السنيورة يرد من صيدا على بري وجنبلاط يدعو إلى التهدئة

المحكمة الدولية ستطلب تسلّم الضباط الأربعة
السنيورة يرد من صيدا على بري وجنبلاط يدعو إلى التهدئة

بيروت، مصادر مختلفة: توجّه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة إلى الجنوب اللبناني حيث أقيم له لقاء تكريمي برعاية وزيرة التربية بهية الحريري، غداة بلوغ التصعيد الكلامي على محور عين التينة والسراي الحكومي حداً كبيرا بعدما إستفحل التوتر القائم بينهما على خلفية موازنة مجلس الجنوب بموازنة العام 2009 إلى أجل غير مسمى. وبعد إتهام الرئيس نبيه بري وزير المال محمد شطح بأنه quot;كذّاب مثل معلمهquot;، ما إستدعى ردًا من رئيس مجلس الوزراء أكد فيه أنّ كلام بري quot;نابٍ لن ننجر إلى مثلهquot;، قال السنيورة من صيدا: quot;لم نرضخ يوما للترهيب والتهديد والإبتزاز، ولن نرضخ له الآن، أو في المستقبل إن شاء الله، لم نتراجع عن أهدافنا ولن نتراجع عنها، وسنظل نترفع عن الإسفاف وعن السفه والمهاتراتquot;.

وأضاف السنيورة: quot;عندنا ثوابت العيش المشترك، والسلم الأهلي، والتمسك باتفاق الطائف والدستور، وفي ظل هذه الثوابت كل شيء يمكن مناقشته ومعالجته بالحوار، وإذا لم ننجح اليوم، فسوف ننجح غدا، والعنف لا يحل المشكلات، بل يزيدها تعقيدا، ويوصل لإنقسامات لا تنتهي والحلول لا تتحقق لا بالسلاح ولا بالاستقواء ولا بالابتزاز ولا بالتهويل ولا بالإسفافquot;.

وقالت مصادر حكومية بارزة لصحيفةquot;النهارquot; ان مشهد التكريم في صيدا quot;اتخذ طابعا خاصا اذ تجاوب معه الصيداويون بشكل لافت مما يمثل ردا على الحملة التي استهدفت رئيس الوزراء خلال الايام الاخيرة. وأشارت الى ان البلديات الجنوبية التي انخرطت في الحملة ضد السنيورة quot;وقعت ضحية تضليل سياسي لان رئيس الوزراء لا يطالب باقفال مجلس الجنوب بل ان حركة quot;أملquot; وquot;حزب اللهquot; ملتزمان بموجب البيان الوزاري اقفاله بعد دفع المتوجبات المستحقة والتي يجري تسديدهاquot;. وشددت على quot;ان الهيئة العليا للاغاثة دفعت الى الجنوبيين حتى الآن اكثر من 931 مليار ليرة منها منذ بداية السنة أكثر من 93 ملياراًquot;. ولوحظ ان الرئيس بري، وفي اطلالته الاعلامية امس، لم يخض في موضوع الازمة بينه وبين الرئيس السنيورة، مركزا على quot;حكومة وحدة وطنية بعد انتخابات 2009quot;.

وكان زار السراي الحكومي وفد من الامانة العامة لقوى 14 آذار متضامنا مع السنيورة. واعلن المنسق العام للأمانة فارس سعيد باسم الوفد ان خلف رئيس الحكومة quot;قوى سياسية وشعبية ونيابيةquot;. وتوجه الوفد الى السرايا بعد تنسيق مع رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط الذي يتميز داخل quot;14 آذارquot; بدعمه توجه الرئيس نبيه بري في موضوع مجلس الجنوب. ونقل عنه انه اذا كانت هناك من quot;محاسبة للحكومة فيجب ان تتم داخل الأطر الدستورية والقانونية وليس مسموحاً اللجوء الى اسلوب الاهانة الشخصيةquot;.

واعتبرت مصادر الاكثرية quot;ان الباب لا يزال مفتوحا امام الرئيس بري لاعادة توضيح موقفه من الرئيس السنيورة بعيدا من الشخصانية. اما اذا رفض ذلك فيعني ان وراء الازمة الجديدة اهدافا تتصل بمخطط يرمي الى اظهار رئيس الحكومة في مظهر العاجز عن تقديم حلول وطرح مصير الانتخابات على الطاولة تمهيداً للفوز بصفقة الثلث المعطّل مسبقاً تحت طائلة تعطيل الانتخابات برمتهاquot;.

الانتخابات في موعدها

وأكد وزير الداخلية والبلديات اللبناني زياد بارود لـ laquo;الحياةraquo; ان الانتخابات النيابية ستجرى في 7 حزيران (يونيو) المقبل في كل لبنان وفي يوم واحد، وأن الوزارة، بكل أجهزتها الأمنية والإدارية، تواصل التحضير لإنجاز هذا الاستحقاق في موعده وأن أحداً في لبنان لا يتحمل تبعات خرق اتفاق الدوحة الذي نص على وضع قانون انتخاب جديد وإجراء الانتخابات في موعدها من دون أي تردد، مشيراً الى ان قرار إجرائها في يوم واحد أجمع عليه البرلمان، وبالتالي هو خيار تشريعي لا إجرائي laquo;ونحن كسلطة تنفيذية معنيون بتطبيقهraquo;.

