بيروت: فيما لا يزال لبنان يعيش الهزات الارتدادية للزلزال الذي احدثه النائب وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديمقراطي عقب اعلان انسحابه من معسكر 14 آذار، سافر رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الى فرنسا لقضاء عطلة بهدف quot;التفكير والتدبر بهدوءquot; بعد انسحاب جنبلاط الاخير الذي اكد أن quot;مصالحة الجبل وصعود البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير إلى الجبل في تلك الفترة ولقاؤه بالأهالي، مهدت إلى التعاون مع quot;قرنة شهوانquot;.

وفي ما يبدو ان امد عملية تشكيل الحكومة سيطول بعد ان انتهت مرحلة الاتفاق على الاطار السياسي العام لها وبقيت مرحلة تحديد اسماء الوزراء وتوزيع الحقائب الوزارية ذكر جنبلاط مساء الثلاثاء في حديث لبرنامج بموضوعية عبر محطة MTV أن مصالحة الجبل quot;كانت من الركائز التي أوصلت إلى خروج نظام الوصاية وفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانيةquot;، هذا ولفت جنبلاط إلى أنه quot;لا تزال قرى بريح وعبيه والشحار حيث لم تتم فيها مصالحة عمليةquot;.

وعن موقفه بشأن حالة الإنعزال، قال: أؤكد دائمًا وسأؤكد مجدداً أن الإنعزال ليس صفة مسيحية أو خاصة بمذهب أو طائفة، بل هو ردة فعل للخط الموحد العربي، وهو رفض للإلتصاق بالقضية الفلسطينية، فلا يستطيع لبنان أن يتنكر لهذه القضية ولحق اللاجئ الفلسطيني بالعيش الكريم في لبنانquot;.

وحول العلاقة مع البطريرك صفير، قال جنبلاط: quot;نتفق معه على الأساسيات ولا ندخل في التفاصيل، وكما فهمت منه أنه يرى ضرورة قيام علاقات مميزة مع الجيران العرب ومع سورياquot;، واستطرد جنبلاط قائلاً: quot;الآن لم يعد هناك نظام وصاية في لبنان والدخول في حرب مع سوريا خطأquot;، مذكراً في الوقت نفسه بأنه كان quot;من أشد المحرضين عليهاquot;.

وفي الملف الداخلي أوضح جنبلاط، أن quot;كافة الأفرقاء اتفقوا على إحالة الملفات الخلافية كملفي السلاح والمخيمات إلى الحوار الوطنيquot;.

ورداً على سؤال أجاب جنبلاط: quot;نعم أختلف مع بعض اللغة المستخدمة من قبل quot;14 آذارquot;، وأضاف: quot;لسنا موحدين حول بعض الأدبيات مثل شعار quot;لبنان أولاًquot;، وبالتالي إتخذت قراراً بالتأكيد على أدبياتي، أما أن أنجح أو لا فهذا أمر آخرquot;.

على صعيد متصل، اعتبر حزب الله على لسان نائب امينه العام نعيم قاسم ان حكومة الوحدة الوطنية المقترحة مرضية ولا شيء يعيق انجازها واكتمال المناصب فيها.

كلام قاسم جاء خلال احتفال تربوي اقامه الحزب في بيروت اكد فيه ان الخطوات الاولى لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية قد انجزت.

وقال قاسم quot;اتفقنا كمعارضة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري على كيفية عمل هذه الحكومة وعلى نسبة الاعداد والتوزيع داخلهاquot;.

واضاف quot;لقد اخرجنا صيغة مبدعة تؤكد حماية الاقلية النيابية في حال نوقشت القرارات التي تحتاج الى اغلبية الثلثين داخل الحكومة وذلك بتوافق دائم وباليات تساعد على هذا التوافقquot;.

واعرب قاسم عن اعتقاده بأنه لا شيء يعيق انجاز تشكيل الحكومة او اكتمال الاعداد والمناصب الموجودة فيها لافتا الى ان الحكومة القادمة ليست حكومة اكثرية ولا اقلية بل حكومة وحدة وتوافق وتعاون تضم جميع مكونات المجتمع اللبناني.

واشاد قاسم بمواقف رئيس (اللقاء الديمقراطي) النائب وليد جنبلاط معتبرا انها تؤكد على الثوابت الوطنية وتساهم في تعزيز مسيرة الاستقلال.