إحياء الذكرى الرابعة لإغتيال الحريري في بيروت
جنبلاط يهاجم سوريا.. وسعد يشدد على الإنتخابات

ذكرى الحريري الرابعة إقتراع كثيف بالأقدام في وسط بيروت

ذكرى اغتيال الحريري: كي مون يدعم البحث عن الحقيقة

أوباما سيراجع سياسته الخارجية ولكن ليس على حساب لبنان

إنتخابات اليوم الواحد تجربة إستثنائية بلبنان

الحريري: لن أشارك بالحكم إذا فازت 8 آذار

لبنان: احتمالات السلام ضعيفة مع نتنياهو

الدوائر المسيحية في لبنان تترقب quot;أم المعاركquot;

سجالات عقيمة تثيرها quot;عاصفة التنصتquot; في لبنان

بيروت، وكالات: هاجم النائب وليد جنبلاط، احد قادة قوى 14 آذار التي تمثلها الاكثرية، بعنف النظام السوري وتوجه بهدوء الى اخصامه السياسيين في الداخل، في كلمته خلال احياء الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري السبت في وسط بيروت. وقال جنبلاط امام مئات الالوف الذين تقاطروا الى بيروت من مناطق عدة quot;اخرجتم نظام الوصاية نظام القهر والحقد والدم اخرجتم جيش نظام الحقد والجهل والدم وفرضتم المحكمة بإصراركم وعنادكمquot; في اشارة الى الجيش السوري والى المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري.

واضاف quot;من موقع الحرص على الوحدة والحوار لا بد من التمييز بين التهدئة والتسوية. نقولها بصراحة لا تسوية على المحكمة وعلى تحديد وترسيم الحدود (مع سوريا)quot;.

وتابع quot;لا تسوية على الطائف (اتفاق الوفاق الوطني بعد الحرب الاهلية 1975-1990) شرط استكمال الطائف بتحرير لبنان من نظام الطوائف ولا تسوية على حصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولةquot;، في اشارة الى سلاح حزب الله الذي يتم بحث مصيره في جلسات حوار برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان.

ومتوجها الى الفرقاء الداخليين، قال الزعيم الدرزي quot;لا عدو لنا في الداخل على الاطلاق وان الحوار فوق كل اعتبار. نحترم شهداءهم ونتمنى ان يحترموا شهداءنا وعدونا الى جانب اسرائيل هو الحقد ومحاولة انظمة الاستبداد قمع التقدم والتطورquot;.

وفي اشارة الى سوريا من دون ان يسميها، قال جنبلاط quot;نصر كدولة وشعب على التهدئة والهدنة مع اسرائيل وغيرنا يحارب عبرنا وعبر غزة وارضه محتلة ويباهي بالتحرير ويفاوض اسرائيل وكأن اهل لبنان وغزة يباعون ويشترون على طاولة المفاوضاتquot;.

الحريري

من جانبه شدد النائب سعد الحريري، احد قادة قوى 14 اذار التي تمثلها الاكثرية، السبت على اهمية الاحتفاظ بالاكثرية في الانتخابات المقبلة في حزيران/يونيو حفاظا على quot;القرار الحرquot; داعيا الى مراقبة عربية ودولية لها.

وذكر سعد بان ثبات انصار قوى 14 اذار في مواقفها حقق قيام المحكمة الدولية وخروج القوات السورية من لبنان عام 2005.وقال quot;أنتم روح 14 آذار أردتم لعهد الهيمنة (سوريا) أن يرحل فرحل وأردتم للمحكمة الدولية ان تقوم فقامتquot;.

وتابع quot;معكم نتقدم نحو 7 حزيران/يونيو (الانتخابات) موعد القرار الحر والصوت الحرquot;.

واعتبر الانتخابات المقبلة quot;محطة مفصليةquot; وقال quot;نتطلع لاجرائها باجواء ديمقراطية تحت رقابة القانون والمراقبة العربية والدوليةquot; مؤكدا ان قوى 14 اذار ستتعامل مع نتائجها quot;باطار القوانين المرعية ووفق الدستور لما فيه خير للدولة واستمرارها وقيامهquot;.

