وُضعت زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأخيرة الى دمشق في اطار الجهود العربية لاعادة سوريا إلى الحضن العربي، ويقول بعض زوار الأخير ان دمشق تتطلع بعد 30 سنة من التحالف مع إيران إلى المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج وإلى دول أوروبا كي تضمن استقرارها اقتصاديا، ويؤكدون ايضا ضرورة فعل أي شيء لإبعاد أي إمكان لصدامات أو صراعات تتخذ الطابع المذهبي في لبنان، وان الحريري متمسك أيضا باستمرار حركة 14 آذار داخلياً.

منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد

بيروت:يضع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري زيارته لدمشق بحسب عدد ممن التقوه في إطار الجهد العربي المبذول لاستعادة سورية إلى الحضن العربي، ويلفت إلى أهمية عقد مؤتمره الصحافي في السفارة اللبنانية في دمشق ورمزيته في ضوء استمرار المجلس الأعلى اللبناني ndash; السوري رغم الدعوات إلى إلغائه لانتفاء الحاجة إليه بوجود التبادل الدبلوماسي بين البلدين، كما يلفت إلى أهمية إقرار القيادة في سورية بفصل ملف المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه عن ملف العلاقات الثنائية بين البلدين.

ويقول بعض من التقوا الحريري لـ quot;إيلافquot; إن سورية وفق انطباعاتهم تتطلع بعد 30 سنة من التحالف مع إيران إلى المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج وإلى دول أوروبا كي تضمن استقرارها اقتصاديا، ما أعطى هذه الدولة القدرة على سؤال سورية عن تحقيق مصالح ومطالب لهذه الدول تستطيع هذه الدول تلبيتها في لبنان ، من خلال المساهمة في ترسيخ استقرار سياسي وأمني فيه. ومن جهة أخرى ساهمت زيارة الحريري لدمشق في إضفاء صورة على النظام في سورية، ليس بالضرورة أن تكون صحيحة، يستطيع من خلالها الدفع أمام شعبه ببراءته من دم الحريري ورفاقه، بدليل أن ابن الحريري زاره وعانقه وصافحه.

ويقول الزوار إن من الملح فعل أي شيء لإبعاد أي إمكان لصدامات أو صراعات تتخذ الطابع المذهبي في لبنان، في حين تتجمع غيوم لا تبشر كثيرا بالخير في اليمن مرورا بالعراق ودول أخرى. ويقلل هؤلاء من أهمية أي اعتراضات مكبوتة محتملة في الشارع السني اللبناني على الزيارة والموقف من القيادة السورية بعد سنوات من الإحتقان الشعبي والسياسي ضدها ، مشيرين إلى أن حادثة إطلاق النار على حافلة الركاب السورية في دير عمار شمال لبنان تبين أنها فردية وتتعلق بخلاف فردي على التهريب بين سائق الحافلة ومطلق النار، وإن حالة الخشية من ردود فعل على الزيارة هي التي سمحت بالتفكير باحتمال وجود دوافع سياسية .

ويؤكد الزوار هؤلاء أن الحريري مرتاح إلى ردود فعل مجمل قوى 14 آذار/ مارس على الزيارة ويبدي تمسكه باستمرار هذه الحركة، التي بدا واضحا أنها تأقلمت مع التطورات على قاعدة التعددية التي نشأت عليها مع التمسك بالثوابت المشتركة بدليل بيان أمانتها العامة أمس الأربعاء بعد صمت استمر اسبوعين. لكن هذه الأمانة العامة التي يديرها منسقها النائب السابق فارس سعيد والنائب السابق سمير فرنجية في شكل رئيس ، وشخصيات أخرى وازنة سياسية وصحافية تمكنت من مواكبة الأحداث في ظل ستار من السرية بعمل دؤوب من شقين .

أنتج هذا العمل الدؤوب اتفاقا نهائيا على وثيقة لمن يمكن تسميتهم quot;مسيحيي قوى 14 آذارquot; رغم أن عددا منهم تركوا هذه الحركة أو لم ينضموا إليها لأسباب تنظيمية أو شخصية ترتبط بالإنتخابات النيابية. من دون أن تعني هذه الوثيقة التي ستعلن قريبا أن الموقعين يتجهون إلى تشكيل لقاء أو تجمع سياسي يتمتع بهيكلية ويعقد اجتماعات، لذا يفضل المعنيون بهذا الأمر تسمية الوثيقة بأنها مبادرة تحدد الأخطار المقبلة على لبنان والناتجة من الصراع العربي ndash; الإسرائيلي الذي ينعكس على لبنان ويسمح لسورية بتغليف ما يراه الموقعون نزعة إلى السيطرة عليه، فضلا عن الأطماع الإسرائيلية التقليدية والتي تهدد سيادة لبنان باستمرار . كما تتناول مشكلة توسع النفوذ الإيراني في المنطقة ، وتحديدا إلى اليمن والعراق وفلسطين ولبنان وبلدان أخرى، والمشكلة الداخلية في البلاد مع سيطرة الطائفية على السياسة واتجاهها إلى السيطرة أيضا على الدولة المهددة في أساسها بوجود جيشين فيها في إشارة إلى سلاح quot;حزب اللهquot;.

ويتطلع واضعو الوثيقة التي أنجزت الثلاثاء الماضي في لقاء موسع في مقر رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع في معراب إلى إخراج اللبنانيين المسيحيين من سياسات الزواريب الضيقة إلى طرح مسألة دورهم في لبنان والمنطقة، على ما قالوا لـ quot;إيلافquot;. مشيرين إلى أنها تستند إلى ما يطرحه البطريرك الماروني نصرالله صفير وتوجهات الكنيسة من إرشاد رسولي ومقررات المجمع البطريركي وتركز على التزام اتفاق الطائف والشراكة المسيحية ndash; الإسلامية التي صنعت quot;ثورة الأرزquot;.

وفي الشق الثاني من عمل الأمانة العامة لقوى 14 آذار/ مارس عمل دؤوب وحركة ميدانية واسعة لإعلان quot;مؤسسة بيروتquot;، التي اقترحها وسعى إلى تحقيقها أساسا النائب السابق سمير فرجية، وسيكون الإعلان عنها قريبا خلال أيام ، وهي تضم عددا كبيرا من المفكرين والسياسيين والهيئات والجمعيات المدنية . ويقول فرنجية لـ quot;إيلافquot; إن هذه الحركة ستسعى إلى إبقاء قيم quot;ثورة الأرزquot; ومبادئها حية، دفاعا عن السلم الأهلي وثقافة الحياة والتلاقي الإسلامي ndash; المسيحي، فضلا عن المناداة بالدولة المدنية، وquot;هذه مسألة مهمة جداquot;.