علي حلاوي من بيروت: يبدو ان قضية خلية quot;حزب اللهquot; في مصر تسير بخطى ثابتة ومتسارعة نحو الحسم القانوني امام المحاكم المصرية. فبعد انتهاء فترة التحقيقات التي استمرت نحو خمسة اشهر، احالت نيابة امن الدولة المصرية العليا المتهمين الـ 26 وبينهم 22 موقفاً يتوزعون على جنسيات مختلفة، بينهم 18 مصرياً وخمسة فلسطينيين ولبنانيان وسوداني واحد على المحاكمة امام محكمة امن الدولة العليا، وهي المحكمة التي انشأت بموجب قانون الطوارى الصادر في العام 1981، وتعتبر احكامها نافذة، ولا تقبل اي طريقة من طرق المراجعة او الاستئناف.

وحده الموقوف اللبناني محمد يوسف منصور من بلدة حداثا، جنوب لبنان، والذي يعرف في مصر بأسمquot;سامي شهابquot;، يتربع على زعامة هذه القضية. فهو اعترف من اللحظة الاولى بأنه quot;عضو في تنظيم حزب الله اللبنانيquot;وانه كان يعمل ضمن وحدة دول الطوق الموكل اليها نشر فكر الحزب وتزويده بالمعلومات عن تحركات الاسرائيليين تحديداً في مصر والاردن. كما لم يتاخر الامين العام لـquot;حزب اللهquot;السيد حسن نصرالله من تبنيه بعد ايام على اعلان السلطات المصرية اعتقاله بتهمة التخابر لمصلحة منظمة اجنبية والتي يقصد بها quot;حزب اللهquot;والتخطيط لتنفيذ أعمال ارهابية على الاراضي المصرية. بدوره رفض الحزب تلك الاتهامات الموجهة الى quot;شهابquot;مؤكداً أن quot;الهدف الرئيسي للعنصر المعتقل كان العمل على نقل الاسلحة والعتاد الى قطاع غزة عبر انفاق مدينة رفح وذلك خلال الفترة التي سبقت العدوان الاسرائيلي على غزة، والتي شهدت حصاراً اسرئيلياً شاملاًquot;.

ومثلما درجت العادة في احداث من هذا النوع ترتبط بتحركاتquot;حزب اللهquot;في الخارج، لم يصدر الحزب اي بيان تعليقاً على احالة quot;شهابquot;للمحاكمة امام القضاء المصري، غير ان مصادر خاصة في الحزب ذكرت لـquot;ايلافquot;أن قيادة quot;حزب اللهquot;ستتعامل بمنتهى الجدية والحرص مع قضية سامي، وهي لن تتوانى للحظة في الدفاع عنه سواء من خلال المحامين الذين وكلهم الحزب او عبر بعض القنوات الخاصة، وذلك لأن شهاب يمثل ارادة حزب الله وتم اعتقاله خلال ادائه لدور انساني في الدفاع عن اهله المحاصرين في قطاع غزةquot;. وتمنى المصدر quot;على الدولة اللبنانية ان تطالب بأسترجاع شهاب من السلطات المصرية واذا ما كان قد خرق القانون فعلى الدولة اللبنانية ان تحاكمه وليس القضاء المصري الذي ينطق بلسان النظام الحاكم هناكquot;.

وفي ما يخص تحويل المعتقل سامي شهاب الى محكمة عليا تخضع لقانون الطوارىء ولا امكانية لاستئناف الحكم، وصف المصدر quot;ذلك أنه يأتي في سياق تشديد الحملة على حزب الله وضمن المخطط الذي يهدف الى ترهيبه ومحاصرته اكثر فأكثر، ومحاولة لاظهار صورة الحزب بأنه يرعى الارهاب ولتحجيم دوره في امته العربية والاسلاميةquot;، مؤكداً quot;ان الحزب لن يرضخ لهذه التصرفات، كما لن يثنيه اي شيء عن دعم اي حركة للمقاومة في وجه العدو الاسرائيليquot; مستبعداً في الوقت نفسه quot;اصدار احكام بالاعدام لاعضاء الخلية المفترضة من قبل السلطات المصرية، بل يمكن ان تكون العقوبة السجن المؤبدquot;.

وبينما تتابع عائلة محمد منصور، وهو سامي شهاب بدء اجراءات المحاكمة في مصر، اشار فرد من العائلة لـquot;ايلاف quot;الى أن قضية محمد تسلمها حزب الله من اللحظة الاولى وهو وحده المخول بالتصريح في هذا المجالquot;. وقد تمكنت quot;ايلافquot; من الحصول على مجموعة من الصور التي تعود الى سامي شهاب، التقطت بعد حرب تموز/ يوليو وتظهر سامي بين ركام احد المنازل.

اللبناني محمد يوسف منصورالمعروففي مصر باسمquot;سامي شهابquot;، يتربع على زعامة هذه القضية