إيلاف من لندن: أعلن الفاتيكان، الاثنين، وفاة البابا فرنسيس عن عمر 88 عاماً.، بعد معاناة طويلة مع مضاعفات تنفسية شديدة، أبرزها التهاب رئوي مزدوج استلزم نقلًا متكررًا إلى مستشفى جيميلي في روما.

وقال الكاردينال كيفن فيريل، أمين سرّ الفاتيكان، في بيان:
"أيها الأخوة والأخوات الأعزاء، لا بد لي أن أعلن بحزن عميق وفاة أبينا الأقدس فرنسيس. في الساعة 7.35 من صباح هذا اليوم عاد أسقف روما، البابا فرنسيس، إلى بيت الآب. لقد كرّس حياته كلها لخدمة الرب وكنيسته. لقد علّمنا أن نعيش قيم الإنجيل بأمانة وشجاعة ومحبة شاملة، ولاسيما لصالح الأشد فقراً والأكثر تهميشاً. بامتنان كبير لمثاله كتلميذ حقيقي للرب يسوع، نودع روح البابا فرنسيس إلى محبة الله الواحد المثلث الأقانيم اللامتناهية والرحمة".

وكان آخر ظهور للبابا أمس خلال قداس عيد الفصح بكاتدرائية القديس بطرس، حيث أطل من الشرفة ثم تجوّل بسيارته بين الناس في الساحة، حيث احتشد آلاف المؤمنين للاحتفال بالعيد.
وكان البابا يعاني من الضعف جراء إصابته بالتهاب رئوي، دخل على إثره المستشفى لنحو شهر.

مسيرة بابوية امتدت 12 عامًا
انتُخب خورخي ماريو بيرغوليو، المولود في بوينس آيرس عام 1936، بابا للكنيسة الكاثوليكية في 13 آذار (مارس) 2013، بعد استقالة سلفه بنديكتوس السادس عشر، ليكون أول بابا من الأميركيتين في تاريخ الفاتيكان، وواحدًا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الكنيسة الحديثة.

عرف بـ"بابا الشعب"، وتميّزت بابويته بمواقف اجتماعية وإنسانية متقدمة، ودعمٍ متكرر للفقراء واللاجئين وضحايا الحروب، إضافة إلى انفتاحه على قضايا المساواة والعدالة المناخية، رغم تمسكه بمواقف الفاتيكان التقليدية حيال بعض القضايا الأخلاقية مثل الإجهاض وتغيير الجنس.

البابا فرنسيس في الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس خلال رسالة البابا فرنسيس ومباركته للمدينةإقرأ إيضا: كاردينال الفاتيكان ينعى البابا فرنسيس بكلمات مؤثرة

وضع صحي معقّد استمر لسنوات
عانى البابا فرنسيس خلال السنوات الأخيرة من نوبات صحية متكررة، شملت التهابات في الجهاز التنفسي، عمليات جراحية في القولون والبطن، وفترات استشفاء مطولة. في شباط الماضي، أكد الفاتيكان إصابته بـ"فشل كلوي أولي خفيف"، تلاه تدهور متسارع في الحالة العامة أدى إلى إدخاله وحدة العناية المركزة لفترة تجاوزت الشهر.

بحسب تقرير نشرته مجلة "بوليتيكو"، أخبر البابا بعض مساعديه مؤخرًا أنه "قد لا ينجو هذه المرة"، وقد عبّر في تسجيل صوتي عن شكره للمؤمنين الذين صلوا من أجله، قائلاً:
"أشكر كل من بعث لي برسائل ورسومات، خاصة من الأطفال... أستودعكم جميعًا شفاعة مريم العذراء، وأطلب منكم أن تصلوا من أجلي".

مراسم مختلفة
وقد وافق البابا فرنسيس مؤخرًا على خطط لتقليل تعقيدات مراسم الدفن والعزاء. فقد دُفن الباباوات السابقون في ثلاثة توابيت متداخلة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط، في حين اختار البابا فرنسيس تابوتاً خشبياً بسيطاً مُبطّناً بالزنك.

كما ألغى تقليد وضع جثمان البابا على منصة مرتفعة تُعرف بـ "النعش" في كاتدرائية القديس بطرس للعرض العام.

بدلا من ذلك، سيُدعى المعزون لتقديم تعازيهم وجثمانه داخل التابوت، مع إزالة الغطاء.
وسيكون البابا فرنسيس أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ أكثر من قرن؛ حيث سيُوارى الثرى في كاتدرائية القديسة مريم الكبرى، إحدى الكنائس البابوية الأربع الرئيسية في روما.

مجمع الكرادلة يستعد لاختيار خليفة جديد
وفق تقاليد الفاتيكان، من المتوقع أن تنطلق أعمال الكونكلاف لاختيار البابا الجديد خلال فترة تتراوح بين 15 إلى 20 يومًا بعد الوفاة. وسيتجمع الكرادلة في كنيسة سيستين للفاتيكان، للتصويت سرًا حتى يتوصلوا إلى اختيار مرشح يحظى بتأييد الثلثين.

عند إعلان النتيجة، سيرتفع الدخان الأبيض من مدخنة الكنيسة، إيذانًا بولادة بابا جديد يقود الكنيسة الكاثوليكية في مرحلة انتقالية دقيقة.