حمّى الإنتخابات تجتاح لبنان من أقصاه إلى أقصاه
حروب صغيرة في الشوارع... سلاحها اللافتات

هيثم الخوند من بيروت: يعتبر الإعلان الإنتخابي، أصورة كان ام لافتة على الطرق طبيعيا جدا في موسم الانتخابات ، بل هو دليل على الديموقراطية والمنافسة في الحملات الانتخابية. أما المستغرب فأن يتحول الاعلان الانتخابي مهما يكن نوعه جزءاً لا يتجزأ من ديكور البلاد الداخلي يتقلب بين شارع وآخر ومنطقة واخرى.

لافتة لحزب الله

لافتات خضراء وصفراء وبيضاء وبرتقالية وزرقاء... وما تيسر من ألوان قوس القزح اللبناني، اجتاحت في المدة الاخيرة ولا تزال، شوارع بيروت والمناطق، معلنة انطلاق المعركة الانتخابية على مصراعيها. فكيفما تجولت في الشوارع الضيقة او على الطرق الدولية، تحار العين في النظر إلى لافتات الاحزاب والتيارات ودعاياتها التي غزت مجال نظر اللبناني، راقه الاعلان أم كرهه.

لافتة عونية على الأوتوستراد

quot;التيار الوطني الحرquot;، كان السبّاق في افتتاح الموسم الدعائي، وقد بدأ منذ بداية السنة بنشر اعلاناته quot;البرتقاليةquot; على الطرق تحت عنوان quot;شو ما كان لونك فكر صحquot; وquot;تيصح الوطن فكر صحquot;، ليفتح بهذا الشعار قابلية الأفرقاء الآخرين على ابتكار اعلانات اعتمدت بغالبيتها الساحقة على مبدأ اللعب على الكلام. وهذا اللعب على الكلمات هو تحديدا ما برع به quot;تيار المستقبلquot; الذي وعد اللبنانيين من خلال اعلاناته الزرقاء بمستقبل أفضل وواعد، ما اثار حفيظة المعلنين العونيين ، فلم يتأخر ردهم واعتمدوا شعارا جديدا لهم، هو عبارة عن لوحة زرقاء ممزقة في اشارة إلى quot;المستقبلquot; واستبدلوها بعبارة برتقالية هي quot;المستقبل يبدأ بالتغييرquot;. كما أطلقوا ملصقاً لصورة فتاة جميلة مع عبارة بالفرنسية :quot; كوني جميلة وصوّتيquot;، الأمر الذي أثار انتقادات أبرزها من عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس إده الذي طالب الهيئات النسائية في quot;التيار العونيquot; بالإعتراض على هذا الشهر المهين للمرأة ، وردّ النائب الجنرال ميشال عون على هذه الإنتقادالت مبرزاً الإحترام الذي يحمله تياره للمرأة وموضحاً أن القصد من الملصق الخروج من النمطية السابقة والقائلة quot; كوني جميلة واصمتي quot;.

كوني جميلة.. وصوّتي

وبعيدا عن هذا الصراع quot;العونيquot; الـ 14 آذاري ( نسبة إلى آذار/ مارس) والمستشري على اللوحات والطرق، حاول الاعلان الرسمي لحزب quot;لقوات اللبنانيةquot; مخاطبة عقل اللبناني وعواطفه في آن واحد ببعض الذكريات الاليمة، من خلال عرض صورة لبعض عناصر المعارضة خلال أحد ايام الشغب التي شهدتها الأعوام الماضية، مذيلة بعبارة quot;صوتك يغيّر كل الصورةquot;. اما حزب الكتائب فقصد في اعلانه اللعب على حلم اللبنانيين بالاستقرار فكان شعاره quot;الاستقرار مشروعنا والبرلمان سلاحناquot; مظللا بالعلم الكتائبي .

وللمناصرين دورهم

إلى جانب هذه الاعلانات السياسية الانتخابية المحترفة، تبرز اعلانات اقل احترافا، لم تصممها شركات الاعلانات ولم تكلف مئات آلاف الدولارات. فلا يكاد يخلو شارع في لبنان من اللافتات القماشية والصور التي يرفعها المناصرون على أعمدة الانارة وعلى الشرفات ويزايدون على بعضهم البعض في طولها ولهجة مضمونها، وهي غالباً إما لمرشحين وإما لشهداء، وفي لبنان لكلّ شارع شهداؤه ومرشّحوه ولافتاته الخاصة. وهكذا تزدان شوارع بيروت بصور الرئيس رفيق الحريري ونجله زعيم quot;تيار المستقبلquot; النائب سعد الحريري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وتكثر اللافتات المتخصصة بتوجيه التحيات والمناصرة لآل الحريري وquot;تيار المستقبلquot; ومنها ما يبشر بأن quot;اللي خلّف ما ماتquot;، quot;خافوك فقتلوكquot; وما شابه.

لافتة قواتية

أما طريق المطار والشياح والضاحية الجنوبية، فلا يخلو شارع من صور شهداء quot;حزب اللهquot; وأمينه العام السيد حسن نصرالله أما اللافتات فمنها ما يحّذر من quot;نفاد صبر الرئيس نبيه بريquot;، ومنها ما يقول للسيد حسن نصرالله quot;سر ونحن من أمامك يا ايها القائد العظيمquot;. وطبعاً هناك تلك التي تشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها لبنان، وعلى تشييدها حدائق عامة في الضاحية، وبناء جسور للمشاة على طريق المطار.

ولا يختلف المشهد بتاتا في المناطق الشرقية للعاصمة بيروت، حيث تتداخل أعلام وصور ولافتات quot;التيار الوطني الحرquot; وحزبي quot;القوات اللبنانيةquot; والكتائب اللبنانية من دون ان يخلو الامر من بعض التوتر الذي يفضي في بعض الاحيان إلى تشويه وتمزيق وحتى حرق للشعارات والصور وهو ما عاناه الجميع خلال الفترة الماضية.

لافتتان لتيار المستقبل

رزق الهبل...

وفي خضم الحماوة الانتخابية واعلاناتها، ازدهرت أعمال شركات الدعاية والاعلان وجدت في الصراع الانتخابي باب رزق جديد وينكب موظفيها هذه الايام في العمل على حملات الاحزاب السياسية والمرشحين لتظهيرها في احسن صورة وحلة، في حين بدأت المطابع تعتذر عن نشر كتب ومطبوعات دورية بسبب السخاء المتدفق عليها من طبع الملصقات والصور، الأمر الذي ما أكده quot; لايلافquot; أنطوان جلخ، صاحب أحدى المطابع في منطقة نهر الموت، الذي تولّى طبع كل ما يتعلق بحملة أحد احزاب quot;النخبةquot; على حد قوله، مشيرا إلى أن كرم هذا الحزب تعدى المعقول ما دفعه لطلب اجرة العمل أضعافا مضاعفة عن تسعيرته الاعتيادية: وعلق مازحاً: quot;رزق الهبل على المجانينquot;.

لعب عوني على مثل