جنبلاط يشدد على التهدئة

بدوره اعتبر رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط quot;ان صفحة 7 أيار وأحداث 7 أيار انطوتquot; وتم الاتفاق على التهدئة في الدوحة، ورأى ان بعد مقتل المواطن لطفي زين الدين أثبتت الدولة وجودها، وأن العدالة ستأخذ مجراها، مؤكداً ان quot;لا ملاذ ولا ضمانة إلا الدولة والعدالة، والجيش وقوى الامنquot;.

جنبلاط وبعد جولة على أهالي الشهداء الذين سقطوا في أحداث أيار العام الماضي وعائلة زين الدين يرافقه عدد من النواب والمسؤولين في الحزب، أسف لـquot;كلام خرج عن نطاق التهدئة في هذين اليومينquot;، مضيفاً: quot;هو بين أقطاب كبار نحترمهم كلهم في السياسة، نتأسف، وكنا نتمنى لو حلت قضية الموازنة وأخذ الجنوب حقه وكل لبنان حقه، وفي النهاية ستأخذ الموازنة مجراها، إن شاء الله يصير حل، وإن شاء الله تنحل خارج إطار السجالاتquot;.

وشدد جنبلاط خلال جولته على ان المطلب الاساس تحقق أي المحكمة الدولية، وتابع: quot;أيام كمال جنبلاط لم يكن من محكمة دولية ولا من قانون دولي.. عندما استشهد كمال جنبلاط استشهد معه أبرياء، نتيجة الجهل، والحمد لله في يوم لطفي زين الدين تجنبنا بحكمتكم ان يذهب أبرياء ضحية كما ذهب أبرياء ضحية يوم كمال جنبلاطquot;. وتوجه جنبلاط الى أهالي الشهداء مؤكداً ان دماءهم لم تذهب سدى بل quot;بالعكس لقد انتجت وفاقا وحوارا والمحكمة الدوليةquot;.

المحكمة الدولية

على صعيد المحكمة الدولية الخاصة بإغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري أعلن أمين سجل المحكمة القاضي البريطاني روبن فنسنت، بأن المحكمة ستطلب من السلطات اللبنانية تسليمها الضباط الاربعة المدعى عليهم في هذه القضية، حال بدء المحكمة عملها في الاول من آذار المقبل.

وقال فنسنت لقناة quot;العربيةquot; امس: quot;لا أتوقع أي صعوبة في هذا الأمرquot;، موضحا انه quot;بالنسبة الى اجراءات المحكمة سيقدم طلب الى السلطات اللبنانية لتسلم الوثائق والموقوفين بعد شهرين من بدء عمل المحكمةquot;. وأفاد القاضي البريطاني ان الشهود في هذه القضية سيمنحون هويات جديدة وينقلون الى أماكن أخرى، كاشفا في الوقت عينه وجود اتفاقات مع بعض الدول لاستضافتهم.

الأمن مازال مهددا

وفي تطور امني، تعرض امس ضابط في قوى الامن الداخلي وسائقه لاطلاق نار وتوقيف وسلب مسدس وغيره على أيدي مسلحين في شارع عين الدلبة ببرج البراجنة. وبعد اتصالات اطلق الضابط وهو الملازم اول طارق الزين وسائقه واعيدت الاغراض المسلوبة اليه وقد نشط وزير الداخلية والبلديات زياد بارود لمواجهة الحادث واتخاذ التدابير اللازمة.

وعلمت quot;النهارquot; ان الحادث جاء نتيجة تداعيات مشكلة ازالة مخالفة بناء في معرض للسيارات في منطقة صفير بالضاحية الجنوبية يعود الى محمد كساب شقيق مسؤول اللجنة الامنية لـquot;حزب اللهquot; في منطقة برج البراجنة.

واعتبرت مصادر حكومية ان الحادث quot;يثبت ان هناك مناطق خارجة عن القانون وعن سلطة الدولة وهذه الممارسات هدفها كسر هيبة الدولة واهانتها وتحطيم صورتهاquot;. وقالت: quot;ان الناس تعرف ماذا يجري واذا كانت لا تتكلم فانها لن تبقى كذلك طويلاquot;. وليلا علمت quot;النهارquot; انه نتيجة المتابعة الرسمية الحثيثة لمعالجة الحادث الذي اثار استياء كبيرا وبفضل التعاون مع الجهات المعنية تبلور اتجاه الى تسليم المتسببين بالحادث الى السلطاتquot;.

ولا تزال قضية خطف المهندس جوزف صادر عالقة من دون جلاء غموضها، مما استدعى من البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ان يقول امس في عظة الاحد ان غياب صادر quot;امر يدعو الى القلق وان واجب القوى الامنية يقضي بالعثور عليه مهما كلف الامر لئلا تتهم بالتهاون وهذا مضرّ بأمن البلدquot;.