بيروت: نقلت صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; عن مسؤول أمني رفيع المستوى قوله أن شبكات التجسس التي يجري تفكيكها لم تولد بعد حرب تموز عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، بل كانت موجودة قبل ذلك، وهي أمدت إسرائيل بمعلومات خلال فترة الحرب ساعدتها على تحقيق إصابات دقيقة ضد حزب الله.
ومع بدء الكشف عن الشبكات وتكشف رغبة الكثيرين منهم بتحقيق الثراء السريع، توضحت أمور كثيرة بالنسبة لسكان القرى التي ينتمي إليها هؤلاء العملاء الذين ألقي القبض عليهم. ففي بلدة الغازية، التي تقع جنوب مدينة صيدا في الجنوب اللبناني، حيث ألقي القبض أول من أمس على شقيقين من آل شهاب، وفاطمة قنديل، زوجة أحدهما، تحدث السكان عن quot;مظاهر ثراء سريع لاحظوها بعد حرب تموز، بدت على هؤلاء الأشخاصquot;.
وقال حسن، أحد أبناء الغازية لـquot;الشرق الأوسطquot;، إن الأخوين شهاب يقيمان في البلدة منذ أكثر من 20 عاما، وقد اشتريا أرضا وبنيا منزلهما عليها، أما فاطمة قنديل فمولودة في الغازية بعدما قدمت عائلتها منذ زمن نتيجة مصاهرة مع عائلة من البلدة. ولذلك لم يكن السكان يشكون بالأخوين شهاب ولا بقنديل، ولكن حسن أشار إلى أن أهالي القرية كانوا يلاحظون أن quot;الستائر الخارجية لشرفات منزلهما مسدلة دائما، ولم يكن يستطيع العابرون رؤية ما يدور داخل المنزل كما هي الأحوال في القرى، حيث تجتمع العائلة مع ضيوفها على الشرفة، لا سيما في الصيفquot;.
وأشار إلى quot;أن العلاقة بين الأخوين شهاب مع أهالي القرية لم تكن عائلية بأي شكل من الأشكال، وكانت تقتصر على أصحاب المتاجر الذين يوزعون عليهم السكاكرquot;. وتذكّر حسن القصف المركّز الذي نفذته الطائرات الإسرائيلية على بلدته خلال حرب تموز، وقتل خلاله الكثيرون. وقال: quot;سقط بنتيجة القصف 8 أشخاص من عائلة واحدة، كما سقط أشخاص آخرون معروفون بقربهم من حزب الله. واستهدف القصف موكب تشييع للذين قتلوا بعد تسريب أخبار عن وجود مسؤولين من الحزب في التشييع.
آنذاك كثر الحديث عن عملاء يرشدون العدو إلى كل تحرك لأفراد حزب الله في البلدة ومحيطها عبر إرسالهم إشارات ضوئية لمحها بعض السكان ليلا، لكن الملاحظة المثيرة للجدل كانت بقاء الأخوين شهاب في المنزل على الرغم من القصف الذي استهدف محيط سكنهما واستثنى منزلهما بشكل مريبquot;. الصورة بدأت تتضح أكثر بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي. قال حسن: quot;فجأة تغيرت أحوال الأخوين شهاب، اشتريا قطعة أرض وبدآ تجارة الحديد، استبدلا سيارتهما المتواضعة بسيارات فاخرة... مظاهر الثراء بدت نافرة، لكن لم نفكر أن للأمر علاقة بالتجسس لحساب إسرائيل، فقد حسبنا أن أحد الأخوين الذي كان دائم السفر هو البارع في التجارة ومصدر الثراء الهابط. وكما في كل القرى بدأت الأقاويل بشأن هذا الأمر، لكن لا شيء أكثر. أما اليوم فقد علمنا أنهما كانا خلف الإشارات التي تسهل على الطائرات قصف المواقع التي تمركز فيها شباب الحزبquot;.
التعليقات