاه !!! وما لبثت هذه الانطلاقة اللغوية والفكرية والسياسية والعلمية، التي طبعت أواخر الخمسينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين بطابعها النهضوي، أن وجدت نفسها مرة أخرى في مستنقع quot;الهزيمةquot; العسكرية المذلة في الخامس من حزيران سنة 1967، على أيدي الصهاينة وحلفائهم، فسقطت القدس بأيدي الغزاة، وكذلك كامل فلسطين، والجولان، وسيناء، وأصبح الجيش الصهيوني على ضفاف الأردن الغربية، وعلى ضفاف قناة السويس، وعلى مشارف دمشق، ومقابل جبال البلقاء وعمان، وبعد أن استوعبت الأمة كثيراً من تلك الدروس، جاءت حرب 1973، وكان لها ما كان، ليس من شأن هذا الحديث أن أُؤرخ لهذه الأحداث، ولكنني أريد أن أقول، كلما بدأت الأمة العربية نهضة علمية واعتزازاً بلغتها وتراثها، تجد نفسها في دوامة حروب، يشنها الصهاينة ومن ورائهم من قوى الاستعمار العالمي، ممثلاً بأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من الدول الأوروبية.

* ولكن تغير الحال في السبعينات الى الأفضل؟
- نعم، فقد بدأت بالسبعينيات عملية النهضة العلمية تسير بتسارع أكبر، فنشأ عدد كبير من الجامعات والمعاهد، والمؤسسات العلمية في جميع أنحاء الوطن العربي، وسأكتفي هنا بأن أشير إلى أنه في سنة 1987، عقد مؤتمر وزراء الصحة العرب بدمشق، وحضر معهم حوالي ثلاثين من عمداء كليات الطب في الأقطار العربية، وكانت إحدى قرارات المؤتمر المهمة، أن تكون اللغة العربية لغة التدريس في جميع كليات الطب في الوطن العربي بحلول سنة 2000، ولكن تجد الأمة نفسها مرة أخرى سنة 1991 في أتون حرب مدمرة، قد دبرت بليل، ووضعت مخططاتها قبل ذلك بكثير، فدمِّر الجيش العراقي، وبدأ الحصار على الشعب العراقي، بعد أن أنهك في حرب مدمرة، مع إيران مدة ثماني سنوات، لم يستفد منها أحد إلا الصهاينة وقوى الاستعمار، وهكذا تفتح الأمة العربية عيونها سنة 2000، وإذا باللغة الإنجليزية تغزو جميع الجامعات، بل وتتسلل إلى التعليم الثانوي والعام، وقد وصل الأمر في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، إلى سيادة اللغة الإنجليزية في جميع المدارس الخاصة، وحتى رياض الأطفال أيضاً، إلى جانب الجامعات الخاصة.

* ما دور الدول الغربية في ذلك؟
- رصدت الولايات المتحدة الامريكية ملايين الدولارات لتغيير المناهج، بحجة محاربة quot;الإرهابquot;، وتغيير المناهج، يقصد به تغيير مناهج اللغة العربية وكتبها، ومناهج التربية الإسلامية وكتبها، ومناهج التاريخ وكتبه، بصورة رئيسية، ومن ناحية أخرى العبث بمناهج المواد الأخرى، لتحقيق أغراض خاصة، وفي ذلك كله يوجه الهجوم الشرس إلى اللغة العربية، فألغي التدريس باللغة العربية في الجامعات التي كانت تدرس بها في دول الخليج العربي وغيرها، وسُرِّح أعضاء هيئة التدريس، واستبدل بهم من يحسن التدريس باللغة الإنجليزية، وتسلل هذا الأمر إلى مراحل التدريس الأخرى، وأصبح التعليم باللغة الإنجليزية هو الباب الذي يلج منه طالب العمل، حتى ولو كانت طبيعة عمله لا تقتضي معرفة اللغة الإنجليزية أو تكلمها، أختتم هذا الحديث بالإشارة إلى قضية ربما كان لها دلالاتها، فقد كانت اللغة العربية لغة رسمية منذ تـأسيس الأمم المتحدة، وفي سنة 1973 أصبحت اللغة العربية اللغة الرسمية السادسة بقرار من مجلس الأمن إلى جانب اللغات الخمس، الإنجليزية والفرنسية والروسية والصينية والإسبانية.

* ولكن العام الماضي طرحت احدى لجان الأمم المتحدة بصورة رسمية موضوع الغاء هذا القرار؟
نعم أي بعد ثلاثين عاماً من اتخاذ القرار، وبررت اقتراحها بأن معظم رؤساء الوفود العربية وقادتها، يلقون خطاباتهم بلغة أجنبية الإنجليزية أو الفرنسية، وأيضاً كانت الحكومات العربية قد التزمت بتخصيص أموال لدعم برنامج الترجمة من اللغة العربية وإليها في لجان الأمم المتحدة، ولكنها لم تف بهذا الإلتزام المالي، كما لم تعن الأقطار العربية بإنشاء مؤسسات، تكوِّن خبراء في الترجمة من العربية وإليها، ولذا يصعب على الأمم المتحدة أن تجد حاجتها من المترجمين والخبراء في هذا المجال.

- مرة اخرى هل اللغة العربية في تطور إلى الأحسن أم هي في حالة توقف أم في حالة تراجع؟
تبقى الإجابة حائرة عن السؤال، ومهما تكن الإجابة، فإن اللغة العربية لغة خالدة، وقد عرفت مثل هذه الأوضاع المحزنة في تاريخها الطويل، مع اختلاف الظروف والأزمان، ولكنها كانت وما زالت لغة حيَّة خالدة بخلود القرآن الكريم، تصارع الغزاة ثقافةً وفكراً ولغةً، من خلال حصونها التي لا تُقهر، وإرادة أبنائها الغيارى على لغة أمتهم وتراثها وعقيدتها، اللغة العربية تعطي لأمتنا هويتها في الوقت الحاضر، وهي رمز وحدتها، عبر التاريخ وعلى الإمتداد الجغرافي، وما لبثت أن أصبحت لغة الحضارة ولغة العلم، والفكر الأولي في العالم ولعدة قرون، واللغة تتقدم وتزدهر بازدهار الناطقين بها، وتتوقف وتتراجع بتمزق الأمة وتأخر شعوبها.


[email protected]