باريس: إستغرب السفير السابق جوني عبدو تصريحات الرئيس عمر كرامي والوزير الأسبق سليمان فرنجية الأخيرة حول رئيس الهيئة التنفيذية في quot;القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع، فذكّر بأن كرامي ترأس حكومة كان جعجع وزيرًا فيها، وقد ضمت إلى جانبه الوزير فرنجية، وقال عبدو: quot;إقرأوا صحيفة الوطن السورية تعرفوا أن المصالحة مع جعجع ممنوعةquot;. ورأى عبدو أن quot;البطريرك ما نصر الله بطرس صفير رجلٌ ذكي وهو يعلم أن المصالحة المسيحية أمرٌ صعب جدًا بسبب ارتباطها بقرار سوري، فالسوريون يرون في سمير جعجع quot;قصة كبيرةquot; لا يريدون له أن يكسب المزيد من القوة على الساحة المسيحيةquot;، معتبرًا أن الرابطة المارونية تفتقر إلى الخبرة السياسية. وقال: quot;حبّذا لو لم يتم الحديث عن المصالحة المسيحية لأن عدم اتمامها سيفتح باباً خطيرًا من التوتر قد يصل إلى حد الاغتيالات، خصوصًا أن تلفيق التهم في اغتيالات جديدة في حال حصلت أمر جاهزquot;.

واعتبر عبدو أن quot;العماد ميشال عون يدرك أن خياراته سوف تخسره في الانتخابات النيابية، ولذا فهو يعمل على تخيير المسيحيين بينه وبين صورة جعجع الميليشيويquot;، وتابع عبدو: quot;من هنا على قوى 14 آذار أن تخوض الانتخابات وفق برنامج وطني واضح لا عبر التذكير بماضي هذا أو ذلكquot;.

عبدو، وفي حديث إلى quot;المؤسسة اللبنانية للإرسالquot; ضمن برنامج quot;بكل جرأةquot;، رأى أن quot;الانتخابات النيابية المقبلة ستكون الحد الفاصل بين من يريد العودة إلى عهد إميل لحود أو من لا يريد العودة إلى ذاك العهدquot;، وأضاف: quot;إن كان هناك تهدئة في لبنان، فهذا لا يعني أنه ممنوع الحديث عن السلاح او عن رفض عودة الهيمنة السورية، فجو التهدئة المطلوب يجب أن لا يمنع التعبير عن وجهات النظر المختلفةquot;، واعتبر ان لقاء السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري quot;خطوة إيجابية لكنها تنتظر الحصول على تطمينات جدية حول عدم استعمال السلاح مجددًا في الداخلquot;. هذا واستغرب عبدو حملة الانتقادات لزيارة رئيس تكتل quot;التغيير والاصلاحquot; النائب ميشال عون الى ايران، قائلاً: quot;عون من الأساس ضمن المحور الايراني-السوري، فلماذا انتقدناه عندما أثبت ذلك؟quot;.

وأكد عبدو أن كلامه عن الزلزال الذي ستحدثه المحكمة الدولية ليس بجديد، وأشار إلى أن quot;المحكمة الدولية بصدد التشكل قريبًا وبسرعة، وهذا ما يدل على توصل لجنة التحقيق الدولية إلى نتائج ما، وإلا فلماذا الإسراع في تشكيل المحكمة؟quot;. وسأل عبدو: quot;لماذا الخوف من المحكمة لدى البعض في حال عدم تورطهم في جرائم الاغتيال؟quot;، ولفت إلى ان quot;عدد الذين شاركوا في تنفيذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري قد يبلغ الثلاثين شخصًا، وأن هناك أشخاصًا لم يشاركوا في الجريمة بل يكتمون معلومات، وهؤلاء سيتم استدعائهم إلى المحكمةquot;. وشدد على انه quot;لا يقصد استهداف اللواء جميل السيد، لكن الصورة التي خلقها السيد لنفسه خلال فترة حكم الرئيس لحود بأنه العارف بكل شيء، تدفع إلى الاستنتاج أنه كان على علم بجريمة اغتيال الحريريquot;، مشيرًا إلى أنه من غير المسموح للضباط الموقوفين الادلاء بتصريحات من داخل السجن والتهجم على القضاء. وإذ رفض الرد على تصريحات للرئيس السابق إميل لحود، اعتبر عبدو أن لحود أصبح من الماضي المشؤوم.

