نيويورك: علّقت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; على زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى سوريا، معتبرة انها quot;مؤشر لعودة النفوذ السوري الى بيروت وتعقب تحولات في المواقف الدولية والاقليمية حيال سورياquot;. ويعتبر روبرت ورث الذي كتب المقال أنه quot;في اي جزء من العالم، لكانت زيارة رئيس حكومة جديد الى دولة مجاورة اعتبرت اجراء عاديا ، غير ان زيارة رئيس حكومة لبنان سعد الحريري الى سوريا نهاية الاسبوع الماضي صورتها التعليقات الصحافية والبرامج التلفزيونية في بيروت على انها نوع من الدراما الوطنية اللبنانيةquot;.

ورأى الكاتب ان quot;الزيارة لم تشهد أي انجاز حقيقي، فقد تبادل الرئيس السوري بشار الاسد والحريري نوعا من المزاح الديبلوماسي والتقطا الصورquot;. وفي عرضه لأبعاد الزيارة، تحدث ورث عن quot;القائد الشاب الذي ارغم على مصافحة الرجل الذي يعتقد انه قتل والده، مما يذكر بتعلق المنطقة بالرمزية السياسيةquot;.

ورأى الكاتب في الزيارة quot;مقياسا للنفوذ السوري المتجدد على لبنان بعد اعوام من المرارة والصراع منذ انسحاب الجيش السوري عام 2005quot;، مذكّراً بأن الانسحاب جاء بعد اغتيال رئيس الوزراء سابقاً رفيق الحريري في تفجير بسيارة اعتقد كثر انه نفّذ بأمر من سورياquot;.

ويلفت الى ان quot;هذا الانسحاب شكل صفعة لهيبة سوريا وبدا وكأن سعد الحريري حظي بعدها بدعم العالم الغربي بأسره، بعدما انشأ حركة من اجل استقلال أكبر للبنان ودفع من أجل قيام محكمة دولية لقتلة أبيه.

وبعدما ذكّر الكاتب بظروف زيارة وليد جنبلاط الى سوريا في الاسابيع التي اعقبت مقتل والده، quot;في اعتداء يعتقد ان سوريا نظمتهquot;، لاحظ ان quot;الحريري وعلى غرار جنبلاط، امتلك خيارات قليلة، كان عليه ان يتصالح مع السوريين اذا اراد مواصلة دوره السياسيquot;.

واذ استعاد مقتطفات من حديث ادلى به جنبلاط الاحد الماضي، اعتبر ورث انه quot;من الصعب تبيان ما تنذر به الزيارة على مستوى العلاقات اللبنانية - السورية quot;فمن جهة، حقق الحريري احد ابرز اهدافه وهو رحيل الجيش السوري ولا احد يتوقع عودته، واقام البلدان علاقات ديبلوماسية هذه السنة، فيما تواصل المحكمة الدولية، التي انشئت عام 2005 تحت رعاية الامم المتحدة لمحاكمة قتلة الحريري الاب، عملها هنا وفي هولندا حيت مقرها، ويبقى في امكانها اتهام مسؤولين سوريين رفيعين رغم ان معظم المحللين يقولون ان ذلك يبقى اقل احتمالا على ما كان عليه قبل اربعة اعوامquot;.

ولفت الى ان quot;الجميع يتفق هنا على انه سيكون لسوريا مرة اخرى صوت نافذ لا جدل حوله في بيروت في المسائل المتعلقة بمواقف الحكومة من quot;حزب اللهquot; الذي تدعمه سوريا رغم ان النفوذ لن يكون قاسيا كما كان خلال التسعينات (...) وللبعض هنا، يشكل ذلك تطورا كافيا، فيما يرى البعض الآخر ان رحلة الحريري عبر الجبال شكلت تنازلا مأسوياquot;. وختم ورث مقاله بشهادة لمايكل يونغ وفيها: quot;اذا اعترف سعد الحريري او لم يعترف، تمثل الزيارة نكسة قاسية لكل ما حصل منذ 2005. اعتقد انه قام بذلك على مضض ولكنه لم يكن يملك خيارا على الاطلاقquot;.