مبادرة السلام وآلية حل الخلافات ستستأثران بجزء مهم من القمة العربية
لبنان سيبلّغ العرب بتطبيق quot;إتفاق الدوحةquot; باستثناء الإنتخابات
وسيطلع الرئيس اللبناني القادة العرب على تطبيق معظم بنود quot;اتفاق الدوحةquot; في شأن لبنان، باستثناء بند الانتخابات النيابية التي ستحصل في يوم واحد 7 حزيران/ يونيو المقبل مع تسجيل خرق اعلامي- سياسي من حين إلى آخر، من خلال السجالات الحادة بين بعض الأقطاب والزعماء ، لكن ذلك يمكن تصنيفه بأنه quot;طبيعيquot; مع اقتراب موعد إجراء الإنتخابات. وفي الإجمال، أعاد الاتفاق الهدوء وممارسة الحياة البرلمانية والعمل الحكومي باستثناء حوادث امنية من خطف واغتيال ومحاولات اغتيال تسعى القوى الامنية المختصة الى معالجتها وكشف مرتكبيها، اضافة الى تبليغ القمة ايضًا انطلاق quot;المحكمة الخاصة الدوليةquot; التي ستحاكم قتلة الرئيس رفيق الحريري في هولندا بدءًا من الاول من الشهر الجاري.
ويترأس سليمان إلى الدوحة وفدًا يضم عددًا من الوزراء بعدما أطلع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على مضمون كلمته، وينضم إلى الوفد في قطر الوفد الديبلوماسي الذي شارك على مدى يومين في اجتماعات كبار الموظفين. وكان وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ قدشارك الاجتماع التشاوري الذي عقد في فندق quot;شيراتون الدوحةquot; لمناقشة الافكار حول تنقية الاجواء بين عدد من الدول العربية المختلفة في ما بينها في شأن العديد من القضايا: عدم جواز quot;مبادرة السلام العربيةquot; التي أقرت في قمة بيروت العربية قبل سبع سنوات فيما اسرائيل تماطل وتراوغ حيالها، إذ رفضتها في البدء ووضعت العصي في دواليب انطلاقتها، أما رئيس الحكومة الاسرائيلية المنتهية ولايته ايهود اولمرت فقبل بنودًا ورفض اخرى، وهذا مرفوض من جميع الدول العربية ومن مقترحها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، حتى انه ذهب الى ابعد من ذلك في الكويت وقال على هامش quot;القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعيةquot; إن quot;هذه المبادرة لن تبقى على الطاولة إلى الأبدquot;.
لكن دولاً أخرى رأت خلال مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد في القاهرة في دورته العادية نصف السنوية، ان التخلي عن المبادرة العربية لا يجوز في حين يطرح الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما سياسة الانفتاح على سوريا وايران واعتماد اللغة الديبلوماسية محل العنف الذي كان ينتهجه سلفه جورج بوش، كما انه يعد لمقاربة جديدة من اجل معاودة عملية التفاوض العربي ndash; الاسرائيلي على المسارات الفلسطينية ndash; السورية ndash; اللبنانية مع اسرائيل، وهو يتريث الى حين تشكيل بنيامين نتنياهو حكومة جديدة بحيث يمكن موفد بلاده الى الشرق الاوسط جورج ميتشل ان يباشر مهمته والتحرك مع الدول المعنية بعد زيارة نتنياهو لواشنطن وبحث مع اوباما في موقفه من معاودة محادثات السلام، وقد عبّر نتنياهو عن استعداده لذلك من دون الكشف عن التفاصيل، علمًا ان غالبية الدول العربية مرتابة بما يمكن ان يتضمن موقفه من شروط غير مقبولة عربيًا.
اما الموضوع الجديد المطروح فهو وضع آلية لمناقشة الخلافات العربية حول مسائل متصلة بعملية السلام في الشرق الاوسط وبالقضية الفلسطينية، وعدم تكرار الخلافات الحادة التي نشأت بين مصر والسعودية والاردن ومن يدور في فلكها من جهة وبين سورية وقطر ومن أيدها في اسلوب التعاطي والحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة. وانتقلت تلك الخلافات الى وسائل الاعلام، فاحتدم التراشق والتجريح بين عدد من القادة البارزين مما ادى الى مزيد من شق الصف الفلسطيني، لا سيما بين حركة quot;حماسquot; والسلطة رئيسا ومسؤولين آخرين. كما ان استمرار الخلافات اوقف جلسات الحوار التي كانت دائرة في القاهرة برعاية مصرية، وكان المفترض وفقًا لما اتفق عليه في قمة شرم الشيخ التي دعت اليها مصر، ان تنتهي المصالحة بين الطرفين المتخاصمين وان تشكل حكومة قبل نهاية الشهر الجاري، قبل انعقاد القمة الاثنين المقبل.
ويفتتح الرئيس السوري بشار الاسد اعمال القمة بصفته الرئيس الدوري لقمة العام 2008 ndash;2009 ويسلم الرئاسة الى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لاستضافة بلاده القمة بدل موريتانيا. وسيلقي الاسد خطابًا يعرض فيه موقفه من موضوع المصالحات العربية التي لن تتحقق في قمة الدوحة، لان التفاهم عليها يستوجب وقتًا.
التعليقات