وقال quot;عندما نقول إن استحقاق الانتخابات مصيري فهذا ليس من باب التهويل على أحد والاستنفار الانتخابي للحشدquot;.

واضاف quot;نأتي مجددا الى ساحة الحرية لنقول لرفيق الحريري وكل شهداء انتفاضة الاستقلال المحكمة الدولية على الابواب وقد دقت ساعة الحقيقة، والعدالة ستدق بإذن الله أبواب كل الذين شاركوا في المسلسل الإجرامي بحق لبنانquot;.

واضاف quot;كل مواطن نزل الى هذه الساحة وكل صلاة تليت لأجل لبنان كانت شريكا بتعبيد الطريق الى لاهايquot; مقر المحكمة الدولية الخاصة التي تبدأ اعمالها مطلع الشهر المقبل.

وشدد على اهمية الحوار الداخلي داعيا الى quot;إعلاء لغة الحوار الوطني على أي لغة أخرى تسعى الى استدراج لبنان نحو أي شكل من أشكال العنفquot;.

ولفت الحريري الى ان الوضع الاقتصادي مرتبط بالاستقرار السياسي.

وقال quot;الحروب الأهلية والاسرائيلية والفوضى المسلحة ودعوات العصيان المدني وإقفال المؤسسات العامة (التي نفذتها قوى 8 اذار الممثلة بالاقلية النيابية) كل ذلك له علاقة مباشرة بتفاقم الدين العام وتعطيل النموquot;.

الإحتفال

هذا وغصت ساحة الحرية في وسط بيروت السبت بمئات آلاف المناصرين لقوى 14 آذار المناهضة لسوريا والتي تمثلها الأكثرية النيابية لإحياء الذكرى الرابعة لإغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ويقول عماد موسى (40 عاما) الذي وصل الى ساحة الحرية قادما من شمال لبنان quot;اتينا لنقول ان الشعب اللبناني يريد ان يرتاح ولا يريد الحروبquot;. واضاف quot;نريد ان يتوحد كل اللبنانيين تحت علم واحد هو علم لبنانquot;.

وصل جوزف صالح (19 عاما) الى ساحة الحرية وهو يرفع العلم اللبناني وعلم حزب الكتائب. ويقول صالح quot;انه يوم لكل الشهداء. اتينا لنثبت وجود قوى 14 اذارquot;، مضيفا quot;في النهاية لا يصح الا الصحيح ونحن المنتصرون في الانتخاباتquot; التي سيشهدها لبنان في السابع من حزيران/يونيو المقبل.وسيتكلم في المناسبة ستة خطباء هم: الرئيس أمين الجميل ،النائب سعد الحريري، الدكتور سمير جعجع ،النائب وليد جنبلاط ،النائب باسم السبع ودوري شمعون. وتحيي الفنانة باسكال صقر، قبل بدء الخطباء ،المناسبة بباقة من الأغاني الوطنية، مع فرقة المدينة.

علاوي: الحريري جسّد الاعتدال العربي

الى ذلك لفت رئيس حكومة العراق الاسبق اياد علاوي في كلمة بثت عبر شاشات كبيرة في الساحة، الى التفكير الوطني والقومي لشخصية الحريري عندما ربط المسائل القومية والازمة القومية مع التنمية الاقتصادية في لبنان والوطن العربي وايضا مع دول العالم ومع المجتمع الدوليquot;، معتبرا ان quot;هذه الامور كلها مترابطة ومشاكل العرب لا يمكن ان تحل الا من خلال التعاطي مع هذه المشكلات الرئيسة في المنطقة العربيةquot;. واذ اكد ان اغتيال الحريري هو خسارة كبيرة للعراق وللقادة العرب، اعتبر انه quot;كان يلعب دورا مهما في تقدير وجهات النظر، في طرح موقف الاعتدال العربي وفي الدفاع عن قضايا العرب، وعلى رأسها القضية الفلسطينيةquot;.