وجدد عبدو التأكيد على أن quot;طبخة المحكمةquot; قد استوت، لكنه رأى ان quot;القاضي دانيال بلمار هو الذي يقرر طريقة الكشف عن الزلزال الذي ستسببه والذي سيصل بالتأكيد إلى قوة 7 درجاتquot;، مشيرًا إلى أن quot;المهم هو الوصول إلى الحقيقة التي ستبقى على الرغم من أن النتائج ستسيّس حتمًاquot;. ولفت عبدو إلى أن quot;المشكلة التي واجهها القتلة تمثلت في استمرار قيادات 14 آذار على نهجها بعد سلسلة الاغتيالات وعدم خوفهمquot;.

وبشأن صلاحيات نائب رئيس الحكومة، أشار عبدو إلى أن الرئيس امين الجميل شكّل حكومة لم يكن فيها منصب نائب رئيس، في حين أن الرئيس سليمان فرنجية شكل حكومة كان كميل شمعون هو نائب الرئيس فيها، واستدل بذلك على أنه لا يوجد عُرف محدد بشأن هذا المنصب، وقال: quot;في حال كان العماد عون متأكدًا من فوزه بالأكثرية في الانتخابات المقبلة، فلماذا يخضّ البلد الآن بشأن هذه الصلاحيات بينما بإمكانه انتظار الانتخابات وإعطاء نائب رئيس الحكومة الصلاحيات التي يريد عبر الأكثرية التي يدّعي أنه سيفوز بها، إلا إن كان عون غير واثق فعلاً من نيله هذه الأكثرية في الانتخابات النيابية المقبلة، لذا فهو يطالب بالصلاحيات قبل الانتخاباتquot;. من جهة أخرى، نقل عبدو معلومات عن أن الرئيس نبيه بري يعتبر ان الشيعة في جبيل ليسوا quot;غيتوquot;، وأنه يرى ان النائب الشيعي في هذه المنطقة ليس بالضرورة أن يكون من quot;حزب اللهquot; أو quot;حركة أملquot;، متمنيًا أن تكون هذه المعلومات صحيحة.

وتمنى عبدو أن يتم اقامة وحدة تابعة لاستخبارات الجيش في السفارة اللبنانية المزمع فتحها في سوريا، مؤكدًا أن quot;الأهمية لا تكمن في معرفة اسم السوري العتيد في لبنان، بل معرفة من هو الملحق الأمني الذي سيكون في هذه السفارةquot;، وأعرب عبدو عن خشيته أن يكون التنسيق الأمني الجديد مع سوريا هو غطاء لفرض القرار الأمني من سوريا على لبنان، مشككًا في خبر توقيف الخلية الإرهابية في الشمال، كاشفًا عن معلومات لديه عن موقوف يدعى الهنداوي، هو الذي اعترف عن عبد الغني جوهر، وأن جوهر فرّ إلى سوريا، وقال: quot;الهنداوي عرّف جوهر على الاستخبارات السورية، ثم طلبت منه الاستخبارات السورية ان يتوقف عن التعاطي مع جوهر الذي تحول إلى العمل المباشر معهم، وهذه الخلية هي المسؤولة عن محاولة اغتيال العماد جان قهوجي في الشمالquot;، وكشف أيضًا ان quot;ضباطًا سوريين كانوا يلتحون وينتحلون صفة مشايخ دين يعلمون الأصولية، فبؤر الإرهاب والأصولية موجودة في سوريا بأضعاف ما هي موجودة في لبنان أو حتى في السعوديةquot;.

وإذ استنكر عبدو الغارة الأميركية على سوريا، قال: quot;لفتني كلام وزير الخارجية وليد المعلم بأن سوريا سترد في حال تكرر الاعتداءquot;، وسأل: quot;لكن ألم يدرك المعلم أن هذه ليست المرة الأولى؟ ولماذا اكتفت سوريا بتوجيه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ولم تتقدم بشكوى إلى مجلس الأمنquot;؟.