مصدر أمني لبنانيتحدث لـ quot;إيلافquot; بنشوة انتصار استخباراتية :
موسم تساقط شبكات التجسس الإسرائيلية

هيثم الخوند من بيروت: لا يمر يوم في لبنان منذ أيام ، من دون أن يفيق اللبناني أو ينام على خبر تفكيك شبكة تجسس اسرائيلية واعتقال أفرادها، حتى يكاد يصبح الأمر من مسلمات الحياة اليومية لهذا الشعب الذي اعتاد المفاجآت فأصبحت بمثابة خبزه اليومي. تفكيك الشبكات التي أصبح عددها يناهز الست خلال الاسابيع الماضية بدأت وتيرته قبل نحو شهرين، عندما ضج الإعلام اللبناني بقصة خديعة تعرض لها quot;حزب اللهquot; من أحد القريبين منه، المدعو مروان فقيه الذي ألقي القبض عليه لاحقا على يد عناصر الحزب قبل ان يسلم إلى مخابرات الجيش، لتبدأ معه مرحلة انكشاف كبيرة تعرضت لها الخلايا اللبنانية المرتبطة بالموساد وتكر سبحة التوقيفات. غير أن معلومات أمنية أخرى تحدثت لـ quot;ايلافquot; عن اختراق مخابراتي أقدم من ذلك المتعلق بالفقيه، وتكتمت كلياً على التفاصيل.

إلا أن الاكيد أن لمروان الفقيه الدور الاكبر والاوضح في ما يجري هذه الايام من quot;إنجازاتquot; امنية. وكشف لـ quot;ايلافquot; مصدر امني رفيع في quot;فرع المعلوماتquot; في قوى الامن الداخلي، أن quot;التقييم الأولي لقضية فقيه اظهر تورطا كاملا له مع الموساد، وأن كلامه خلال الاستجواب قليل، وهناك عمل أمني على مجموعات اخرىquot;. واشار إلى ان الفقيه حقق خرقا خطرا داخل quot;حزب اللهquot; لا يمكن تقديره حاليا وان الحزب اتخذ اجراءات لإفشال أي استثمار للمعلومات التي حصل عليها الموساد عبر عميلها فقيهquot;.
وأورد المصدر لـquot;ايلاف أن مروان فقيه quot;ارتبط بشخص في فرنسا كان يرسل إليه سيارات رباعية الدفع، وقدم فقيه حوافز إلى كوادر في quot;حزب الله quot; كي يشتروا سيارات منه بأسعار مخفضة، وكانت البداية مع عدد قليل من الكوادر قبل أن يتوسع في علاقاته ليصبح معتمدا من الحزب في تزويده السياراتquot;.

وأضاف: quot;ما أدى إلى كشف عميل الموساد مروان فقيه هو تعطل إحدى السيارات وخلال قيام التقنيين بتصليح العطل الكهربائي اكتشفوا أن سببه جسم غريب لا علاقة له بأجهزة السيارة، وبعد تردد التقني في الإبلاغ عن الأمر أخبر صاحب السيارة وهو من كوادر quot;حزب اللهquot;، فأبلغ بدوره قيادة الحزب . وكي يتأكدوا أن الموضوع ليس فرديا، طلبوا من فقيه تزويدهم ثلاث سيارات جديدة وفور تسلمهم لهذه السيارات عمدوا إلى الكشف الدقيق عليها فاكتشفوا أنها مزودة بعيون إلكترونية متصلة باقمار تجسس اسرائيلية لرصد تحركات هذه السيارات وبالتالي عناصر الحزبquot;.


وانطلاقا من هذه المعلومات تحركت القوى الامنية اللبنانية عبر كل من مخابرات الجيش وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي سريعا وشنتا حملة واسعة اسفرت حتى تاريخ كتابة هذا التحقيق عن اعتقال ما يزيد على اربعين متورطاً مرتبطين بست شبكات اسرائيلية.

