أقطاب الحوار لم يتفقوا إلا على إمرار الإستحقاق بهدوء
كل شيء في لبنان مؤجل إلى ما بعد الإنتخابات

إيلي الحاج من بيروت: يحمل الموعد الذي اتفق عليه أركان الأحزاب والطوائف في لبنان للعودة إلى الإجتماع حول طاولة الحوار الوطني في جلسة سابعة خلال عهد الرئيس ميشال سليمان رمزية خاصة، لأنه يقع قبل ستة أيام من موعد إجراء الإنتخابات النيابية التي يعوّل بعض الأطراف على كونها quot; حاسمة ومصيرية quot; في تحديد مسار سياسة لبنان واتجاهاته المستقبلية. ويعود إلى الزعماء فرسان طاولة الحوار أن يهدئوا شوارعهم لتعبر الإنتخابات على خير بمساندة القوى الأمنية، لا سيما أن الإنتخابات ستجري في يوم واحد في كل لبنان. وهم اتفقوا في جلستهم على استمرار الحوار لاستكمال البحث في موضوع الاستراتيجية الوطنية الدفاعية الا ان الموضوع الاساسي خلال مناقشاتهم كان الإنتخابات النيابية وأهمية توفير الأجواء المناسبة ليتم الإستحقاق بهدوء. وكان الأقطاب أنفسهم قبل ساعات يتبادلون التهم والانتقادات والحملات الإسياسية والإعلامية الشديدة .

وسجلت جملة احاديث جانبية بين رئيس كتلة quot;حزب اللهquot; النائب محمد رعد ورئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط، وكذلك بين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائب رعد . وعقد لقاء موسع ضم رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب الجنرال ميشال عون ورعد وجنبلاط ، كما خلوة بين بري وجنبلاط. ولفتت المصافحة بين النائب ميشال المر والجنرال عون وحديث بين عون ورئيس حزب quot;القوات اللبنانية quot;سمير جعجع.

جلسة الحوار منعقدة برئاسة سليمان

وأحاط تكتم مضمون خلوة جمعت الرئيس سليمان والجنرال عون ، وسرت تكهنات في بيروت بأنها تناولت في جانب منها الوضع الانتخابي باعتبار ان عون معني مباشرة بالمعركة الانتخابية في جبيل، منطقة الرئيس حيث يترشح عدد ممن يلتزمون توجيهاته إذا أراد توجيههم، علما ان طبيعة التحالفات في جبيل لم تتبلور بعد بفعل تداخل المعطيات وترابطها مع مناطق اخرى.
ونقل عن الرئيس بري قوله ان الايجابية التي حققها لقاء الحوار الوطني تكمن في استمرار انعقاد جلساته رغم عدم خروجه بنتائج عملية، حتى يصح فيه القول quot;اننا اتفقنا على الا نتفقquot;. ولفت بري الى ان الامور كافة باتت في حكم المؤجلة الى ما بعد الانتخابات النيابية.

وفور انتهاء الجلسة اليوم توجه الرئيس امين الجميل يرافقه النائب المر الى بيت الكتائب المركزي في الصيفي حيث بحثا في اجواء الحوار والوضع الانتخابي المتني.

وقد بدأت وفود المراقبين الدوليين بالوصول تباعا الى لبنان للشروع في المهمة الموكلة اليها وتأمين الغطاء الشرعي الدولي للعملية برمتها لاسيما بعدما ابدى افرقاء في الغالبية تخوفا من تشويه بعض من يمتلكون السلاح في الداخل النتائج التي قد تخرج بها الانتخابات، وابلغوا تخوفهم هذا الى وزير الداخلية زياد بارود وعدد من المسؤولين، علما ان بارود أصر من اللحظة الاولى على مواكبة الانتخابات باقصى التدابير الكفيلة بابعادها عن اي خلل وهو اعلن مرارا ان المهم هو الاعتراف بنتائجها. وشكل غرفة عمليات في مبنى الهيئة المشرفة على الانتخابات في الوزارة ترتبط مباشرة بكل المخافر واقلام الاقتراع لمتابعة العملية الإنتخابية لحظة بلحظة . وتضم الغرفة ممثلين للجيش وقوى الأمن بأجهزتها كافة واداريين، وتبدأ عملها مطلع أيار/ مايو.