وكانت كل أطراف قوى 14 آذار كثفت الدعوات الى أنصارها للمشاركة في التجمع. وانتشرت على كل طرق لبنان لوحات اعلانية ضخمة حملت صور الحريري وتسع شخصيات سياسية واعلامية وامنية قتلت في عمليات اغتيال منذ 2005. وكتب على اللوحات quot;ماتوا لتحيا الدولة... المحكمة الدولية، عدالة للجميعquot;، او quot;انتم الشهداء ونحن الشهود... المحكمة الدولية، عدالة للجميعquot;.

واكد رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي دانيال بلمار في حديث نشر الاربعاء ان ملف القضية سينتقل بعد الاول من آذار/مارس من يد القضاء اللبناني الى المحكمة الدولية في لاهاي.

وتكثفت خلال الساعات الاخيرة، في الذكرى الرابعة للاغتيال، المواقف الدولية الداعمة لكشف قتلة الحريري. وتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس بدعم إجراءات الامم المتحدة لمحاكمة المتهمين بقتل الحريري. وقال ان quot;الولايات المتحدة تدعم تماما المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي ستبدأ اعمالها خلال اسابيع قليلة، لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة الفظيعة والجرائم التي تلتهاquot;.

واعلنت السفيرة الاميركية في لبنان ميشال سيسون الجمعة اثر زيارة تعزية قامت بها لسعد الحريري ان بلادها quot;تعتزم زيادة مساهمتها في تمويل المحكمةquot;. واعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الجمعة ان بلاده تأمل quot;اكثر من اي وقت مضىquot; في مثول قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق امام المحكمة الخاصة من اجل لبنان.

وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون الجمعة ان quot;الذكرى هذه السنة ترتدي اهمية خاصة لان اعمال لجنة التحقيق الدولية المستقلة ستتواصل قريبا تحت اشراف المحكمة الخاصة من اجل لبنانquot;. وعبر الوزير الكندي عن فخر بلاده لترؤس بلمار الكندي الجنسية لجنة التحقيق منذ 2007. وعين بلمار مدعيا عاما في المحكمة.

محققون باغتيال الحريري يزورون سورية

الى ذلك قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن مسؤولين من الأمم المتحدة يحققون في مقتل الحريري بدأوا زيارة جديدة لسورية. وأضافت الوكالة أن مجموعة كبيرة من محققي الأمم المتحدة عبروا الحدود اللبنانية براً إلى داخل الحدود السورية. ولم تعلق السلطات السورية على هذه الأنباء، كما لم تعط الأمم المتحدة أي تفاصيل حول الزيارة.

وكانت تقارير سابقة صادرة عن لجنة تابعة للأمم المتحدة حول اغتيال الحريري أشارت إلى تورط مسؤولين سوريين، لكن دمشق نفت مراراً أي صلة بالحادث الذي وقع عام 2005. ومن المقرر أن تبدأ محكمة تابعة للأمم المتحدة عملها الشهر المقبل لمحاكمة متهمين باغتيال الحريري.

كي مون يدعم البحث عن الحقيقة

بدوره جدد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة تمسك الامم المتحدة بكشف الحقيقة بشأن اغتيال الحريري، وقال في بيان نشره قسمه الصحافي quot;ان هذه الذكرى الحزينة تأتي قبل أسبوعين من بدء عمل المحكمة الخاصة للبنان في الاول من آذار/مارسquot; المقبل. واضاف البيان quot;ان الامين العام يؤكد مجددا دعم الامم المتحدة لجهود المحكمة الخاصة لكشف الحقيقة وجلب المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة امام القضاء ووضع حد لغياب العقوبة في لبنانquot;. وحث بان كي مون ايضا quot;على تنفيذ كافة القرارات الدولية الخاصة بلبنانquot;.

وكان الامين العام قرر نهاية تشرين الثاني/نوفمبر اطلاق عمل المحكمة الخاصة بلبنان في الاول من آذار/مارس في ضاحية لاهاي والتي من المقرر ان تحاكم المتهمين باغتيال رفيق الحريري الذي قتل مع 22 شخصا آخرين في اعتداء بشاحنة مفخخة في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005.