فبعد الفقيه، فوجئ اللبنانيون بخبر اعتقال العميد المتقاعد في الأمن العام اديب العلم وزوجته حياة الصالومي وابن شقيقه جوزف العلم في بلدة رميش الحدودية. ووصف العميد العلم بانه رأس شبكات التجسس في لبنان منذ عام 1984 وانه بحكم عمله الرفيع في الامن العام استطاع تمرير قسم كبير من ارشيف الدولة إلى اسرائيل عبر العميل الفار إلى الدولة العبرية نقولا حبيب الذي كان يتردد إلى اوروبا للقاء زوجة العلمquot;. ووصف المصدر الامني العميد العلم quot;بانه من أكبر الرؤوس التي تم اكتشافها واخطرها، وان عمله مع الاسرائيليين تخطى حدود الاستطلاع وارسال المعلوماتquot; من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل.

ومع بدء انكشاف حلقة خلايا التجسس الاسرائيلية، كانت الدولة تتحرك بحزم اكبر. فالايام الاخيرة كشفت مجموعة خلايا صغيرة نسبيا، مؤلفة من عنصرين او ثلاثة كحد اقصى، كما هي عادة عمل الموساد في الخارج فكانت خلية ابراهيم عوض، ابن عم عبد الرحمن العوض وهو خليفة زعيمة تنظيم quot;فتح الاسلامquot; شاكر العبسي.

وفي برج البراجنة، تمكنت القوى الامنية من اعتقال شخصين هما عنصران في احد الاجهزة الامنية الرسمية بالتهمة ذاتها. أما آخر العنقود فكان خبر اعتقال شقيقين وزوجة احدهما في بلدة الغازية جنوب مدينة صيدا للاشتباه بتجسسهم لمصلحة اسرائيل، بالاضافة إلى اعتقال شقيقين آخرين هما حسين وشوقي عباس في بنت جبيل. واعترف الموقوفون خلال التحقيقات الأولية بعلاقتهم بزوجة الموقوف أديب العلم حياة الصالومي، وإجرائهم مسحاً لمواقع ldquo;حزب اللهrdquo; في الغازية وتسليم التقارير إلى الصالومي مباشرة.

وكشفت مصادر أمنية لـ quot;ايلاف أن كشف الشبكات يكمن أهميته في فك شفرة الأساليب المتشابهة التي تتبعها في الرصد والمراقبة، وساعد في ذلك وجود اثني عشر خطاً خلوياً أجنبياً بينها خط بريطاني مع المعتقلين، الأمر الذي سهّل ضبط الاتصالات وتحليلها وكشف هذه الشبكات. وتوقعت المصادر أن يؤدي توقيف هذه الشبكات إلى تفكيك quot;بنك الأهدافquot; الإسرائيلي وإبطال مفعوله من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ما يجعل الدولة العبرية تعيد النظر في أسلوب بناء شبكاتها.

ويقول الخبير العسكري، العميد المتقاعد الياس حنا لـ quot;إيلافquot; إن التطور المتمثل بكشف هذه الشبكات يعني أن أي عمل عدواني ضد لبنان مستبعد حالياً ما دام بنك الأهداف الإسرائيلية أصبح فارغاً. . ويكمل حنا أن quot;اختراق حزب الله صعب جداً، فهو تنظيم سري تحت الأرضquot;. ويعتبر أن quot;إسرائيل تحاول جمع معلومات تكتيكية عن الحزب، عن توزع القادة والصواريخ والاتصالات، وبالتالي فإن شخصاً مقيماً في الجنوب حيث يتمتع الحزب بنفوذ واسع ومندمج في المجتمع الجنوبي قد يكون قادراً على جمع مثل هذه المعلوماتquot;. ويلفت إلى أن الحزب الذي quot;يملك ترسانة واسعة من السلاح والصواريخ يساهم بفاعلية في كشف الخلايا عبر جهازه الأمني المتطور جداquot;.