بيروت: تسعى قوى 14 آذار المناهضة لسوريا إلى جمع أكبر حشد شعبي في الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري السبت المقبل مركزة حملة التعبئة على المحكمة الدولية التي تبدأ عملها في الاول من آذار/مارس والانتخابات النيابية القادمة. فقد دعت قيادات قوى 14 آذار التي تمثلها الاكثرية النيابية مساء الاربعاء الى quot;المشاركة الشعبية الواسعةquot; في الذكرى التي جمعت على مدى السنين الثلاث الماضية مئات الوف الاشخاص من المناطق اللبنانية المختلفة.

وقالت في بيان quot;ندعوكم الى التقاطر لاحياء يوم مناصرة العدالة والحريةquot;، مؤكدة ان quot;قضية استشهاد الحريري حية وتبقى رمزا لقوة لبنان في مواجهة الارهابquot; لافتة الى ان بدء عمل المحكمة الدولية في اول اذار/مارس المقبل quot;يضع المجرمين على قاب قوسين او ادنى من الاتهامquot;. واعلن القاضي دانيال بلمار، المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمكلفة النظر في اغتيال الحريري الاربعاء ان الملف سينتقل بعد الاول من اذار/مارس من يد القضاء اللبناني الى المحكمة الدولية في لاهاي، وكذلك الموقوفون وذلك في مهلة اقصاها شهرين.

وتتهم الاكثرية في لبنان دمشق بالوقوف وراء اغتيال الحريري، الامر الذي تنفيه سوريا بشدة. وبدا واضحا ان قوى 14 اذار تسعى الى جمع اكبر حشد شعبي ممكن يوم السبت لتؤكد مجددا قوتها قبل الانتخابات المقررة في حزيران/يونيو وذلك في مواجهة قوى 8 اذار التي تمثلها الاقلية النيابية وتتمتع بدعم دمشق وطهران. ودعا النائب سعد الحريري، نجل رفيق الحريري واحد ابرز اقطاب الاكثرية، انصاره الى quot;المشاركة بكثافةquot; في ذكرى 14 شباط/فبراير في ساحة الشهداء في وسط العاصمة.

وقال خلال لقاءات شعبية ان quot;قوى 14 آذار ستخوض الانتخابات النيابية تحت شعار مشروع الدولة ولبنان اولا، وهو الشعار الذي استشهد الرئيس رفيق الحريري من اجله، وما نزال نواجه العديد من الصعوبات لاستكمال تحقيقهquot;. واكد ان التنوع بين اللبنانيين quot;سيتجلى مرة جديدة في الرابع عشر من شباط/فبرايرquot;، في اشارة الى تنوع الاحزاب والطوائف داخل قوى 14 آذار.
وفي اطار التعبئة يعقد الحريري لقاءات يومية مع ممثلين لمختلف المناطق، وتتكثف الدعوات من الاحزاب والشخصيات في قوى 14 آذار للمشاركة في الذكرى السبت.

وفي اطار دعوته اهالي منطقة عكار في شمال لبنان الى المشاركة، لفت النائب عزام دندشي (من تيار المستقبل الذي يرئسه الحريري) الى ان quot;الانتخابات المقبلة هي من اخطر الانتخاباتquot;.
واعتبر ان الانتخابات quot;ستكون بارادتكم نقطة تحول وسدا منيعا في وجه كل المخططات العبثية التي يحاول بعضهم في لبنان تمريرهاquot;. واعلن الحريري في حديث نشر الخميس انه لن يشارك في الحكومة في حال فوز قوى 8 آذار في الانتخابات النيابية المقبلة.

وقال مفتي جبل لبنان للطائفة السنية الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح ان المشاركة الشعبية السبت هي quot;استفتاء لمن هو الى جانب لبنان في وقت يبيعه بعضهم الى سوريا وايرانquot;. في هذا الوقت، تبث محطتا تلفزيون quot;المستقبلquot; الناطقة باسم تيار المستقبل كليبات تذكر بالاغتيالات التي حصلت في لبنان بين 2005 و2008، وباحياء ذكرى 14 شباط/فبراير في السنوات السابقة.

وافاد منظمو تجمع السبت انه تم وضع مئة الف كرسي في وسط بيروت قرب ضريح الحريري. واعلنت رئاسة مجلس الوزراء اقفالا عاما في ذكرى اغتيال الحريري كما في كل سنة، ما يفسح المجال امام مشاركة اوسع. وانتقد النائب ميشال عون، زعيم التيار الوطني الحر (معارضة)، بشدة هذا الاقفال باعتباره quot;تجاوزا للبروتوكول والتقاليد اللبنانية عند كل الطوائفquot;. واعتبر quot;ان استشهاد الرئيس الحريري فقد معناهquot;. وقال quot;منذ العام 2005 تم تحويله الى مدخول انتخابي وقد قبض ثمنهquot;، في اشارة الى انتخابات 2005 التي انتجت الاكثرية النيابية الحالية.

وتزامن احياء ذكرى 14 شباط/فبراير العام الماضي مع اعتصام استمر نحو عام ونصف ونفذته المعارضة في وسط بيروت في ساحة قريبة من ساحة الشهداء، ومع تشييع حزب الله عماد مغنية، احد ابرز قيادييه الذي اغتيل في دمشق في 12 شباط/فبراير 2008. ودعا حزب الله الى احياء ذكرى مغنية في احتفال حاشد الاثنين المقبل في الضاحية الجنوبية لبيروت. واغتيل الحريري في 14 شباط/فبراير عام 2005 بعملية تفجير اصيب فيها النائب باسل فليحان بجروح بالغة ثم توفي بعد اشهر. وقتل في العملية ايضا 22 شخصا آخرين.

وبعد الحريري تم اغتيال الاعلامي والسياسي سمير قصير، والسياسي جورج حاوي، والنائب والاعلامي جبران تويني، والنائب والوزير بيار الجميل، والنائب وليد عيدو، والنائب انطوان غانم، وكلها شخصيات مناهضة لسوريا. كما تم اغتيال رئيس غرفة العمليات في الجيش اللواء فرانسوا الحاج ورئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي الرائد وسام عيد.