توقع باستمرار مسلسل كشف شبكات التجسس
حب الله لـ quot;إيلافquot;: الإسرائيليون يحضرون لحرب جديدة على لبنان

حب الله لإيلاف: التهدئة من مصلحة مصر

علي حلاوي من بيروت: أخذ منحى كشف الشبكات التجسسية التابعة للموساد الاسرائيلي بعدًا آخر غير ذلك الذي اعتاد اللبنانيون على سماعه بعد كشف اي شبكة سواء كانت في الجنوب او بيروت. شكل دهم القوى الامنية لمنزل رئيس بلدية سعدنايل زياد الحمصي، المنتمي إلى تيار المستقبل واعتقاله بتهمة التجسس لصالح اسرائيل حجر الزواية لمرحلة متقدمة من عمل الاجهزة الامنية، مع العلم بأن الانتماء السياسي للحمصي ادى الى ما آلت اليه الامور من عمليات احتجاج من قبل ابناء بلدته، وذلك بقطع الطريق الدولية بالاطارات المشتعلة والتهديد بنصب الخيم على الطريق ذاته، وذلك لحساسية المنطقة التي عرفت اضطرابات امنية في فترة سابقة في كل من سعدنايل وتعلبايا. ووفقًا للتقارير الصحافية تم العثور في منزل الحمصي على اجهزة اسرائيلية تقنية متطورة وشبكة اتصالات موصولة بالاقمار الصناعية.

تأتي شبكة الحمصي بعد ان اسفر التعاون المشترك بين فرع المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي وبين جهاز امن المقاومة التابع لحزب الله وبالتنسيق المتواصل مع جهاز المخابرات في الجيش اللبناني، عن كشف المزيد من الخلايا الاستخبارية، كان آخرها في بلدة رميش، جنوب لبنان، وما سبقها من ملاحقة واعتقال اكثر من 25 شخصًا بتهمة التعامل مع اسرائيل بدءًا من عيترون، عين ابل، السلطانية، بنت جبيل، قانا، مرورًا بشبكات منطقة النبطية وصولاً الى الغازية وغيرها وهذا ما يرفع عدد الشبكات المكتشفة منذ شبكة الاخوين الجراح في ايلول 2008 حتى الان الى 15 شبكة. وبحسب محللين ومتابعين للنشاط الاستخباري الاسرائيلي في لبنان يشير هؤلاء الى ان تلك الشبكات نشطت بشكل لافت بعد حرب تموز 2006 وذلك في محاولة اسرائيلية لاعادة بناء بنك المعلومات لديها عن نشاط حزب الله بعدما اكتشفت خلال الحرب انها لا تملك الكثير من المعلومات عنه.

إضافة إلى ذلك ادركت إسرائيل ان ما تحوزه من أهداف جرى استنزافه خلال الحرب وهو ما يفرض تجديد المخزون الاستخباري لديها وتزويدها بأهداف جديدة تحدد من خلالها نشاط الحزب الميداني ومراقبة قياداته ومسؤوليه مباشرة على الارض ولحظة بلحظة عبر عملاء مقربين من تلك الشخصيات مثلما الذي حصل مع شبكة مروان فقيه الذي تم توقيفه في شباط الماضي.

وفي موازاة الحديث عن الشبكات، يوضح العميد المتقاعد أحمد علوه لـ quot; ايلاف quot; ان القاسم المشترك بين اغلب هذه الشبكات انها ركزت عملها في منطقة شمالي نهر الليطاني، وهي المنطقة التي لا تخضع بموجب القرار الدولي 1701 لاي مراقبة دولية من قبل قوات اليونيفيلquot;. وبالتالي من الطبيعي ان يكون هناك استنتاجًا منطقيًا لدى اسرائيل بأن حزب الله قد ركز نشاطه منذ آب 2006 في تلك المنطقة وذلك لتعذر عليه امكانية الحركة والانتشار العسكري واستقدام التعزيزات في جنوب الليطاني نتيجة المراقبة اللاصيقة للقوات الدولية. وعليه فإن اسرائيل فعلت من عمل شبكاتها في شمالي الليطاني مما ادى الى استنفارها.

يضيف علوه quot; بأنه وحسب العرف الاستخباري فإن اي استنفار لاكثر من شبكة فذلك يمكن ان يؤدي في حال وجود مراقبة ورصد لها الى كشفها وهو ما يحصل، اما السبب الثاني فهو ارتفاع درجة التنسيق والتعاون بين الاجهزة الامنية الرسمية وجهاز امن المقاومة مما يساعد على تتبع عملها وبعد ذلك الوصول الى الخيوط التي تفضي الى كشفهاquot;.

يبرز في هذا المجال ما اعلن عنه مسؤول في فرع المعلومات في وقت سابق quot; من ان الفرع توصل قبل اكثر من عام ونصف الى تحديد الداتا او الشيفرة والرمز السري الذي يستخدمه افراد الشبكات اثناء تواصلهم مع الداخل الاسرائيلي، بأن هذه الداتا تم التأكد منها بعد ذلك من خلال اعترافات من تم اعتقالهمquot;. فيما نقل مصدر آخر في الفرع quot; الى ان اكثر من 60 مشتبهاً بهم يجري مراقبتهم الى حين التاكد من نشاطهم واتصالهم بأسرائيلquot; متوقعاً quot; تواصل مسلسل كشف الشبكات في الايام والشهور القادمة وبوتيرة مرتفعةquot;.

حب الله

وفي قراءته للجانب السياسي لذلك الانهيار المتسارع لشبكات التجسس الاسرائيلية، اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب عن حزب الله حسن حب الله خلال تصريحه لـquot;ايلافquot; ان كشف شبكات التجسس يشير بوضوح الى ان الاسرائيليين يخططون لشن حرب جديدة على لبنان، وهو غير آبهين لا بالقرارات الدولية ولا بهيئات الامم المتحدة التي هي مدعوة في هذا الوقت الى التحرك لادانة اسرائيل ووضع حد لخروقاتها المستمرة للاراضي والسيادة اللبنانيةquot;.

ورأى حب الله quot; ان اكتشاف تلك الشبكات والمزيد منها في المستقبل هي بمثابة دليل واضح على انه لا يمكن الوثوق بأسرائيل التي تحاول مراراً الاشارة الى ان مشكلتها ليست مع لبنان بل مع فريق من اللبنانيين يؤمن بشعار المقاومة والتصدي لمؤامراتها، وهي بهذا الخطاب تخطط لزرع فتنة بين اللبنانيينquot;. مشدداً quot;على ان موضوع الشبكات يجب ان يشكل حافزاً امام اللبنانيين جميعاً كي يعملوا على تعزيز التعاون بين المقاومة الشعبية والمؤسسة العسكرية الرسمية بما فيها فرع المعلوماتquot;، طالباً من جميع الاطراف اللبنانيين quot; الوقوف مع مشروع المقاومة الحامي والمدافع عن وحدة لبنان وارضه وسيادتهquot;.

ووجد حب الله في المناورة الاسرائيلية الضخمة والمقررة في اواخر شهر ايار ومن قبلها شبكاته التجسسية بأنها تهدف الى تخريب الوضع اللبناني وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية ونسف قواعد اتفاق الدوحة الذي ادى الى استقرار وتهدئة الوضع الداخلي، وإلا لماذا اختارت اسرائيل هذا التوقيت بالتحديد لتجري مناورتها العسكرية على الحدود اللبنانيةquot;.